الأحد، 22 نوفمبر 2009

«وحدة ما يغلبها غلاب»

هامش:
بعد أن كتبت هذه التدوينة و مع استمرار الحملات الاعلامية من الجانبين لم أستطع ابعاد تساؤل صغير عن ذهنى ...
هل فعلا اختزلنا الوطنية فى تشجيع مباريات الكرة ،
و هل اصبح رموز الوطن هم الممثلين و المطربين ؟؟؟؟؟
تساؤل حزين ...
حتى حين أراد الجانبين المراهقين المقارنة ، قارنوا بين الشاب خالد و الشاب مامى وعمرودياب و سعد الصغير ، و لم أجد مقارنة بين الطاهر وطار و بين بهاء طاهر مثلا ..
ما زال بمصر الكثير من الرموز الثقافية التى لم تكن فى السودان، و لم تهان، و لا يمكن أن ترمى العلم المصرى فى الأرض خجلا ، و لا يمكن أن تظهر على الفضائيات و هى تبكى و تفاخر بأها خلعت ما يسترها لانه كان أحمر اللون ، و لم يؤخذ رأيها فيما يقال ، عندنا د.جلال أمين و د. حامد عمار و بهاء طاهر و فاروق جويدة وجمال الغيطانى و عبد الرحمن الأبنودى وجمال بخيت و د.صلاح عنانى و لطيفة الزيات وجاذبية سرى وعندنا علماء مثل زويل و عندنا أطباء مثل الدكتور غنيم و الدكتور أبو الغار ، وعندنا اساتذة جامعات مثل كل من فى حركة 9 مارس عندنا فنانون محترمون مثل ايمان البحر الدرويش و على الحجار وحرام أن نختزل مصر فى فيفى عبده وعمرو دياب و سعد الصغير...










تحول ما كان يجب أن يكون مبارة رياضية بين فريقين عربيين لتحديد الفريق العربى الوحيد الصاعد الى كأس العالم 2010 الى مأساة تفضح ما وصلت اليه علاقتنا بالعرب ، و تنكأ جروح كثيرة .

بدأت المأساة قبل المبارة بأسابيع كثيرة حين أنطلقت وسائل الاعلام فى البلدين لتلعب بمشاعر الشعبين ، و تشحن المشاعر ، و تعيد تأليب الأحداث القديمة ، و مشكلة الأ خضر البلومى سنة كام و ثمانين ، ومن أرسل المدرسين الى من و من ساعد ثورة من ، و من ساعد الآخر فى حرب اكتوبر ، و كلام كثير لا يصح تكراره .

ثم جاءت مباراة القاهرة ، و الهجوم على حافلة الفريق الجزائرى الذى أصررنا على انكاره ، و لم نقدم عنه الاعتذار الواجب ، و يبدو انه كان حقيقة بدليل ان الفيفا يدرس توقيع عقوبات على مصر بسبب هذا الاعتداء .

ثم مباراة السودان ، و الهزيمة ، و ما حدث بعدها ...

ما حدث بعد مباراة السودان كان نتيجة طبيعية لأشياء كثيرة حدثت قبل المباراة ، من السهل ارضاء أنفسنا بسب الجزائريين و الصاق كل التهم بهم ، لكن الحقيقة ان الجزائريين هم شعب مسلم شقيق ،
جاءت الكاميرا على وجه أحد الجزائريين و أنا أقول يارب ووجدته يتمتم بنفس الكلمات ،
و الحقيقة اننا و هم شعوب مسكينة لا تجد ما تصب فيه مشاعرها لوطنية سوى ماتشات الكرة ، وان الصحف عندهم قد أججت مشاعر الغضب لديهم ضدنا ، و ان من يجب أن يحاكم هو الاعلاميين من الجانبين الذين بدأوا هذه الحرب النفسية ، و لذا وضعت هذه الصور من أحد أعداد جريدة الشروق الجزائرية لنرى ماذا يقرأون عنا..


ما قامت به الجماهير الجزائرية خطأ أخلاقى بكل المقاييس ، لكنه غير نادر فى ملاعب كرة القدم ، قامت به الجماهير الانجليزية يوما فى مبارة شهيرة بين اليوفونتس الايطالى و ليفربول الانجليزى ، و جماهير الكرة المصرية نفسها قامت بالقاء الحجارة كثيرا ، و الكل يذكر حجر زيمبابوى الشهير، و مباراة الاسماعيلية التى كاد فيها الالتراس أن يحرقوا الاستاد .

ما يجب حقا أن نفكر به هو ما الذي أوصل علاقة مصر بالعرب الى ما هو عليه ،
هل زهق العرب من حديثنا المتكرر عن تضحياتنا فى الماضى ، مدرسين اللغة العربية الذين أرسلناهم ، و عبد الناصر و خطبه ، هل ملوا من متابعة تاريخنا و لاعبينا و ممثلينا فى حين نقابل نحن كل هذا بتجاهل واضح لكل ما يخص رموز و عادات الدول العربية .




و تظل عدة حقائق يجب أن نضع حولها الكثير من الدوائر الحمراء ، الاعلام المصرى و الجزائرى تسابقا فى السباب و حجب الحقائق ، فالمصريين لا يعلمون حتى الأن ان الجزائريين يعتبرون ما حدث منهم انتقاما و رد فعل و ليس فعل لأن السفير الجزائرى حتى هذه اللحظة لم يكذب فى صحفهم وجود قتلى جزائريين فى المباراة التى حدثت فى مصر .



الجماهير المصرية التى ذهبت معظمها كان من الممثلين و الفنانين و لم تستطع جماهير الكرة البسيطة الذهاب للمباراة لأن البعض كالعادة اعتبر المباراة سبوبة و أصبحت التذكرة بثلاث آلاف جنيه ، و هذا حديث آخر ،
و لكن ما استوقفنى أننا لم نرى فيما فعلنا خروجا عن المألوف بل تسائلنا لماذا لم تفعل الجزائر مثلنا و أرسلت رموز مجتمعها ، و انا أتسائل ، و هل لم يعد لمصر رموزا غير الممثلين و المطربين ؟؟؟

هل حضرت ممثلة فاضلة مثل فردوس عبد الحميد أى مباراة كرة فى الاستاد حتى تستطيع معرفة شكل جماهير الكرة ، و تقسم ان الجزائريين لم يكونوا جماهير كرة ؟؟؟

الأداء الحكومى المصرى كان فى أضعف صوره ، فى الأول تركنا أتوبيس الفريق الجزائرى بدون حراسة من المطار للفندق على أساس انها فركة كعب ، و تجاهل الاعلام الرسمى كل ما نشر فى الجرائد الجزائرية عن المصابين فى المبارة مثلما اعتادوا تجاهل صحف المعارضة .

و على حين وثق الجزائريون ما حدث لهم ، لم يقم المصريون بتوثيق اى مما تعرضوا له فى السودان ، أى اننا امام الفيفا مدانون ..

السفير المصرى فى السودان ، كيف لم يقم بابلاغ القاهرة ان الجماهير الجزائرية كانت تشترى الأسلحة من الخرطوم بأى ثمن ؟؟؟


شعوب عربية كثيرة كانت فيما مضى تحب المصريين كثيرا أصبحت الآن تكن لهم مشاعر الكراهية بسبب الاعلام الموجه الذى يظهر مصر كدولة كارهة للعرب مرتمية فى أحضان اسرائيل ، و لهذا كان الجزائريون يرفعون لافتات مطالبة مصر بفتح معبر رفح ، و الحقيقة انه مع كامل تحفظنا على السياسة المصرية ، فان معظم الأنظمة العربية التى تقوم بتهييج الشعوب العربية على مصر هى أنظمة موالية لاسرائيل و لها معها مصالح اقتصادية و سياسية أكثر بكثير من مصرو على رأسها النظام القائم فى قطر ، حتى النظام التركى الذى أوهم العرب أنه الوحيد الصامد ، يتقاتل الآن مع اسرائيل لرغبته فى اتمام صفقة شراء أسلحة عقدها معها و اسرائيل هى التى تماطل فى التسليم .


ما حدث يدق لنا ناقوس الخطر لنعيد النظر فى سياستنا الخارجية و علاقاتنا بالعرب ( الشعوب و الأنظمة )، ما لنا و ما علينا ، مشاعرنا و مشاعرهم ، مشاكل المصريين فى السعودية و الخليج و اليمن و ليبيا ، و لماذا أصبحوا عرضة للاهانة بعد أن كانوا موضع تكريم .
لماذا استكانت مصر الى رصيدها القديم عند العرب و لم تلتفت الى أن الرصيد يتناقص ، و أن العلاقات بين الشعوب مثل البشر تحتاج للرعاية ، لماذا نبدو غير مصدقين لأن بعض السودانيين كانوا يشجعون الجزائريين و ننسى ادائنا الضعيف جدا "جدا" فى دارفور ، و الى حادثة ميدان مصطفى محمود الشهيرة ، و الى مشاكل حلايب و شلاتين ، و الاهم الى تغلغل النفوذ الاسرائيلى هناك مؤخرا .


كيف يمكننا مواجهة الدور الخفى الذى تلعبه اسرائيل و الانظمة المواليه لها فى تأليب مشاعر الشعوب العربية على مصر و المصريين و الانتقاص من قدرها و تاريخها ، و تأثير القنوات الفضائية فى هذا السياق ...
هذا الخبر نشر فى موقع جريدة البشائر "
– العربية.نت : رحّلت السلطات المصرية مراسلا صحفيا إسرائيلي الجنسية جاء للقاهرة لتغطية مباراة مصر والجزائر، وتبنى موقفاً مناصراً للجزائر بعد أن لف نفسه بالعلم الجزائري حتى يسهل له تشجيع الجزائريين على الدخول فى مواجهات مع المشجعين المصريين لعرضها فى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية.وأبرزت وسائل الإعلام المصرية قرار الترحيل مستدلة به على أن طرفا ثالثا (مشيرة إلى إسرائيل)، يقوم بإشعال الفتنة بين مصر والجزائر مستغلة الأحداث الكروية الأخيرة، وأنها تروج لذلك بواسطة مواقع الانترنت عبر خاصية التعليقات والاختفاء وراء أسماء مصرية وجزائرية. "


أرى المسلمين و العرب فى أضعف حالاتهم و الفتن تكتنفهم من كل ناحية ، و يزيدها اصرارهم على عدم الفهم ،النظامين المصرى و الجزائرى للأسف أعطيا الضوء الأخضر لما يحدث ،
و اتسائل أيها أكثر جرحا للكرامة ما حدث فى السودان ، حال التعليم فى مصر ، أم الشهداء الذين يموتون على الحدود مع رفح المصرية بلا ثمن ..




الأحد، 1 نوفمبر 2009

من أجلك انت








أعانى من حالة غريبة منذ فترة ، تظن أمى انه ارهاق مزمن ، و أظن أنا انها نشاط زائد للمخ ، مشكلات العمل ، و الدراسة ، البنات ، و زوجى ، و تتابع سريع للأحداث بسرعة تبدو أسرع من قدرتى على استيعاب ما يجرى ـ فيظل عقلى يعمل محاولا الفهم ليل نهار ، و الغريب اننى لا أصل الى شئ.

انفلونزا الخنازير بادئ ذى بدء ،
"مدرسة بناتى هى أحد المدارس التى تم اغلاقها بعد ظهور حالتين بها ، مما أضطرنى الى اقامة مدرسة فى البيت ، تحاصرنى فيها مناهج التاريخ و اللغة العربية ، و خيانة مستمرة لتاريخ مصر و لكتابها لا أدرى متى تتوقف" .

و لماذا تكون المدرسة هى المشكلة ،
لماذا لا نفكر فى ايقاف المترو أيضا ؟؟

هل حقا أن الفيروس ضعيف لا يساوى الضجة التى تحيط به فى مصر؟؟؟
هل سنأخذ التطعيم – هذا اذا جاء- ؟؟؟


يعرض على قناة المحور واحد من أفلامى الأمريكية المفضلة ، يقول أحد الممثلين

" never" " .. in your dreams "

و تأتى الترجمة بلغة عامية فجة " لما تشوف حلمة ودنك " ، فأتمنى لو كان من الممكن الغاء الترجمة من على شاشة التلفاز ، هل هذا نوع من التطوير الجديد ؟؟؟

أعتقد ان أحد النجاحات التى لا يمكن اغفالها للاعلام المصرى الحكومى و غير الحكومى هو انه استطاع بجدارة منقطعة النظير أن ينقل ثقافة العشوائيات بكل ما فيها مممن ألفاظ بذيئة و فنون هزيلة الى كل بيوت مصر ، فتمكن أخيرا من محو الفروق بين الطبقات على الأقل من ناحية الأخلاق العامة .


النقاب و الحجاب ...وزوبعة أخرى فى فنجان ...
شيوخ الفضائيات و اسلام ضيق متعصب ، و شيخ الأزهر و منطق أعرج لا يستقيم ، والحقيقة أن من حق شيخ الأزهر فى رأييى أن يجاهر برأيه - هذا اذا كان رأيه -فى ان النقاب عادة و ليس عبادة ، و لكن لماذا أيضا لا يتحدث عن اضطهاد المحجبات فى كثير من الوظائف ؟؟


من حق المعاهد و الجامعات الأزهرية منع النقاب داخل جدرانها ،فمن حق أي مؤسسة أن تفرض ثقافتها داخل جدرانها و أنا ممن يرون النقاب ممثلا لثقافة مغايرة قادمة من الخليج ، و لكنها يجب أن تفرض الحجاب ، و يجب أن تدافع عنه فالمبادئ لا تتجزأ .

أما خارج جدران المعاهد الأزهرية فأنا لا أعلم لماذا يتورط الأزهر فى حرب ضد النقاب - وهو أولا و أخيرا يمكن النظر اليه بعيدا عن الفرض و السنة على أنه محاولة من بعض السيدات للتشبه بنساء النبى (ص) - مع حرصه الشديد الا يتورط فى أى حروب سواء مع الحجاب ، أو مع الفلسطينيين ضد اليهود ، أو ضد الأفلام السينمائية بمشاهدها الصادمة حتى حين تم تصوير احد مشاهدها فى الحسين، أو ضد تقارير منظمات حقوق الانسان الأمريكية التى يرحب بها البعض فى مصر و التى تمتلأ بالحديث عن حقوق الشواذ و حق الاجهاض و كلام كثير لا يحق السكوت عنه دون الرد الصريح بحرمانية هذه الأمور فى دولة دينها الرسمى الاسلام وهو المصدر الرئيسى للتشريع كما يقول الدستور ، أو مع مدير الفندق الذى أراد الامتناع عن بيع الخمور فى بلد الألف مأذنه ، فجرروه الى المحاكم و أتهموه بالتخلف و الرجعية ، و أصبح هو الذى سيتسبب فى تطفيش السياح من المحروسة و انتهى الأمر باستسلامه دون ان يقف بجانبه لا الأزهر و لا مجمع البحوث المنشغلان ببحث مسألة الحجاب و النقاب .


أما شيوخ الفضائيات فلا أدرى من أين يأتون بهذا اليقين الذى يهتفون به بأن النقاب فرض متجاهلين آراء ثلاث من أئمة الفقه ، و متجاهلين حقيقة أن الصلاة لا تجوز بالنقاب و أن المسلمات كن يصلين خلف النبى ( و خلف الرجال بالطبع ) بدون ساتر أو جدار بينهم و بين الرجال ، و المشكلة لم تعد فى النقاب فقط ، المشكلة اننى لم أسمع أحد منهم يقول الامام مالك يقول كذا و الامام الشافعى يقول كذا و الامام ابو حنيفة يقول كذا و أنا أميل للرأى الفلانى ، بدلا من القفز فوق كل هذا الى التحريم ... سامحهم الله .

فاروق حسنى ... حاول استرضاء اليهود بكل طريقة لكنه فشل فشل ذريع ، ونسى انه قال انه سيستقيل اذا لم ينجح فى انتخابات اليونسكو، وعاد و قد نصب نفسه فيما يبدوا بطلا قوميا ليتربع على عرش الوزارة ثانية .

و تطفو أكوام القمامة على سطح كل شئ و هى تهاجم الأرصفة فى حى مصر الجديدة حيث أقطن ، كما تهاجم جميع احياء المحروسة ، فأغرق فى حالة خفيفة من الاكتئاب و انعدام الوزن لا تترك الا القليل من الوقت للقراءة و الكتابة ..






ثم ياتى مؤتمر الحزب الوطنى و شعاره البراق " " من اجلك أنت "" أخير جاء الفرج ، أحمدك يا رب ، لابد ان الحكومة ستقوم بانشاء شركة نظافة جديدة لتنظيف الشوارع ، و جراجات تحت الأرض تختفى فيها أدوار السيارات التى تسد الشوارع ، و اكيد أكيد ... سيترتب على ذلك ان المواصلات ستكون سهلة و سأصل الي العمل و الكلية بسرعة و أعود بسرعة للبيت ، و اكيد .. أكيد ... سيتم زيادة اعداد المدرسين ، و لن تغلق المدارس ، و سيزيد مرتبى و مرتب زوجى بالقدر الذى يمكننى من ادخال ابنتاى فى الجامعة الألمانية يعنى كلها حسبة 24 ألف دولار فى السنة فقط ، و سيتم أخيرا العودة لزراعة القمح فى الساحل الشمالى بدلا من زراعة الشاليهات أو على الأقل اقامة شركة لتنقية القمح المستورد من النفايات و الحشرات ها ها ها ...



يتحدث الوزراء دوما فى دول العالم المتقدمة عن كونهم " فى خدمة الشعب " ، اما فى مصر فبعد ان غيروا شعار الشرطة فأصبح " الشرطة و الشعب فى خدمة الوطن " بدلا من "الشرطة فى خدمة الشعب " يأتى أحمد عز ليمن على المصريين بالسيارات التى يقتطعون من أقواتهم لشرائها بالتقسيط ، و بالوظائف التى يجدونها بعد سنوات من البطالة ، و الجدران التى تأويهم ، و علاوة الثلاثين بالمائة الهزيلة .


و ينسى أحمد عز الأسعار التى ترتفع دون رابط ، والقمح التالف ، والأبناء الغارقون على شواطىء ايطاليا ، و القمامة التى تملأ الشوارع ، و الغارقون مع العبارات ، والموتى فى حوادث السكة الحديد ...



يبدو ان خدمة الشعب أصبحت شرفا لا تستحقه الحكومة ..