الأحد، 6 مايو 2012

الحزن و انكسار الأمل و أشياء أخرى ..



الحزن الشديد هو الشعور الطاغى الذى لابد أن يعتصر قلبك حين ترى ما آل اليه الوضع فى مصر و الذي ظهر فى مذبحة العباسية ، و لأننى أحاول فعلا الا اصف مصري بالخيانة فلا أجد وصف لما يحدث من جميع الأطراف الآن الا الغباء و الكذب ..

مسرحية عبثية كان يمكن للجميع قراءة نهايتها منذ البداية ، ولكنهم فضلوا مشاهدتها عوضا عن محاولة ايقافها و حقن الدماء ، الم يستوقف المعتصمين – و أنا هنا اتحدث عن الانقياء منهم فقط ، لأننى لست مقتنعة ان كل من كان هناك يستحق هذا الخطاب –  القاء المياه و القاذورات عليهم من النوافذ ، الم يستوقفهم عدم ترحيب السكان بهم ، و المناوشات التى كانت تحدث ، ليدركوا انهم يتقدمون نحو اللحظة الأحلك فى تاريخ الثورة ، و الأكثر ايلاما ، من السهل القول ان كل من طارد المعتصمين و المتظاهرين – لا أقول الثوار – كانوا من البلطجية ، لكن الحقيقة ليس كذلك ، الحقيقة ان عدد كبير كان من اهالى العباسية و انهم فعلوا هذا لانهم ظنوا ايضا – كما ظن المعتصمين – ان  ما يفعلونه هو الأفضل من أجل مصر ، و لهذا اعتبر ان ما حدث هو اللحظة الاحلك فى تاريخ هذه الثورة ، لان الجميع فيها كانوا مدانين و كانوا ضحايا .

لكن المعتصمين و السكان ليسوا المخطئ الأكبر مع الأسف فى هذه المهزلة ، لكننى أجد المخطئ الأكبر هو من يطلقون على انفسم النخبة و الاعلام المساند لهم ، د.عبد المنعم أبو الفتوح يقود مسيرة للعباسية ، الشيخ حازم اختفي مع اعتصام أنصاره ، نوارة نجم و علاء عبد الفتاح – الذى سيعترف على التويتر بوجود سلاح مع أنصار الشيخ حازم لا اعلم لماذا – يدعون الناس للنزول للاعتصام بالعباسية ، خالد على أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية ، يسير هاتفا محذرا الحربية ، يا حربية احنا اللى كسرنا الداخلية ، اليس هذه تحريضا ضد الجيش !!، حمدين صباحى يطالب بالافراج الفورى عن جميع المعتقلين – الصحيح ان يطالب بتحقيق سريع و الافراج عمن تثبت برائته - ،وفى الجانب الآخر ، الفيديوهات تملأ النت و هى تظهر المعتصمين يسبون الجنود بأقظع الأبفاظ ، و يعايرونهم بوجودهم على الحدود مع اسرائيل ، و بمن يموتون فى سيناء ، كأنهم جيش دولة اخرى – و بالمناسبة هذا يفسر لماذا رقص الجنود بعد دحر الأعداء – و الأكيد ان المشير لم يأمرهم بهذا ، و الأكيد أيضا ان السباب لم يكن موجها للمجلس و ليس للجيش ، و الأكيد أيضا انه حين يقف الجندى و يكون مجبرا على سماع السباب له و لأمه و لعائلته ، ثم يأتية الأمر بالضرب – فالمؤكد بأنه لن يتسائل عن مشروعية الأمر ..

ان من اكبر اخطاء المجلس العسكرى فى رأيي – هو السماح بحمل السلاح فى اللجان الشعبية ، هذه مهزلة يجب ان تتوقف ، لقد خلق الجيش بلطجية برخصة ، و خلق الثوار بلطجية بدون رخصة ، فاصبح هناك بلطجية مع الشرطة و بلطجية مع الجيش و بلطجية مع الثوار ،و اصبح الوضع مهددا دوما بالانفجار ..

و لهذا حين نشر الناشطون على الانترنت صور من وصفوه بالبلطجى – كريم بسكوتة – و انا لا اعرفه شخصيا ، و لا اعرف هل هو بلطجى ام لا ، لكن الدفاع نفسه هو ما اعجبنى – كريم اتصور بالسيف بجانب المدرعة لأنه كان يقف فى اللجان الشعبية ، عادى يعنى ..

هل يعى معظم الثوار فى الميادين انه يتم استغلالهم ، لا اعتقد ،  بل معظمهم شباب متحمس يظن انه يفعل الافضل من اجل مصر ، و هذه هى الكارثة ، ان نقرا كلنا فى الجرائد و على الانترنت ، ان الجمعة القادمة هى جمعة الزحف و ان هناك من ينادى باقتحام وزارة الدفاع ، ثم نقول اننا ذاهبون فى مظاهرات سلمية ، اى عبث هذا !!

هل سيفاجأ معظم الثوار اذا نجح احد المرشحين الذين يطلقون عليهم الفلول ، فقد تمادى الآخرون فى تملق الثوار الى الحد الذى اغضب الشعب – الذى يتحدث الجميع باسمه – أنا شخصيا لم اكن قادرة على الاختيار حتى موقعة العباسية ، فقد قررت اختيار المرشخ الوحيد الذى لم يوافق صراحة على الاعتصام – أحمد شفيق - ، مع ملاحظة وجود مرشح آخر اتصل فى دريم و قال انه مع اطلاق الصواريخ على المعتصمين ، ووجد من يوافقه الرأى ..

يظهر الشيخ حافظ ابراهيم متباهيا بانه من قادة المقاومة الشعبية فى اكتوير و يتناسى ان مبارك الذى يطالب باعدامه هو احد أبطال الحرب ، و ان المشير الذى ينادى باعدامه هو ايضا احد ابطال الحرب ، و يهاجم قادة الجيش الذين اخرجوه سالما من مسجد النور، اى عبث هذا !!

ان يصبح الجدال الدائر على النت هل دخل الجنود المسجد من ناحية دار المناسبات ام من ناحية المصلى ، و يتجاهلون  القناصة الذين كانوا يعتلون المآذن عبث ليس بعده عبث ..

الخلاصة الجميع مخطأون و كاذبون ، ومن يدفع الثمن هو الشباب المصرى المتحمس الذى يبحث عن دور للنهوض بمصر ، و هؤلاء هم الذين اتمنى أن يتركوا كل هؤلاء ورائهم ، و يبحثوا عن طريق آخر لخدمة الوطن ، الثورة الحقيقية يجب أن تغير كل منا و تجعله أفضل ، الثورة الحقيقة لابد أن يكون مكان العمل فيها أكبر من مكان الاعتصام ، و التظاهر السلمى يجب ان يكون بموافقة الامن ، و يكون معلوما ان مسؤلية تأمينه تقع على عاتق الأمن ، و فى المكان الذى يحدده ، ليس من الطبيعى أن نتظاهر فى ميدان التحرير و نطلب من الشرطة والجيش اخلاء الميدان لنقوم نحن بتأمينه ، ثم نوافق على قيام البائعين و البلطجية بتأمينه ، ثم اذا امسكنا بلص نقوم بتعليقه على شجرة  ، الفارق بين المواطنين والشرطة و البلطجية تلاشى أو كاد ....

اما الذين يعاونون الجيش و الشرطة ، فشاكرين لهم هذه الايجابية ، لكن اذا كان لابد من اللجان الشعبية ، فليحمى كل منا بيته و فقط ، الجيش قادر على حماية نفسه ، لا ترفعوا السلاح فى وجه مصريين مثلكم ، لهم أحلام مثل احلامكم ، لكنهم يبحثون عنها بطريقة مختلفة ، و ليسوا جميع مثل الذين رأيناهم على الاسلاك الشائكة فى الخطوط الامامية عند وزارة الدفاع ، وفى ماسبيرو يسبون و يستفزون الجيش ، بل منهم شباب مثل الورد  ، و الله أعلم من منا المخطىء و من منا المصيب .