الاثنين، 5 مايو 2008

طائر الأمل

آه وطنى ..
ساورنى دوما هذا الخاطر العنيد
بأن اليوم سيأتى الذى أمسك فيه
بحلمى المستحيل
دوما رأيت الشمس مشرقة
فوق هذه الأرض التى أحببت
وحلمت بالغد الجميل
حين يتحقق العدل فيك يا وطنى
تصبح أحلام البشر على أرضك
حقيقة ، تتحدى هذا الزمان اللعين
حين نسترد على أرضك الكرامة
نستحق أمام الله الشفاعة
نسترد القدس و الجليل
كل الأحلام تهاوت فجأة
آه وطنى ، أفتح عيناي على اتساعهما
مات كل شىء جميل ..
..........
غدا تحمله الطائرة و عروسه
الى بلاد يسكنها شعب من غرباء
و شوارع بلا قلب يكسوها الذهب
لن أود سواه .
كنت أنظر فى عينيه تساورنى الرغبة فى الضحك،
ويملأ قلبي الحب
...
يحدثنى عن الفقر و السكن و عن السفر
أنظر فى عينيه
أتمنى لو كنا معا على شاطىء النيل
لو طاردنا الشمس فى قارب ساعة الشفق
يسألنى ..
هل يمكن رؤية النيل الآن خلف ناطحات السحب !
.....
هل كان يمكن أن أذهب معه
كلما أغلقت عيناى،
كنا أرى طرقا من أسفلت تغطيها أشلائى
كنت أرى أنهارا سوداء تدفن أحلامى
أحبك ، فلما لا نبق هنا معا
ليس هناك سوى الجنون و الموت
وفقدان الأشياء الأثيرة
لكنه ذهب.
وترك ورائه عينين بندقيتين
تسكنان أحلامى الكسيرة
..........
كم عاما مرت منذ رحيله
و ما زلت أناجيك يا وطنى صبورة
الرفاق رحلوا ، سقطوا
والبعض أ صبحوا لصوصا
أقف وحدى
الجميع عبروا فوق جثتى
وتسائلوا عن كنه هذا الشىء الصغير
أقف لأحاضر عنك وطنى
أصرخ فى النائمين حولى ليستفيقوا
وألملم ردائى حول جسدي الضئيل
كل يوم أقف لأصرخ
لا تنتظروا العون منى
لم يبق فى عمرى الاأقل القليل
نفسى خاوية ، ملوثة ،
مخترقة حتى النخاع
وراحتى الوحيدة أصبحت فى الرحيل
مرت السنون وأصبحت حطاما
لم يبق لى الا وريقا ت مهترئة
وبصرى الكليل
دوما تمنيت لو كنت أفضل ، أقوى
لو كان لى القدرة على تحطيم المستحيل
حاولوا ألا تكونوا مثلى
احلموا لكن مفتوحى الأعين
وأقهروا هذا العفن لأجلى
لم يكن هذا دوما هو الوطن
هذه الشوارع الميتة
القلوب المتحجرة
هذا الانسان الذليل
الوطن الآن أصبح وطنان
وطن يسكنه فقراء يتسولون الطعام
و آخرون يسكنون شوارع حريرية
ومدن مضاءة لا تنام
أسير فى طرقهم مذهولة
كأننى ضللت الطريق لمدينة غريبة
خرجت توا من كتاب الأحلام
لكننى ألمس الشوارع ، البيوت ، و حتى البشر
ليس هناك سوى دمي ورقية
ترقص حول بضعة أصنام
من يطفئ عقلى حتى لا أرى هذا الكابوس
أو من يبدد ظلام هذه الأوطان
من يمنح هؤلاء البشر الخلاص
حتى لا يموت الحب مخنوقا فى الطرقات
وحتى لا يأتى بعدنا جيل قادم
يرث عنا الحقد و الفشل و الكفر، و قبل أن يموت
يستمطر علينا اللعنات
...................
وطنى لا تأمل شيئا من هذا الجيل العليل
أحلامنا فقدناها منذ زمن طويل
و لم يبق فى نفوسنا من الأمل الا القليل
كلنا الآن واحد مخنوق الدمع وذليل
ضاع منا الوطن و الحب و لم يبق الا طريق طويل
أسيره وحدى ورفات الحلم القديم
لكننى الهى مازلت انتظر
فمتى تأتى أى طائر الأمل ؟؟؟؟؟!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

سيدتي الفاضلة أخت مصرية
ممكن اكون قد قرأت هذه القصيدة متأخرا أعني تعليقي عليها ولكنني منذ قرأتها من فترة وأنا أود أن أكتب لك . في الحقيقة يبدو أنك تمتلكين ملكة الشعر وفي منتهى القوة .
ارجو ان نقرأ لك المزيد
ونتواصل
مع التحية والإحترام
رضوان