الجمعة، 27 مايو 2011

الى أين يقودنا الغضب ؟؟؟؟



لابد ان شيئا غريبا حدث فى رأسي ، أو ان البوصلة التى أحملها مختلفة ، فأنا لم أعد قادرة على استيعاب المنطق الثورى المصرى ..
فلنفرض اننى قمت بثورة من أجل مصر - من أجل مستقبل أفضل لاولادى . ..
لنفرض اننى قررت الدفاع عن حقى فى التظاهر كلما أردت ، و أينما أردت ...
و ان التظاهر استمر جمعة ، وراء جمعة ، و راء جمعة ، و بالطبع استمر الاستنفار الأمنى ، ورجال الشرطة و الجيش بشر ، لا يأخذون أجازات و لا يتظاهرون الجمعة و ينامون السبت تحت الأغطية الوثيرة ،
و الأمل موجود دوما فى ان ينهار رجال الجيش تحت الضغط و يخطأون كما انهار رجال الشرطة ، و رغم انهم أخطاوا مرة أو مرتين فأن هذا لم يصبح كافيا بعد لتدميرهم ...

هل كنت سأنزل الى الميدان هذه الجمعة ؟؟؟؟

 جاءت هذه الجمعة ، التى تحمل لقب جمعة الغضب وسط تحريض قوى على المجلس العسكرى ، ،  و فيديوهات للعقيد عمر عفيفيى تحرض  صغار الضباط للثورة على المشير و تلصق به مختلف التهم ،  مثلما فعل مع ضباط الشرطة ، و تحرض الناس ضد المحلس العسكرى
و شائعات لا أول لها من آخر عن البلطجية الذين ينوون استغلال الفراغ الأمنى الذى سيحدث اذا تحولت المظاهرات لتاخذ نهج ثورة الغضب الأولى ( 28 يناير )  .
البوصلة داخلى تقول اننى كنت سأخاف على الوطن
و لن أتظاهر هذه الجمعة
.
و عقلى الذى لا يستطيع فهم كثير مما أصبح يحدث ، وان كان يلتمس العذر لمن ظلمهم النظام السابق أو عرضهم للاهانة فأنه لا يستطيع ان يرى الآخرين سوى اما مقامرين ، يقامرون بمستقبل مصر من أجل مقعد فى مجلس الشعب ، أو خونة ينفذون أجندات أجنبية ، أو جماهير غفيرة يتم استغلالها و تحفيزها يوميا بالضغط الاعلامى   و التركيز على دم الشهداء و المليارت  المسروقة المزعومة  .. .
الكاتب الكبير جلال أمين كان يصف الدولة المصرية فى عهد السادات و مبارك بالدولة الرخوة، غير القادرة على الوفاء بمسؤلياتها نحو مواطنيها ،  فما هو نوع  اللا دولة التى نعيشها الآن ؟؟؟؟

أى دولة هذه التى تديرها طاقة الغضب و  الرغبة فى الانتقام من ميدان التحرير ؟؟؟؟
أليس من الأفضل ان توجه هذه الطاقة فى المشاريع الصغيرة ، و محو الأمية ، و التعليم و استصلاح الأراضى ....
السؤال الذى طرحته و أطرحه على الغاضبين و الغاضبات منذ بداية الثورة حتى الآن ،
ماذا كام هدفكم من قيام هذه الثورة؟
هل هو مستقبل أفضل .... لمصر .

أم ان الهدف هو الانتقام؟؟؟

لو كان الهدف هو المستقبل فلماذا تغرقون فى الماضى ؟؟؟
ولو كان الهدف هو الانتقام ، فاحترسوا فالانتقام يدمر أول ما يدمر من يقومون به ، حين يكتشفون انهم تحولوا الى ما كانوا يكرهونه ، واننا استبدلنا نظام يمارس ديمقراطية زائفة ، بآخر يمارس ديكتاتورية سافرة .









الأحد، 15 مايو 2011

اسقاط النظام ... اسقاط الدولة .. و متلازمة ميدان التحرير ....





لم أكن من المتفائلين بما حدث فى مصر مبكر ا جدا ( منذ يوم 28 ابريل ) ،
 و ما زلت غير قادرة على التفاؤل ، 
و ما زلت غير قادرة على فهم الكثير مما يحدث.

منذ بدأ الهجوم على أقسام الشرطة و السؤال يلح على ،
 هل الهدف هو اسقاط النظام ، ام الهدف هو اسقاط الدولة ؟؟؟

أعلم ان الاعلام المصرى المحترم قد تحول من تملق النظام الى تملق الثورة ، و لكننى أتسائل هل يمكن أن أعرف و يعرف الناس عدد من استشهدوا فى ميدان التحرير أو أى ميدان آخر فى مصر ، و عدد من استشهدوا من البلطجية ( و ليس الشهداء ) ، و هم يحاولون  اقتحام أقسام الشرطة..
بلاش ....
الى متى سيظل الضباط الذين كانوا فى هذه الأقسام محبوسين بتهمة قتل المتظاهرين ، و كيف نطلب من أى ضابط الآن الدفاع عن قسم الشرطة الموجود به ، و هو يرى زميله يحاسب على نفس ما نطالبه به.
بلاش ...
 لماذا لا يتصدى الاعلام المصرى لما أصبحت أسميه متلازمة ميدان التحرير ( بما اننى اعانى من متلازمة استوكهولم فى نظر عدد لا بأس به ممن أعرفهم  )، الرغبة المستمرة فى التظاهر و الاعتصام التى أصيب بها الشعب المصرى و الشيوخ و الصحفيون الذين لا هم لهم الا الدفاع عن الحق المقدس فى التظاهر و الاعتصام  ، جمعة الصمود و جمعة التحدى و جمعة لمن يفتقدون مهرجان الكوربة ، و اعتصامات تنتهى دوما بتدمير العلاقة بين الشعب و الشرطة و الشعب و الجيش – ياللا ان شا الله تولع –اهو كل واحد باسبوره فى جيبه لو 
صابت ادينا قاعدين و لو خابت أمريكا و المانيا وو انجلترا موجودين ..

وكل اعتصام يبدأ بالشعب يريد ... 
حتى اننى أصبحت أسأل نفسى كثيرا بما أننى معظم الوقت لا أريد ما يريدون ، هو أنا من الشعب و اللا أنا مين ؟؟؟؟


يمكن انا من الشعب الموازى !!!!

اذا كان ما حدث ثورة من أجل مصر فما الهدف من قيام هذه الثورة ؟؟؟؟؟

هل الهدف هو الانتقام من الرئيس السابق و أسرته و اهانتهم بمنتهى قلة الأدب قبل أن يتم ادانة اى منهم بأى جريمة ، أليس نفس المنادون الآن بحبس الرئيس و حبس قرينته و أولاده هم نفسهم الذين كانوا ينادون بمنع الحبس الاحتياطى ، لأنه يؤدى لانتهاك حقوق من لم يثبت ادانتهم؟؟؟
هل الرئيس السابق و قرينته  المحاصرين فى شرم الشيخ هما من يسببون كل هذه الفوضى ....
 لا أظن ...
على الأقل ليس من مصلحتهم ...
خاصة ان كل مصيبة حدثت و تحدث فى مصر الآن يتم الصاقها بهم . - حتى الرجل أبو جلابية -

لن أدافع عن الرئيس السابق ،
 مع أننى ممن لا يعتقدون انه كان خائنا ،
لا يمكن أن أصدق ان من يحارب من أجل الوطن يمكن أن يكون خائنا ..
شخص مثل هيكل ، رجل لكل العصور ، رجل عصر عبد الناصر ،
الذى لم يكن عصرا ديمقراطيا بأى حال – مع حبى الشديد لعبد الناصر-الذى يتحدث عن ديمقراطية مبارك و عن دور مبارك فى الحرب ، شخص مثله يمكن أن أشك فى أهدافه .

كما اننى أرى الكثير من المشاريع التى تشفع لسوزان مبارك ، مستشفى سرطان الأطفال ، و مشروع القراءة للجميع و مكتبات الأطفال و مشروع الألف مدرسة ، و مكتبة الاسكندرية ....

نعم كان النظام السابق قمعيا ، و كان له أخطاء سياسيه فادحة ، لكن ما هكذا تحاسب الشعوب المحترمة المفروض اننا منها رؤسائها السابقين .
لماذا لم نكتفى بتحديد اقامة سوزان مبارك مع زوجها فى المستشفى  ؟؟؟؟
ما كل هذا الحقد ؟؟؟؟

أتسائل كثيرا ما الهدف مما يحدث ؟؟؟؟؟


ما الهدف من هذه الثورة ؟؟؟؟


الهدف كان يجب ان يكون تنمية  الوطن ،
 لكن الهدف الآن هو هدم الوطن و شغل الناس بمحاكمات انتقاميه  عبثية لا طائل من ورائها ...

طيب ... لماذا لا نحاكم أنفسنا قبل أن نحاكم حسنى مبارك و سوزان مبارك ،،، نعم ترهل الحكم كثيرا فى مصر و انتشر الفساد مع طول مدة حكم مبارك و تمسكه بمشروع التوريث ، و لكن الفساد لم يكن فساد أسرة مبارك فقط .،بل لعل الفساد فى طبقة كبار صغار الموظفين كان أكثر كثيرا من فساد  الأسرة الحاكمة التى انشغلت بمشروع التوريث و تركت الحبل على الغابر لمن باعوا الوطن و انتهى بنا الحال الى ما نحن فيه .

لماذا لا نحاكم أنفسنا على ما يحدث الآن بين المسلمين و الأقباط و كأننا ننفذ السيناريو الذى و ضعته اسرائيل 
لتقسيم الوطن ، من يقول انهم الفلول و الثورة المضادة يغالط نفسه كثيرا ،

 المشكلة فى عقولنا جميعا و عدم قدرتنا على تقبل اختلاف بعضنا عن البعض ،  و فى الوجوه التى تقود الاعلام .

حين أعلنوا أسماء مجلس أمناء الاذاعة و التلفزيون تفائلت لوجود بعض الأسماء ، و ادركت ان بعض الأسماء لم توضع الا لتملق الثورة ، مثلا السيدة الفاضلة عضوة المجلس  فريدة الشوباشى ظهرت فى احد أيام الثورة المبكرة فى برنامج السيدة الظريفه أيضا دينا عبد الرحمن على دريم لتقول للناس عن الشرطة بالنص " انتم فاكرين انهم ناس زينا ، دول وحوش" .
ثم ظهرت اليوم لا فض فوها لتقول عن عميد كلية الحقوق بنى سيوف ( عميد الكلية)   ان هناك عنكبوت فى رأسه لأنه ينادى بالفصل بين البنين و البنات فى المدرجات و أنا شخصيا أراها فكرة جيدة ، و من حقها ان 
تعترض عليها لأن لكل منا الحق فى تكوين رأيه دون أن يرى أن من يخالفونه يعانون من عنكبوت فى رأسهم .

ورث حسنى مبارك الكثير من مشاكل مصر المتراكمة منذ بداية ثورة 1952 ، و لعل أخطرها هو الاصرار على تعيين أهل الثقة و استبعاد أهل الخبرة ، وواضح ان هذا لن يتغير ، بل أن بعض أهل الثقة من النظام السابق قفزوا و اصبحوا من أهل الثقة الحاليين .... دنيا ...


اذا كان ما حدث ثورة من أجل مصر فما الهدف من قيام هذه الثورة ؟؟؟؟؟

اذا كان الهدف هو التنمية ، فلماذا لا يعمل الناس للنهوض بهذا الوطن ؟؟؟

لماذا لا نحاكم أنفسنا على التهاون فى عملنا ، لماذا يقف العامل ليطالب برفع راتبه بمنتهى الثبات و الاصرار و لا يؤدى عمله بنفس هذا الاصرار ...

لماذا يتذكر المسلمين  ان عليهم حماية كاميليا ووفاء و غيرهن و لا يتذكرون ان العمل عبادة و ان الرسول (ص) يأمر باتقان العمل ، و ان الحديث يقول لئن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه، خير له أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه .

 لماذا لا يتذكرون ان سيدنا عمر رفض الصلاة فى الكنيسة حتى لا يتخذها البعض مسجدا !!

أكاد أنهار من الغيظ و أنا أرى الشباب الفخور جدا على التليفزيون لأنهم يقومون بتنظيف الشوارع ، هل رباكم آبائكم من أجل هذا ؟؟؟
هل هذا هو عملكم ؟؟؟
 هذا عمل شخص آخر لا يقوم به ، و يجب أن يحاسب على هذا ، كما أن لكم أعمالكم و دراستكم  التى يجب أن تحاسبوا اذا لم تقوموا بها ...

هل قامت الثورة من اجل أن تعود الاعلامية الفاضلة هالة سرحان لمصر و يتم استقبالها فى المطار استقبال الأبطال مثلها مثل البطل المغوار عبود الزمر ؟؟؟

هل المطلوب هو ان يتم الدفع بمصر  للحكم العسكرى ، و هو ما حاول الناس تفاديه و التعجيل بالانتخابات حين قالوا نعم فى الاستفتاء ، ياللا و نجيب من أول 23 يوليو تانى ، يمكن ننجح فى الاعادة .

كل من يدعو لاى اعتصام أو مظاهرة أو مسيرة  لا أراه فقط مصابا بمتلازمة ميدان التحرير ، لكننى أراه اما خائن أو خائب أو عاطل يائس  أو مضحوك عليه .

المصيبة ليس فى الفلول ، و لا فى المؤامرة الخارجية ، و لا فى الفتنة الطائفية ، المصيبة فينا ..


حسبى الله و نعم الوكيل فيك يا شعب مصر ...

 يبدوا أنه سيخيب أملى فيك ...

وعموما أنت تريد ، و أنا أريد ، و الله يفعل ما يريد ......