السبت، 19 ديسمبر 2009

حق سيادى










""""""""""""""""""""""
القاهرة - محرر مصراوي –
قالت تقارير صحفية أن السلطات المصرية
تقوم حاليا تحصين أمن منطقة الحدود وذلك على الحدود الشرقية لمصر لضمان عدم تكرار اقتحام مواطنى غزة للأراضى المصرية كما حدث فى يناير من عام 2008.
وقال مصدر مسئول لصحيفة "الشروق" المصرية إن هناك أيضا نشاطا "يرتبط بعمل أجهزة رصد الأنفاق" التى تبنى بين قطاع غزة المحتل والمحاصر من قبل إسرائيل والأراضى المصرية لأغراض تهريب بضائع كما يقول المواطنون وأسلحة كما يقول المسئولون.
وعقب المسئول على الحديث الدائر حول قيام مصر بإجراءات أمنية، تشمل بناء حائط حديديا على الحدود المصرية بين رفح وقطاع غزة: "أيا كان ما نقوم به على الحدود المصرية (الشرقية مع قطاع غزة أو إسرائيل) فهو شأن مصرى بحت يرتبط بممارسة حقوق السيادة الوطنية وما يحدث على الجهة الأخرى هو شأن الجهة الأخرى".
مضيفا أن "موقف مصر من مكافحة التهريب عبر الأنفاق معلن وكذلك التزاماتها الدولية فى هذا الشأن بما فى ذلك مع الولايات المتحدة".
وذكرت الصحيفة أنه تم إنشاء 5 كيلومترات و400 متر من "الجدار العظيم"، الذى لا يبدو ظاهرا للعيان لأنه أنشئ تحت سطح الأرض بعمق يصل إلى 18 مترا وتم إنشاء 5 كيلو مترات شمال معبر رفح و400 متر جنوب المعبر.
ويشرف على الجدار الحديدي العازل خبراء أمريكيون، حيث يعمل على حماية أجهزة رصد الأنفاق، والمجسات الإلكترونية المزروعة تحت سطح الأرض، من أى عمليات تخريب.
ويتكون الجدار من ألواح من الصلب بعرض 50 سم وطول 18 مترا، صنعت فى الولايات المتحدة ووصلت عبر أحد الموانئ المصرية، تم زرعها فى باطن الأرض وهى من الصلب المعالج الذى تم اختبار تفجيره بالديناميت. ويتم دق هذه الألواح عبر آلات ضخمة تحدد مقاييسها بالليزر، ثم سيتم لصقها معا بطريقة "العاشق والمعشوق" على غرار الجدار الحديدى الذى أنشأته إسرائيل على الحدود بين قطاع غزة ومصر وقامت الفصائل الفلسطينية بهدمه فى يناير 2008 ولم تتمكن الفصائل الفلسطينية حينها من تدميره بالمتفجرات وقاموا بقصه من أسفل بلهيب أنابيب الأكسجين.
وأضافت الصحيفة أن الفنيين الأمريكيين الموجودين على الحدود المصرية مع قطاع غزة اقتربوا من إكمال ملحقات المنظومة التقنية الخاصة برصد الأنفاق، ولم يتبق سوى إكمال الجدار تحت الأرض وإنشاء بوابتين لرصد المتفجرات فى مداخل مدينة رفح الحدودية وقد تم تخصيص مساحات من الأرض للبوابتين الفريدتين من نوعهما فى مصر، وربما الشرق الأوسط، حيث إنهما تسمحان بمرور الشاحنات من خلالها دون تدخل يدوى.
وقال المصدر المصري إن الهدف ليس "الإسهام فى محاصرة قطاع غزة ولكن حماية الأراضى المصرية والمصالح المصرية لأننا لا نستطيع أن نسمح بتهريب أسلحة من وإلى مصر كما أننا لا نستطيع أن نسكت على اقتحام الحدود المصرية"، على حد تعبيره.
وذكرت مصادر أخرى أن الأراضى التى تم استقطاعها من السكان بجوار الحدود لإنشاء الطريق الحدودى لعمل المعدات تم تعويض أصحابها بدفع مبالغ من 150 إلى 250 جنيها لكل شجرة يتم اقتلاعها ولأن التعويض يتم مقابل الأشجار بسبب أن الحكومة المصرية لا تقر بحق السكان فى ملكية أراضيهم بل تعاملهم بنظام حق الانتفاع.
يذكر أن السلطات المصرية أنشأت جدارا أسمنتيا وصخريا فوق سطح الأرض بارتفاع 3 أمتار منذ فبراير 2008 على طول الحدود مع قطاع غزة لمنع تكرار اقتحام الحدود من قبل الفلسطينيين على غرار ما تم فى يناير 2008 عندما تدفق آلاف الفلسطينيين عبر الحدود إلى الأراضى المصرية واستمرت عمليات نقلهم مرة أخرى إلى قطاع غزة قرابة شهر.
المصدر: صحيفة "الشروق" المصرية، مصراوي
"""""""""""""""""""""















انتهى الخبر كما جاء فى مصراوى ، و الغريب أن الدنيا لم تقم أو تقعد لهذا الخبر كما قامت لمباراة مصر و الجزائر مع أن هذ الخبر أثار فى نفسى الكثير من الشجون و التساؤلات ، هل تحتاج مصر الى جدار عازل لحماية نفسها من شعب أعزل محاصر فى ظروف انسانية بالغة القسوة ؟؟؟




هل هذا هو الثمن غير المعلن الذى دفعته الحكومة المصرية هذه المرة ثمنا للمعونة الأمريكية ، التى قالوا انها هذا العام جائت للحكومة المصرية كمنحة غير مشروطة ؟؟؟؟




اذا كان الفلسطينون يقومون بتهريب الأغذية عبر الأنفاق كما يقولون ، الا يبعث على الحزن أن نشترك فى تجويعهم ، و اذا كانوا يقومون بتهريب الأسلحة كما تقول اسرائيل ، فلماذا لا نغض الطرف عنهم ، ونتمنى لهم النجاح .




هل أصبحنا كأهل الكوفة الذين سلموا الحسين ، قلوبنا معهم و أسلحتنا عليهم ؟؟؟؟؟




لماذا يكون الوقوف ضد تهريب الأغذية من رفح هو حق سيادى لنا ، و لا تكون حماية سناء نفسها من حقوقنا السيادية؟؟؟؟



بل تقوم بها تنفيذا لبند ما فى كامب ديفيد قوة متعددة الجنسيات "غير " تابعة للأمم المتحدة ترأسها أمريكا و يشكل جنودها نصف عدد هذه القوة و لها عدد من القواعد البرية و البحرية فى سيناء ( وهو امتياز لا تتمتع به القوات المصرية فى سيناء ).
بل أنه يقال ان هذه القوة هى التى تقوم بحماية محطة الغاز الطبيعى بالشلاق و التى تقوم بتصدير الغاز المصرى الى اسرائيل .
و لماذا لم تمارس مص حقها السيادى فى حماية حدوده ضد الانتهاكات الاسرائيلية المتعددة لهذه الحدود متمثلة في الرصاص الطائش العابر للحدود الذى يصل الى قلىب المصريين فى سيناء من حين الى آخر .






الحكومة المصرية تقوم بتعويض أصحاب الأراضى في سيناء بدفع مبالغ من 150 إلى 250 جنيها لكل شجرة يتم اقتلاعها لأنها ترفض الاعتراف بملكيتهم للأرض ، حلقة جديدة فى مسلسل من التعامل غير المفهوم مع سكان سيناء ، و توسيع الفجوة بينهم و بين الوطن الذى يرفض منحهم حقوقهم و يترك الدفاع عنهم للغرباء ، الوطن الذى كانوا ممنوعين من الالتحاق بجيشه حتى العام الماضى ، الوطن الذى يضع بينهم و بين أهلهم المقيمين فى رفح الفلسطينية جدارا من الفولاذ و يسمح للأعداء بالتجول فى أرضهم بدون جواز سفر .


لك الله يا سيناء ...

الأحد، 22 نوفمبر 2009

«وحدة ما يغلبها غلاب»

هامش:
بعد أن كتبت هذه التدوينة و مع استمرار الحملات الاعلامية من الجانبين لم أستطع ابعاد تساؤل صغير عن ذهنى ...
هل فعلا اختزلنا الوطنية فى تشجيع مباريات الكرة ،
و هل اصبح رموز الوطن هم الممثلين و المطربين ؟؟؟؟؟
تساؤل حزين ...
حتى حين أراد الجانبين المراهقين المقارنة ، قارنوا بين الشاب خالد و الشاب مامى وعمرودياب و سعد الصغير ، و لم أجد مقارنة بين الطاهر وطار و بين بهاء طاهر مثلا ..
ما زال بمصر الكثير من الرموز الثقافية التى لم تكن فى السودان، و لم تهان، و لا يمكن أن ترمى العلم المصرى فى الأرض خجلا ، و لا يمكن أن تظهر على الفضائيات و هى تبكى و تفاخر بأها خلعت ما يسترها لانه كان أحمر اللون ، و لم يؤخذ رأيها فيما يقال ، عندنا د.جلال أمين و د. حامد عمار و بهاء طاهر و فاروق جويدة وجمال الغيطانى و عبد الرحمن الأبنودى وجمال بخيت و د.صلاح عنانى و لطيفة الزيات وجاذبية سرى وعندنا علماء مثل زويل و عندنا أطباء مثل الدكتور غنيم و الدكتور أبو الغار ، وعندنا اساتذة جامعات مثل كل من فى حركة 9 مارس عندنا فنانون محترمون مثل ايمان البحر الدرويش و على الحجار وحرام أن نختزل مصر فى فيفى عبده وعمرو دياب و سعد الصغير...










تحول ما كان يجب أن يكون مبارة رياضية بين فريقين عربيين لتحديد الفريق العربى الوحيد الصاعد الى كأس العالم 2010 الى مأساة تفضح ما وصلت اليه علاقتنا بالعرب ، و تنكأ جروح كثيرة .

بدأت المأساة قبل المبارة بأسابيع كثيرة حين أنطلقت وسائل الاعلام فى البلدين لتلعب بمشاعر الشعبين ، و تشحن المشاعر ، و تعيد تأليب الأحداث القديمة ، و مشكلة الأ خضر البلومى سنة كام و ثمانين ، ومن أرسل المدرسين الى من و من ساعد ثورة من ، و من ساعد الآخر فى حرب اكتوبر ، و كلام كثير لا يصح تكراره .

ثم جاءت مباراة القاهرة ، و الهجوم على حافلة الفريق الجزائرى الذى أصررنا على انكاره ، و لم نقدم عنه الاعتذار الواجب ، و يبدو انه كان حقيقة بدليل ان الفيفا يدرس توقيع عقوبات على مصر بسبب هذا الاعتداء .

ثم مباراة السودان ، و الهزيمة ، و ما حدث بعدها ...

ما حدث بعد مباراة السودان كان نتيجة طبيعية لأشياء كثيرة حدثت قبل المباراة ، من السهل ارضاء أنفسنا بسب الجزائريين و الصاق كل التهم بهم ، لكن الحقيقة ان الجزائريين هم شعب مسلم شقيق ،
جاءت الكاميرا على وجه أحد الجزائريين و أنا أقول يارب ووجدته يتمتم بنفس الكلمات ،
و الحقيقة اننا و هم شعوب مسكينة لا تجد ما تصب فيه مشاعرها لوطنية سوى ماتشات الكرة ، وان الصحف عندهم قد أججت مشاعر الغضب لديهم ضدنا ، و ان من يجب أن يحاكم هو الاعلاميين من الجانبين الذين بدأوا هذه الحرب النفسية ، و لذا وضعت هذه الصور من أحد أعداد جريدة الشروق الجزائرية لنرى ماذا يقرأون عنا..


ما قامت به الجماهير الجزائرية خطأ أخلاقى بكل المقاييس ، لكنه غير نادر فى ملاعب كرة القدم ، قامت به الجماهير الانجليزية يوما فى مبارة شهيرة بين اليوفونتس الايطالى و ليفربول الانجليزى ، و جماهير الكرة المصرية نفسها قامت بالقاء الحجارة كثيرا ، و الكل يذكر حجر زيمبابوى الشهير، و مباراة الاسماعيلية التى كاد فيها الالتراس أن يحرقوا الاستاد .

ما يجب حقا أن نفكر به هو ما الذي أوصل علاقة مصر بالعرب الى ما هو عليه ،
هل زهق العرب من حديثنا المتكرر عن تضحياتنا فى الماضى ، مدرسين اللغة العربية الذين أرسلناهم ، و عبد الناصر و خطبه ، هل ملوا من متابعة تاريخنا و لاعبينا و ممثلينا فى حين نقابل نحن كل هذا بتجاهل واضح لكل ما يخص رموز و عادات الدول العربية .




و تظل عدة حقائق يجب أن نضع حولها الكثير من الدوائر الحمراء ، الاعلام المصرى و الجزائرى تسابقا فى السباب و حجب الحقائق ، فالمصريين لا يعلمون حتى الأن ان الجزائريين يعتبرون ما حدث منهم انتقاما و رد فعل و ليس فعل لأن السفير الجزائرى حتى هذه اللحظة لم يكذب فى صحفهم وجود قتلى جزائريين فى المباراة التى حدثت فى مصر .



الجماهير المصرية التى ذهبت معظمها كان من الممثلين و الفنانين و لم تستطع جماهير الكرة البسيطة الذهاب للمباراة لأن البعض كالعادة اعتبر المباراة سبوبة و أصبحت التذكرة بثلاث آلاف جنيه ، و هذا حديث آخر ،
و لكن ما استوقفنى أننا لم نرى فيما فعلنا خروجا عن المألوف بل تسائلنا لماذا لم تفعل الجزائر مثلنا و أرسلت رموز مجتمعها ، و انا أتسائل ، و هل لم يعد لمصر رموزا غير الممثلين و المطربين ؟؟؟

هل حضرت ممثلة فاضلة مثل فردوس عبد الحميد أى مباراة كرة فى الاستاد حتى تستطيع معرفة شكل جماهير الكرة ، و تقسم ان الجزائريين لم يكونوا جماهير كرة ؟؟؟

الأداء الحكومى المصرى كان فى أضعف صوره ، فى الأول تركنا أتوبيس الفريق الجزائرى بدون حراسة من المطار للفندق على أساس انها فركة كعب ، و تجاهل الاعلام الرسمى كل ما نشر فى الجرائد الجزائرية عن المصابين فى المبارة مثلما اعتادوا تجاهل صحف المعارضة .

و على حين وثق الجزائريون ما حدث لهم ، لم يقم المصريون بتوثيق اى مما تعرضوا له فى السودان ، أى اننا امام الفيفا مدانون ..

السفير المصرى فى السودان ، كيف لم يقم بابلاغ القاهرة ان الجماهير الجزائرية كانت تشترى الأسلحة من الخرطوم بأى ثمن ؟؟؟


شعوب عربية كثيرة كانت فيما مضى تحب المصريين كثيرا أصبحت الآن تكن لهم مشاعر الكراهية بسبب الاعلام الموجه الذى يظهر مصر كدولة كارهة للعرب مرتمية فى أحضان اسرائيل ، و لهذا كان الجزائريون يرفعون لافتات مطالبة مصر بفتح معبر رفح ، و الحقيقة انه مع كامل تحفظنا على السياسة المصرية ، فان معظم الأنظمة العربية التى تقوم بتهييج الشعوب العربية على مصر هى أنظمة موالية لاسرائيل و لها معها مصالح اقتصادية و سياسية أكثر بكثير من مصرو على رأسها النظام القائم فى قطر ، حتى النظام التركى الذى أوهم العرب أنه الوحيد الصامد ، يتقاتل الآن مع اسرائيل لرغبته فى اتمام صفقة شراء أسلحة عقدها معها و اسرائيل هى التى تماطل فى التسليم .


ما حدث يدق لنا ناقوس الخطر لنعيد النظر فى سياستنا الخارجية و علاقاتنا بالعرب ( الشعوب و الأنظمة )، ما لنا و ما علينا ، مشاعرنا و مشاعرهم ، مشاكل المصريين فى السعودية و الخليج و اليمن و ليبيا ، و لماذا أصبحوا عرضة للاهانة بعد أن كانوا موضع تكريم .
لماذا استكانت مصر الى رصيدها القديم عند العرب و لم تلتفت الى أن الرصيد يتناقص ، و أن العلاقات بين الشعوب مثل البشر تحتاج للرعاية ، لماذا نبدو غير مصدقين لأن بعض السودانيين كانوا يشجعون الجزائريين و ننسى ادائنا الضعيف جدا "جدا" فى دارفور ، و الى حادثة ميدان مصطفى محمود الشهيرة ، و الى مشاكل حلايب و شلاتين ، و الاهم الى تغلغل النفوذ الاسرائيلى هناك مؤخرا .


كيف يمكننا مواجهة الدور الخفى الذى تلعبه اسرائيل و الانظمة المواليه لها فى تأليب مشاعر الشعوب العربية على مصر و المصريين و الانتقاص من قدرها و تاريخها ، و تأثير القنوات الفضائية فى هذا السياق ...
هذا الخبر نشر فى موقع جريدة البشائر "
– العربية.نت : رحّلت السلطات المصرية مراسلا صحفيا إسرائيلي الجنسية جاء للقاهرة لتغطية مباراة مصر والجزائر، وتبنى موقفاً مناصراً للجزائر بعد أن لف نفسه بالعلم الجزائري حتى يسهل له تشجيع الجزائريين على الدخول فى مواجهات مع المشجعين المصريين لعرضها فى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية.وأبرزت وسائل الإعلام المصرية قرار الترحيل مستدلة به على أن طرفا ثالثا (مشيرة إلى إسرائيل)، يقوم بإشعال الفتنة بين مصر والجزائر مستغلة الأحداث الكروية الأخيرة، وأنها تروج لذلك بواسطة مواقع الانترنت عبر خاصية التعليقات والاختفاء وراء أسماء مصرية وجزائرية. "


أرى المسلمين و العرب فى أضعف حالاتهم و الفتن تكتنفهم من كل ناحية ، و يزيدها اصرارهم على عدم الفهم ،النظامين المصرى و الجزائرى للأسف أعطيا الضوء الأخضر لما يحدث ،
و اتسائل أيها أكثر جرحا للكرامة ما حدث فى السودان ، حال التعليم فى مصر ، أم الشهداء الذين يموتون على الحدود مع رفح المصرية بلا ثمن ..




الأحد، 1 نوفمبر 2009

من أجلك انت








أعانى من حالة غريبة منذ فترة ، تظن أمى انه ارهاق مزمن ، و أظن أنا انها نشاط زائد للمخ ، مشكلات العمل ، و الدراسة ، البنات ، و زوجى ، و تتابع سريع للأحداث بسرعة تبدو أسرع من قدرتى على استيعاب ما يجرى ـ فيظل عقلى يعمل محاولا الفهم ليل نهار ، و الغريب اننى لا أصل الى شئ.

انفلونزا الخنازير بادئ ذى بدء ،
"مدرسة بناتى هى أحد المدارس التى تم اغلاقها بعد ظهور حالتين بها ، مما أضطرنى الى اقامة مدرسة فى البيت ، تحاصرنى فيها مناهج التاريخ و اللغة العربية ، و خيانة مستمرة لتاريخ مصر و لكتابها لا أدرى متى تتوقف" .

و لماذا تكون المدرسة هى المشكلة ،
لماذا لا نفكر فى ايقاف المترو أيضا ؟؟

هل حقا أن الفيروس ضعيف لا يساوى الضجة التى تحيط به فى مصر؟؟؟
هل سنأخذ التطعيم – هذا اذا جاء- ؟؟؟


يعرض على قناة المحور واحد من أفلامى الأمريكية المفضلة ، يقول أحد الممثلين

" never" " .. in your dreams "

و تأتى الترجمة بلغة عامية فجة " لما تشوف حلمة ودنك " ، فأتمنى لو كان من الممكن الغاء الترجمة من على شاشة التلفاز ، هل هذا نوع من التطوير الجديد ؟؟؟

أعتقد ان أحد النجاحات التى لا يمكن اغفالها للاعلام المصرى الحكومى و غير الحكومى هو انه استطاع بجدارة منقطعة النظير أن ينقل ثقافة العشوائيات بكل ما فيها مممن ألفاظ بذيئة و فنون هزيلة الى كل بيوت مصر ، فتمكن أخيرا من محو الفروق بين الطبقات على الأقل من ناحية الأخلاق العامة .


النقاب و الحجاب ...وزوبعة أخرى فى فنجان ...
شيوخ الفضائيات و اسلام ضيق متعصب ، و شيخ الأزهر و منطق أعرج لا يستقيم ، والحقيقة أن من حق شيخ الأزهر فى رأييى أن يجاهر برأيه - هذا اذا كان رأيه -فى ان النقاب عادة و ليس عبادة ، و لكن لماذا أيضا لا يتحدث عن اضطهاد المحجبات فى كثير من الوظائف ؟؟


من حق المعاهد و الجامعات الأزهرية منع النقاب داخل جدرانها ،فمن حق أي مؤسسة أن تفرض ثقافتها داخل جدرانها و أنا ممن يرون النقاب ممثلا لثقافة مغايرة قادمة من الخليج ، و لكنها يجب أن تفرض الحجاب ، و يجب أن تدافع عنه فالمبادئ لا تتجزأ .

أما خارج جدران المعاهد الأزهرية فأنا لا أعلم لماذا يتورط الأزهر فى حرب ضد النقاب - وهو أولا و أخيرا يمكن النظر اليه بعيدا عن الفرض و السنة على أنه محاولة من بعض السيدات للتشبه بنساء النبى (ص) - مع حرصه الشديد الا يتورط فى أى حروب سواء مع الحجاب ، أو مع الفلسطينيين ضد اليهود ، أو ضد الأفلام السينمائية بمشاهدها الصادمة حتى حين تم تصوير احد مشاهدها فى الحسين، أو ضد تقارير منظمات حقوق الانسان الأمريكية التى يرحب بها البعض فى مصر و التى تمتلأ بالحديث عن حقوق الشواذ و حق الاجهاض و كلام كثير لا يحق السكوت عنه دون الرد الصريح بحرمانية هذه الأمور فى دولة دينها الرسمى الاسلام وهو المصدر الرئيسى للتشريع كما يقول الدستور ، أو مع مدير الفندق الذى أراد الامتناع عن بيع الخمور فى بلد الألف مأذنه ، فجرروه الى المحاكم و أتهموه بالتخلف و الرجعية ، و أصبح هو الذى سيتسبب فى تطفيش السياح من المحروسة و انتهى الأمر باستسلامه دون ان يقف بجانبه لا الأزهر و لا مجمع البحوث المنشغلان ببحث مسألة الحجاب و النقاب .


أما شيوخ الفضائيات فلا أدرى من أين يأتون بهذا اليقين الذى يهتفون به بأن النقاب فرض متجاهلين آراء ثلاث من أئمة الفقه ، و متجاهلين حقيقة أن الصلاة لا تجوز بالنقاب و أن المسلمات كن يصلين خلف النبى ( و خلف الرجال بالطبع ) بدون ساتر أو جدار بينهم و بين الرجال ، و المشكلة لم تعد فى النقاب فقط ، المشكلة اننى لم أسمع أحد منهم يقول الامام مالك يقول كذا و الامام الشافعى يقول كذا و الامام ابو حنيفة يقول كذا و أنا أميل للرأى الفلانى ، بدلا من القفز فوق كل هذا الى التحريم ... سامحهم الله .

فاروق حسنى ... حاول استرضاء اليهود بكل طريقة لكنه فشل فشل ذريع ، ونسى انه قال انه سيستقيل اذا لم ينجح فى انتخابات اليونسكو، وعاد و قد نصب نفسه فيما يبدوا بطلا قوميا ليتربع على عرش الوزارة ثانية .

و تطفو أكوام القمامة على سطح كل شئ و هى تهاجم الأرصفة فى حى مصر الجديدة حيث أقطن ، كما تهاجم جميع احياء المحروسة ، فأغرق فى حالة خفيفة من الاكتئاب و انعدام الوزن لا تترك الا القليل من الوقت للقراءة و الكتابة ..






ثم ياتى مؤتمر الحزب الوطنى و شعاره البراق " " من اجلك أنت "" أخير جاء الفرج ، أحمدك يا رب ، لابد ان الحكومة ستقوم بانشاء شركة نظافة جديدة لتنظيف الشوارع ، و جراجات تحت الأرض تختفى فيها أدوار السيارات التى تسد الشوارع ، و اكيد أكيد ... سيترتب على ذلك ان المواصلات ستكون سهلة و سأصل الي العمل و الكلية بسرعة و أعود بسرعة للبيت ، و اكيد .. أكيد ... سيتم زيادة اعداد المدرسين ، و لن تغلق المدارس ، و سيزيد مرتبى و مرتب زوجى بالقدر الذى يمكننى من ادخال ابنتاى فى الجامعة الألمانية يعنى كلها حسبة 24 ألف دولار فى السنة فقط ، و سيتم أخيرا العودة لزراعة القمح فى الساحل الشمالى بدلا من زراعة الشاليهات أو على الأقل اقامة شركة لتنقية القمح المستورد من النفايات و الحشرات ها ها ها ...



يتحدث الوزراء دوما فى دول العالم المتقدمة عن كونهم " فى خدمة الشعب " ، اما فى مصر فبعد ان غيروا شعار الشرطة فأصبح " الشرطة و الشعب فى خدمة الوطن " بدلا من "الشرطة فى خدمة الشعب " يأتى أحمد عز ليمن على المصريين بالسيارات التى يقتطعون من أقواتهم لشرائها بالتقسيط ، و بالوظائف التى يجدونها بعد سنوات من البطالة ، و الجدران التى تأويهم ، و علاوة الثلاثين بالمائة الهزيلة .


و ينسى أحمد عز الأسعار التى ترتفع دون رابط ، والقمح التالف ، والأبناء الغارقون على شواطىء ايطاليا ، و القمامة التى تملأ الشوارع ، و الغارقون مع العبارات ، والموتى فى حوادث السكة الحديد ...



يبدو ان خدمة الشعب أصبحت شرفا لا تستحقه الحكومة ..























السبت، 12 سبتمبر 2009

وما تدرى نفس بأى أرض تموت

حينما ألتحقت بالعمل ، منذ حوالى 12 عاما ، كان هناك مهندسا بدا لى حينئذ كبيرا بعض الشئ ( كان بمثل سنى الآن ) ،وسيما بعينين زرقاوتين ، و صوت خافت ، و مكتب يكاد يختفى تحت كوم من الرسومات و الأوراق ، و كان دائما لديه الكثير من العمل ، كنت قد التحقت بأحد القطاعات الفنية بالمصنع و الذى يتكون من ادارتين مثل الأهلى و الزمالك تعملان معا و تتنافسان بشدة على كل شئ آخر ( المكاتب - الأجهزة - المكافآت - حتى المهندسين الجدد ) ، كنت أنا فى الزمالك ، وكان هو فى الأهلى ،وكان هو ومهندس آخر أحترمه أيضا كثيرا و أقدره هما مصدر قوة الأهلى ، و لأننى كنت أول مهندسة التحق بالعمل بالادارة ، فلم يكن لدى الكثير من العمل لأن مديرى المباشر كان يخشى علي من العمل بالورشه مع العمال ، لذا فكلما شعرت بأننى بلا عمل ، كنت أذهب اليه فيقوم باعطائى بعض العمل لأنفذه له فى الورشة ، أو بعض الأوراق لأكتبها له ، مع الكثير من النصائح ...
ثم مضت السنوات ـ أصبح لى عملى ، و كنا كثيرا ما نختلف معظم الوقت لأننى كنت أعتقد أنه يحابى المهندسين فى فريق الأهلى أكثر من الزمالك و خاصة حين أصبح هو المدير العام لفريق الأهلى، و لكن لأنه هو أشرف ، فأنا كنت أعتقد انه يجب أن يأتى للزمالك أيضا بحقه ، و كنت كثيرا ما أعمل معه ، لأننا ظللنا طوال هذه السنوات ننتمى لنفس القطاع .
و ما فعله معى فعله مع معظم المهندسن الذين جاؤوا بعدى ، كان يشجع الجميع ، و يمنحهم فرصة ، أو فرصتين ، ثم يتركهم لأقدارهم .
الغريب أن أشرف لم يكن اجتماعيا حقا ، كان خجولا ، و منطويا بطريقة ما ، و هذا ما كان يجعل من لا يعمل معه يظنه مترفعا متكبرا ، و مع أنه كان أفضل مهندس فى المصنع ، فالحقيقة انه لم يكن متكبرا ، يجوز حاسس بنفسه قليلا ، لكنه كان انسانا جيدا ، صادق ، و مستقيم ،ويعرف الله ، و بطريقة ما كنا جميع نتشاحن معه من أجل أى ظلم أو مشكلة تقع علينا ، ربما لأننا كنا نعتقد أنه لابد أن يكون لديه حل لأى مشكلة .

دائما كلما تعرضت لمشكلة من أول نفاذ الحبر فى الطابعة الى المشاكل الكبيرة فى العمل ادارية أو فنية كنت أجد نفسى أذهب اليه ، ولست وحدى فى هذا لكن هذا كان ما يفعله معظم المهندسين و المهندسات فى القطاع، حتى حين قررت دراسة الماجستير بعد كل هذه السنوات كان هو الذى أختار معى مجال الدراسة ..

الاسبوع الماضى و لأول مرة كان سيترقى ليصبح مديرى فعليا، فقد كان سيصبح أخيرا مديرا للقطاع أى المدير الفنى للأهلى و الزمالك ، لكن كان عليه أولا السفر فى مهمة للعمل الى انجلترا ، و سافر أشرف و بعد يومين جائتنى مكاملة هاتفية من أحد زملائنا فى العمل ، كان يبكى وهو يقول " أشرف مات " ، نعم كان يبكى ، نحن حقا لسنا أقارب لكننا نمضى معا أحيانا فى العمل أكثر من 10 ساعات ، نحن نوعا ما عائلة ، و أشرف كا ن أخانا الكبير ، الأخ الذى تكره أنه دائما على حق ، و أن كلامه هو الذى سيتم تنفيذه فى النهاية ، لكنك لا تتصور أبدا انك ستذهب فى الصباح ، و أنه لن يكون موجودا ، و لو حتى لتوبيخك علي أخطائك ، الأخ الذى كان يوبخنى كثيرا حين أتأخر فى العمل لأنه كان يرى أن هذا سيؤثر على بيتى و بناتى ، لكنه يقوم بتوصيلى بدلا من بهدلتى فى المواصلات ، و لم استطع التصديق ، أشرف مسافر و سيعود يوم السبت ، انتظرت ساعه ، ووهاتفته ثانيا ، لكن الأمر كان مؤكدا ، أشرف مات .

نحن اليوم فى أجازة ، وربما لهذا أكتب هذه المدونة لأننى أشعر بحاجة شديدة للحديث عما أشعر به ، و لا أجد من أتحدث معه و يفهمنى ، اتمنى لو كنت فى العمل ، كنا سنبكيه معا ..
بالطبع كان لمهندس أشرف أخطاءه ، فهو لم يكن ملاكا ، لكنه كان رجلا جيدا ، فى زمن عز فيه وجود الرجال ، و أكره الشعور بأن ابنتاه الصغيرتان ربما لن تذكراه ، و لن تعرفا ما كان عليه أباهما .

على مكتبى توجد الطابعه الخاصة به ، قبل ان يسافر بيوم نفد من طابعتى الحبر ، و لم يكن هناك حبر فى المخزن ، فأعطانى طابعته حتى يعود ....

ذات يوم تأخرت كثيرا فى اجتماع مع أحد العملاء ، وكنت أمثل القطاع ، و أخذ مدير قطاع الانتاج يبحث عمن يقوم بتوصيلى ، فقلت له بثقة مهندس أشرف سيقوم بتوصيلى ، سألنى و هل انت متأكدة انه بالمصنع فأجبته بأننى متأكدة ، كيف ... لا أعلم ، لكنه دائما كان موجودا من أجلنا .

فى المصنع بعد أن ندخل من البوابة يوجد طريق طويل ( حوالى ربع ساعة مشى ) نسيره حتى نصل للمكاتب ، و لأننى دائما ما أتأخر و لا ألحق بسيارة المصنع ، يقوم زوجى بايصالي فى طريقه لعمله ، و يتركنى عند البوابة ، و أسير فى الطريق و أنا أتلفت دائما حتي تظهر سيارة أشرف الذى يأتى دائما متأخرا بعض الشئ مثلى ، ليقلنى معه الى المكتب ، و لا أعرف كيف يمكننى السير دون أن أبحث عنه ...

مات أشرف وحيدا في بلاد الغربة ، مات صائما ، وحيدا ...
لا أستطيع الامتناع عن التفكير أنه مات وحيدا ، بعيدا عنا ، وعن زوجته وأولاده، و مازلنا و أسرته فى انتظار وصول الجثمان ..
لله دائما حكمة ، أصبر نفسى بأنه مات شهيدا ، لأنه كان فى عمل ، لكننى أتمنى لو مات في سريره وسط أولاده .
ترك زوجة و أربعة بنات و مات.

الغريب أننى حين أفكر الآن فان أكثر ما يؤلمنى أننى أعلم أننى كنت أمضى الكثير من الوقت فى الخلافات حول العمل ، لكننى أبدا لم أحاول شكره ، أو الاعراب عن تقديرى لما يقوم به مع الجميع ،كنت أشترك مع زملائى كثيرا فى الشكوى منه حين نظن انه كان يجب أن ئكافئ فلانا ، أو انه كان يجب ألا يكافئ علانا ، بل لعلنى كنت الأكثر اختلافا معه دائما ، لكنني كنت أخاف دوما من مديح أى شخص أو محاولة الاقتراب منه ، حتى لا تكون هناك شبهة نفاق أو أى شبهات أخرى ، كم أتمنى الآن لو كنت أعربت له عن امتنانى و تقديرى له ، و لو لمرة ، مثلما كنت أتشاجر معه بالساعات أحيانا .

أما الحقيقة فاننى كنت دوما أراه مثل الأخ الكبير لى ، و كنت أجده قدوة قى العمل ، كان طموحى أن أكون مثله ، و كان أقصى ما يسعدنى هو مديحه لى على أى عمل ، لأنه لا يجامل أبدا ...

أشعر كأننى فقدت أخى الكبير ، أدعوا الله أن يغفر له ، ولأموات المسلمين و يجعل قبره روضة من رياض الجنة ، و يعطى لأهله الصبر و السلوان ، و يساعدهم على المضى فى حياتهم بدونه ، و يرسل لهم من يكون فى حاجتهم ، و الى جانبهم كما كان هو معنا جميعا ، لأن مثله لا ينسى ، و لا يعوض ...

الخميس، 18 يونيو 2009

يحدث فى مصر الآن ...(2) ..


عدنا مرة ثانيا الى خطاب أوباما ، أو عرض أوباما للمصالحة مع الدول الاسلامية ، و الذى اختار القاهرة لاعلانه .

يقول أوباما فى بداية خطابه:
"لقد أتيت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل "

ويقول أيضا فى الخطاب :

"وأعتقد أن أميركا تمثل التطلعات المشتركة بيننا جميعا بغض النظر عن العرق أو الديانة أو المكانة الاجتماعية، ألا وهي تطلعات العيش في ظل السلام والأمن والحصول على التعليم والعمل بكرامة والتعبير عن المحبة التي نكنها لعائلاتنا ومجتمعاتنا وكذلك لربنا، هذه هي قواسمنا المشتركة وهي تمثل أيضا آمال البشرية جمعاء"

أى أن الغرض المعلن للخطاب هو بداية صفحة جديدة للعلاقات و بالمرة كما يقولون الترويج لوجه أمريكا أرض الفرص و الحريات و الوعد بالأحلام وحقوق الانسان ، الوجه الذى شوهه الشعار الذى رفعه بوش " من ليس معنا فهو ضدنا ".


ركز الخطاب على المواضيع الرئيسية التى سببت ما أسماه أوباما سوء التفاهم ، و هى بالترتيب و كما ذكرها الخطاب :

1) التطرف العنيف بكافة أشكاله..
و على الرغم من اقرار أوباما بأن التطرف ليس أصيلا فى الدين الاسلامى الا أنه أغفل حقيقة ان التطرف الاسلامى نشأ كرد فعل للتطرف الصهيونى ، فلا يمكن لوم الفلسطينيين الذين شهدوا مذابح العصابات اليهودية فى الارض المحتلة مثل دير ياسين و غيرها ، و عرفوا التشرد بين الدول العربية ، و تعرضوا للمذابح و الكراهية ، لا يمكن لومهم ، اذا ما جنح بعضهم للعنف ، و اذا كان ما يقوم به الفلسطينيون فى اللآراضى المحتلة هو عمل ارهابى ، فهل كان يجب اعتبار أبطال المقاومة الفرنسية ضد الألمان ارهابيين ؟؟؟

2) الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي..
و جدير بالملاحظة ان أوباما تفادى وصفه بالصراع أو الحرب ، قال أوباما :" أما المصدر الرئيسي الثاني للتوتر الذي أود مناقشته هو الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي." و الحقيقة ان كلمة الوضع هنا بدت غريبة جدا فى أذنى ، يشبه الأمر بأن يأتى أحد الجيران لاخبارك ان حريقا شب فى منزلك ، و فلا يستطيع سوى أن يقول ، لقد احترق طعام الغذاء اليوم .
و الجدير بالذكر ان خطاب أوباما على ما فيه من متناقضات فى هذه النقطة ، من أكثر الخطابات الأمريكية توازنا وصراحة ، فهو لم يتحدث مثلا عن صداقته مع الزعماء العرب ، أو ثقته فى حكمتهم ، و لكنه أكد على متانة العلاقة مع اسرائيل ،و على انه لن يسمح بانكار الهولوكوست، ( ويجب علينا أن نشكر الله انه لم يطلب من جميع الحاضرين التوقيع على رقم الستة مليون الشهير ﴾.



""""....إن متانة الأواصر الرابطة بين أميركا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبدا، وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية، وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه....""""
هذا الحديث بدا قاطعا ، أيها العرب لن تكونوا أبدا لأمريكا مثل اسرائيل ،لا البترول ، و لا أموالكم المحبوسة فى البنوك الأمريكية ، و لا القواعد التى انتشرت فى بلدانكم الصغيرة الصحراوية ، ما زالت اسرائيل هى المفضلة . فكفوا عن المحاولة .

3) الاهتمام المشترك بحقوق الدول ومسؤولياتها بشأن الأسلحة النووية :
مشترك مع من ؟؟؟ هذا السؤال لم تتم اجابته .
هل اسرائيل معنية ؟ بالطبع لأ .
بالطبع يقول أوباما :"ولا ينبغي على أية دولة أن تختار الدول التي تملك أسلحة نووية، وهذا هو سبب تأكيدي مجددا وبشدة على التزام أميركا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي من الدول للأسلحة النووية،"

و بالطبع أيضا يعنى أى دولة غير أمريكا ، و لكننى بصراحة لا أعتقد ان موضوع الأسلحة النووية يمكن أن يهم مصر الآن ، نحن بعيدون جدا عن امتلاك التكنولوجيا ، و لو امتلكناها فلا يوجد ضمانات لعدم تسرب الاهمال اليها مثل أى مشروع حكومى ، و الدول المعنيه هى ايران و سوريا ، و هما أكبر دولتان يمكنهما مع مصر تشكيل قوة موازية لاسرائيل ، لكن الدول الثلاثة مع الأسف لا يمكنها التعاون ، او نسيان الخلافات التاريخية ، أو تغيير اسم شارع من أجل تكوين قوة اقليمية .
النقطة الايجابية الوحيدة هى تعبيره عن رغبته فى بداية الحوار ، وهو ما أعتقد انه بدأ بالفعل بين الأمريكان و ايران ، ولكن على استحياء .

4) الديموقراطية :
و بالطبع عند هذة النقطة لم يكن أوباما قاطعا و لا صريحا ، بل أراد ترك الباب مواربا قليلا للأنظمة الديكتاتورية الحليفة ، بل انه وصل الى التشكيك فى نوايا المعارضين
" هذه النقطة لها أهميتها لأن البعض لا ينادون بالديمقراطية إلا عندما يكونون خارج مراكز السلطة، ولا يرحمون الغير في ممارساتهم القمعية لحقوق الآخرين عند وصولهم إلى السلطة "
وهو ما قلت رأيى فيه فى المرة السابقة .

5) الحرية الدينية:
هذا أحد المواضيع الشائكة الذى حاول أوباما عبوره بسلاسة ومع هذا فقد قال :
"إن التعددية الدينية ثروة يجب الحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر، ويجب إصلاح خطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنة والشيعة قد أدى إلى عنف مأساوي ولا سيما في العراق"
و بالطبع فليس هناك خلط للأوراق مماثل أكثر من اعتبار وضع الأقباط فى مصر مثل الموارنة فى لبنان ، و لو كنت قبطية لأحتتجت ، أما الشائك أكثر من هذا فهى الأشياء المسكوت عنها فى الخطاب ، مثل وضع البهائيين مثلا ، و الذين كانوا موجودين فى مصر دائما ، و منهم مثلا حسين بيكار ، ومع هذا لم يحاولوا التفاخر بما يدعون انه دينهم الا هذه الأيام ، استنادا الى موضة المنظمات الحقوقية ومعظمها أمريكية والتى تساوى فى تقاريرها بين التعذيب فى السجون ، و حرية الاعتقاد الدينى ، و بين حقوق الشواذ ، والملحدين .
لماذا أقول هذا الأن ؟
لأنه تمت دعوة بسمة موسى الناطقة بلسان البهائيين فى مصر الى الخطاب ، وهو ما يعد عملا غير مقبول لأن الدعوات صدرت من مشيخة الأزهر حيث تتصدر الدعوة عبارة " يتشرف شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية بدعوة سيادتكم لحضور خطاب أوباما "، و أنا لست ضد أن يعتنق من يريد البهائية أو يعبد الشمس أو الهواء أو حتى النار لكننى ضد و صفها بالدين لأنه لا توجد سوى ثلاث ديانات فقط هى اليهودية و المسيحية و الاسلام ، و اذا أرادوا ذكر ديانتهم فى البطاقة ، فهى " بدون " ، و لا يجب أن نتعلم التفريط فى ما هو أساسى من معتقداتنا، و الا شجع هذا الآخرين على طلب المزيد ، وهو ما بدأ بعد الخطاب ، اقرأوا التالى من موقع جريدة الوفد :
" وطالبت عدة منظمات قبطية في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الأوروبية الإدارة في واشنطن بالتخلي عن دور النصح والمهادنة مع النظام المصري والتحرك نحو استخدام العصا الغليظة من أجل إجبار القاهرة علي تقديم تنازلات ترضي أقباط المهجر .................................................................
ومن جانبهم طالب البهائيون الحكومة المصرية بالموافقة علي إقامة عيد قومي لهم أسوة بأوضاعهم في العديد من العواصم خاصة في آسيا. وتعتزم الطائفة التقدم بطلب خلال الفترة المقبلة للحكومة من أجل تحديد موعد للعيد وترددت معلومات عن اقتراح عدد من البهائيين بأن يرتبط ذلك العيد بتاريخ البهاء مؤسس تلك العقيدة. وشددت بسمة موسي الناطقة بلسان البهائيين في مصر علي أن مثل هذا المطلب يمثل أبسط الحقوق بالنسبة لأبناء الطائفة التي تتعرض للمزيد من الضغوط والمعاناة بسبب العقبات التي توضع لأبنائها في طريقهم"
أى اننا يجب أن نستيقظ و الا انتهينا بالاحتفال بعيد النيروز ، اما عن أقباط المهجر فقد قدحت ذهنى فى التفكير عن التنازلات التى يطلبونها فلم أجد ، ففى الواقع لا يتعرض أى قبطى فى مصر من الحكومة لأضطهاد أكثر مما أتمتع به مثلا ، و على العكس ، فبعد موضة حقوق الأقليات تعلم البعض الاستفادة من الوضع ، و التهديد بالشكوى للترقى أو الحصول على مكاسب فى العمل .

6) حقوق المرأة:
الواقع اننى لا أعرف دينا انصف المرأة مثل الاسلام ، لكن بعض الدول الاسلاميه تطرفت فى منع السيدات من حقوقهن ، و من الطبيعى أن يتفضل أوباما و يذكرنا ان الولايات المتحدة تناضل من أجل حرية المرأة المسلمة فى حين لا نفعل ، و تناضل من أجل حقها فى ارتداء الحجاب فى حين لا نفعل ، و تناضل من أجل تعليم الفتيات ، فى حين تصر بعض الدول العربية على اعتبارهم متاعا زائلا بدليل ما صرح به الأخ القذافى لا فض فوه فى ايطايا بعد يومين من خطاب أوباما اثناء زيارته لايطاليا اذ قال " وأنا هنا أنقل عن أحد المواقع الاخبارية " وصف القذافي وضع المرأة في العالمين العربي والإسلامي بـ«المروع»، قائلا انه يدعو الى الثورة الثقافية. وأضاف إنه «في العالم الإسلامي لا أعتقد أن المرأة كإنسان لها حقوق وواجبات.. بل مجرد قطعة من الأثاث ومادة يتم تغييرها حسب الرغبة، خاصة إذا كان لدى المرء المال والنفط». وأضاف «المرأة في العالم الإسلامي تعد بمنزلة إهانة، فهي لا تستطيع قيادة السيارة الا بإذن من رئيس الدولة.. ولا تملك الحق في الطلاق ولا يمكن أن تقرر بنفسها بمن تريد الزواج». "

لا أعتقد بوجود تمييز ضد المرأة فى مصر بالضبط كما لا يوجدفى مصر تمييز ضد الأقباط ، و اذا كانت بعض السيدات يتعرضن للانتهاكات فهذا عرض لأمراض اجتماعية نعانى منها فى مصر ، و يتعرض نتيجة لها بعض الرجال للتعذيب فى السجون و الأقسام ، و بعض الأطفال للمبيت فى الشوارع و أحيانا ما هوأفظع ، و أشياء أخرى ليس هذا مجال ذكرها .

7) التنمية الاقتصادية وتنمية الفرص ..

اسمحوا معى بقراءة هذه الفقرات من خطاب أوباما ..
"
أعلم أن الكثيرين يشاهدون تناقضات في مظاهر العولمة لأن شبكة الإنترنت وقنوات التلفزيون لديها قدرات لنقل المعرفة والمعلومات ولديها كذلك قدرات لبث مشاهد جنسية منفرة وفظة وعنف غير عقلاني، وباستطاعة التجارة أن تأتي بثروات وفرص جديدة ولكنها في ذات الوقت تحدث في المجتمعات اختلالات وتغييرات كبيرة. ..................................
لقد استمتع عدد كبير من دول الخليج بالثراء المتولد عن النفط، وتبدأ بعض هذه الدول الآن بالتركيز على قدر أكبر من التنمية، ولكن علينا جميعا أن ندرك أن التعليم والابتكار سيكونان مفتاحا للثروة في القرن الواحد والعشرين ............................................
إنني أؤكد على ذلك في بلدي.. كانت أميركا في الماضي تركز اهتمامها على النفط والغاز في هذا الجزء من العالم، ولكننا نسعى الآن للتعامل مع أمور تشمل أكثر من ذلك فيما يتعلق بالتعليم.. سنتوسع في برامج التبادل ونرفع من عدد المنح الدراسية مثل تلك التي أتت بوالدي إلى أميركا، وسنقوم في نفس الوقت بتشجيع عدد أكبر من الأميركيين على الدراسة في المجتمعات الإسلامية وسنوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصا للتدريب في أميركا، وسنستثمر في سبل التعليم الافتراضي للمعلمين والتلاميذ في جميع أنحاء العالم عبر الفضاء الإلكتروني، وسنستحدث شبكة إلكترونية جديدة لتمكين المراهقين والمراهقات في ولاية كنساس من الاتصال المباشر مع نظرائهم في القاهرة.............................. "
ماذا تستنجون من هذا الجزء ، أنا استنجت ان أمريكا تنوى خوض حرب ثقافية ضارية ، و ان مركز ابن خلدون لن يكون الوحيد من نوعه ، و أيضا وحدة الأبحاث التابعة للبحرية الأمريكية نمرو لن تكون الوحيدة ، و اننا يمكننا الاستفادة تكنولوجيا من هذا المخطط ، ويجب أن نسعى لأقصى استفادة ممكنة ، لكننا يجب أن نفتح أعيننا جيدا حتى لا ننسحق ثقافيا و دينيا ..
اما ان التعليم هو مفتاح المستقبل ، فيجب أن نفكر جيدا فى ما سنفعله للنهوض بمستوى التعليم فى مصر ، كينيدى حين سبق الروس الأمريكان الى الفضاء قال فى خطاب شهير ما معناه " لقد تأخرنا فى الطريق ، لكننا لن نبقى كذلك "
فماذا يمكننا أن نقول الآن ..
هل نخطط للبقاء فى المؤخرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا هذه الاقتباسات الكثيرة ، لماذا الحديث طويلا عن الخطاب ، لأن هذا الخطاب حين تقرأه فى ظل ما يحدث حولنا تجد به الكثير من الرسائل التى تستحق التركيز عليها ، و التى حتى لم أجد الوقت للاشارة اليها كلها فى هاتين التدوينتين الطويلتين نوعا حتى لا أضطر لعمل تدوينة ثالثة.

و لاننى فوجأت بأن معظم التعليقات التى كانت على الخطاب ، كانت اما مع أو ضد على طول الخط ، بل أن شيخ أحد الجوامع دعا لأوباما فى خطبة الجمعة لأنه رد للاسلام حقه ، و لا أعتقد أن الشيخ يعلم أن أوباما أثناء حماته الانتخابية ، و عد ضمن ما وعد باقرار حق الشواذ فى الزواج ، و اباحة الاجهاض ، مثلما وعد يايجاد طريقة لتمكين المسلمين من أداء الزكاة .
الأمر كله سياسة ، و تجميع للأصوات ، و مصالح ، لعبة يجب أن نتعلم كيف نلعبها بقواعدهم ، حتى تصبح لدينا القوة لفرض قواعدنا .

أصدق ما قاله أوباما :
" إن خوض الحروب أسهل من إنهائها، كما أن توجيه اللوم للآخرين أسهل من أن ننظر إلى ما يدور في أعماقنا، كما أن ملاحظة الجوانب التي نختلف فيها مع الآخرين أسهل من العثور على الجوانب المشتركة بيننا "
صحيح ان توجيه اللوم لأوباما للآخرين أسهل من أن ننظر إلى ما يدور في أعماقنا و أعماق بلادنا.




الخميس، 4 يونيو 2009

يحدث فى مصر الآن ﴿ 1﴾



نمر فى مصر بأحداث كثيرة و متلاحقة يوميا الى الدرجة الى تجعلنا لا نتوقف كثيرا عند أحداث مهمة تستحق حقا أن تتوقف من أجلها الحياة قليلا ، و مع هذا فقد تباطأت عجلة الحياة حتى كادت أن تتوقف فى القاهرة الخميس الماضى من أجل زيارة أوباما .
فهل كان الامر يستحق ؟
هل بالغنا قليلا فى الاهتمام بأوباما ؟؟؟
ما الذى أعطى لخطاب أوباما كل هذه الأهمية ؟؟؟؟
هل كان اعلان أوباما لوسائل الاعلام انه سيخاطب الشعوب الاسلامية من القاهرة هو السبب ، فجأة وجدنا أخيرا وسط الانهيار السياسي الذى نعيشه فرصة للعودة الى صدارة العالم الاسلامى بعد مأساة غزة ، لماذا لم يخاطب العالم الاسلامى من المملكة السعودية و قد مر بها قبل القاهرة ؟؟؟
جاء أوباما ، و مضى ، و بقى أن نحلل الزيارة ، ونقرأ الخطاب الذى ألقاه ، لنعرف هل كان الأمر فعلا يستحق ،و فى رأيى أن قراءة خطاب أوباما لا يمكن أن تتم منفصلة عن قراءة ما يحدث فى مصر الأن .
سمعت فى أحد البرامج الاخبارية ، ان أوباما أجاد اختيار الوقت الذى يلقى فيه خطاب المصالحة مع الشعوب الاسلامية ، لكنه أخطأ اختيار المكان ، لأنه اختار أن يخاطب العالم الاسلامى من القاهرة و التى يحكمها نظام قمعى مستبد ﴿ هذا ليس كلامى لكنه كلام المحطة الاخبارية ﴾ .
فى رأيى أن أوباما لم يخطىء فى اختيار المكان ، كما لم يخطئ فى اختيار الزمان .
أما الزمان ...
فماذا أقول ....
نعيب زماننا و العيب فينا ... و ما لزماننا عيب سوانا ..
أما المكان ..
لطالما أرادت أمريكا تقديم نفسها على أنها القائمة بدور شرطى العالم الذى يرفع راية الحرية و الديممقراطية فى العالم و يسوق ﴿ كما تساق الأغنام ﴾ الدول للتغيير ، أما أوباما ، فهو يقوم بجولة ترويجية لأمريكا جديدة تحترم حق الدول فى اختيار من يمثلها ، صحيح انه يطالب أن يكون هذا عن طريق انتخابات نزيهة ، لكن من يقول ان الاستفتاءات التى جاءت بمبارك الى الحكم لم تكن نزيهة ؟؟؟
و أمريكا قد تعلمت أن الديمقراطية قد تأتى أحيانا بمن لا تريد الى الحكم ، تعلم الأمريكان هذا الدرس من حماس و من نتائج الانتخابات التى اتت بالنواب الاخوان الى مجلس الشعب المصرى ، لهذا اصبحوا يفضلون غض الطرف عما يفعله الحكام فى دولهم ما داموا يخدمون أغراض السياسة الأمريكية .
أى مكان أفضل لأوباما ليؤكد مثل هذه الرسالة من مصر !!!
جاء أوباما الى القاهرة لساعات قليلة بدعوة كما قال من الأزهر الشريف منارة العلم الاسلامى و جامعة القاهرة منارة الحرية فى مصر ..
جاء أوباما و الأزهر العريق يأن من المشاكل و من عدم احترام الناس له لأنهم يرونه تابع للحكومة ، حتى حين أصدر الأزهر بيانه الذى يكاد يبكى فيه وهو يطلب من مبارك عدم عرض دكان شحاتة الذى تتبادل فيه هيفاء الغرام داخل الجسين و تسب بالمذاهب الثلاثة ، لم يلتفت له لا النظام و لا الناس ، فالناس لا تتوقف من أجل أحداث يهتز لها عرش الرحمن كما قلت فى البداية ، و بالطبع لم يتم منع هيفاء من دخول مصر كما منعوا عمرو خالد .
أى ان أوباما قدم الى مصر ليخاطب العالم الاسلامى من مصر المحروسة التى يحكمها نظام علمانى يدع أنه يحكم تحت الحكم الاسلامى لكنه فى الواقع لا يحفل و لا يهتز جفنه و لو لثانية واحدة من أجل أى من المقدسات الدينية .
لم يخطئ أوباما فى اختيار المكان اذا .. فماذا عن الخطاب نفسه ؟؟؟
الخطاب تمت كتابته بلغة متوازنة جدا تدعو للاعجاب ، و استشهد فيه اوباما بالقرآن الكريم أكثر من مر ة﴿ ذاكر أوباما جيدا دروسه ﴾ ، و مع أنه حاول اللعب أحيانا على وتر العواطف الا انه ركز على المصالح المشتركة ، و هى الحقيقة التى يهتم بها الأمريكان ،
أما عن المسائل الرئيسية التى تحدث فيها أوباما ،
فلنبدأ بالتوتر الذي زرعه الاستعمار و الحرب الباردة و المتطرفون الذين خططوا و نفذوا أحداث سبتمبر و جرحوا المشاعر الأمريكية الرهيفة ،
قال أوباما :" إنني إذن تعرفت على الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي إلى المنطقة التي نشأ فيها الإسلام، ومن منطلق تجربتي الشخصية أستمد اعتقادي بأن الشراكة بين أميركا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي، وأرى في ذلك جزءا من مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت "
السؤال الذى قفز الى ذهنى مباشرة و أنا أسمع هذه العبارات ، ثم و أنا أقرأها ، و من سيحدد حقيقة الاسلام ؟؟ ومن سيحدد تعريف المتطرف ؟؟؟
أعتقد أنا مثلا اعتقادا جازما ان الحجاب فرض ، و ان النقاب فضيلة لكنه ليس فرضا ، و ان عمل المرأة حلال حتى و لو لم تكن محتاجة ماديا ،و ان الأصل فى الزواج هو وجود زوجة واحدة ، و ان التعدد رخصة ، و أن الشيعة مثل السنة منهم المتطرفون و منهم من هم مثلنا مسلمين لكنهم فقط يعتنقون مذهب مختلف، وكل المسلم على المسلم حرام .
و يعتقد البعض ان النقاب فرض ، و الن المرأة يجب ألا تخرج من بيتها الا للزواج أو الموت ، و أن التعدد هو الأصل ،و ان الشيعة كفرة لا يحل الدعاء لهم.ولا يوجد وجه نسائي واحد فى النظام يرتدى الحجاب ، و تمنع تونس الزواج الثانى و تجرمه .و بين هذا و ذاك أطياف من التفسيرات ،فهل سيحدد لنا أوباما أخير ما هى حقيقة الاسلام ؟؟؟
و يقول أوباما أيضا " أن أميركا والإسلام لا تعارضان بعضها البعض، ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما، بل إن لهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان "
لكنه لم يذكر أن كان سيحقق العدالة للعراقيين الذين تعذبوا و أهينوا و أنسحقت كرامتهم فى سجون العراق ؟؟؟؟
و تحدث أوباما عن أفغانستان و العراق و التنمية و الشراكة ، دون أن يذكر ما استفادته الشركات الامريكية من هذه الحروب .
الموضوع الثانى الذى تحدث فيه أوباما هو اليهود و المحرقة و الفلسطينيين ،المصدر الرئيسى للتوتر فى المنطقة كما قال ، حاول أوباما تبنى خطاب متوازن قدر استطاعته ، و كان صريحا وهو يؤكد انه لن يقبل من يريد أن يلقى باسرائيل الى البحر " اطمـأن ... من يستطيع الآن أن يقول هذا يا سيدى العزيز !!! "
و قال ضمن ما قال :
" كما يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف.. إن المقاومة عبر العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح.............. وينطوي هذا التاريخ على حقيقة بسيطة ألا وهي أن طريق العنف طريق مسدود وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال الإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة أو عن القوة "
صحيح انه تحدث عن ايقاف المستوطنات ، ولكنه لم يتحدث عن أطفال غزة ، أو عن استخدام اسرائيل للأسلحة المحرمة دوليا ؟
ربما أراد أوباما استدرار العطف على اليهود بذكر المحرقة و الأطفال ؟؟
ربما أراد أيضا مخاطبة اسرائيل بالمرة مع مخاطبة العالم الاسلامى ، يعنى عصفورين بحجر واحد ؟؟؟؟
مع ملاحظة أن الصحفيين الذين أختيروا لمقابلة أوباما بعد الخطاب و طرح أسئلتهم عليه كان منهم صحفى يهودى وهو ما دفع بالصحفى القدير فهمى هويدى الى الانسحاب .
و للحديث بقية ....




السبت، 16 مايو 2009

الهندسة ... و العودة للوراء



منذ بدأت العمل كمهندسة انتاج ، يحيرنى جدا هذا المصطلح ، و أتمنى أن أعرف من أين أتى ، حين تطلب من أحد ما ملاحظ ، عامل ، القيام بعمل ما حسب الرسم ، فيخبرك ان هذا العمل لا يمكن أن يتم ، لأنه يجب أن يتم على أبوه ، ماذا يعنى على أبوه ، ببساطة لمن لم تقوده قدما يوما لأى ورشه فى مصر المحروسه ، فهذا يعنى على الواقع بدون رسم و لا حسابات و لا هندسة ، بالضبط كما كان الأسطى حسن يعلم الولد بليه منذ قديم الأزل ...

ما علينا ...
كنت أتجادل مع أحد المهندسين فى المصنع الذى أعمل به ، و أخرجت قلمى الرصاص ،أحاول أن أشرح له وجهة نظرى ، فاذا بالمهندس المحترم ، خريج كلية الهندسة ، الذى اعتاد العمل على أبوه ، يشوح فى وجهى وهو يقول " هى الهندسة دى اللى جابتنا لورا "،لم يكن الاعتراض على وجهة نظرى ، والتى كانت منطقية جدا بالمناسبة، كان الاعتراض على الهندسة كلها ..



تذكرت هذه الحادثة منذ يومين و أنا أشاهد قيلم "The Last Samurai" ، واحدة من عيوبى الكثيرة اننى مدمنه للأفلام الأمريكية ، وهذا الفيلم هو واحد من أفلامى المفضلة ، الساموراى مع كل مايمثلونه من الشرف ، و خدمة الواجب ، و الإخلاص ، انقرضوا ، لأنهم لم يستطيعوا مواجهة الأسلحة الحديثة ، العلم ، حتى مع الخسة ، هو الذى انتصر ، تماما كما انتصرت القنبلة الذرية فى هيروشيما ، و القنابل الفسفورية فى العراق ، و العجلات الحربية للهكسوس على قدامى المصريين .
التاريخ يتكرر ، و الأمم التى تحترم العلم تتقدم و تنتصر ، أما الأمم التى تعمل على أبوه ،الأمم التى لا تحترم العلم و لا العمل ، فمصيرها أن تأكل القمح الموجودة به 18 نوع مختلف من الحشرات، لأنها قررت أن تزرع الكانتلوب بدلا من القمح .

فلماذا لانحترم العلم !!!!



أحد أقاربى دائما ما يتندر قائلا أننا ما دمنا قد اخترنا السياحة خيارا استراتيجيا ، فربما يجب أن نضع على الملصقات فى المستقبل، زوروا مصر ، نحن متحف مفتوح للحياة فى العصور الوسطى



المهندس زميلى ليس حالة شاذة ، و المشكلة كما أعتقد تكمن فى نظام التعليم الذى يخرج منه الكثيرون وهم يحملون عقلا فارغا ، و شهادة تأهلهم للعمل على أبوه ،



متى نعود لاحترام العلم ، و العلماء ، لا أعلم ..


لكننى أعتقد ان الوقت قد حان ـ و الا كما يقول فؤاد المهندس " الدنيا هتعدي علينا ، تطلع لنا لسانها ، و تقول راحت عليكم يا حلوين "
و أعتقد اننا لو لم نفق سريعا فسيأتى هذا اليوم أسرع مما نتخيل .










الثلاثاء، 5 مايو 2009

لحظات بائسة

تعبت ...
تقولها الصفصافة العتيقة على شاطئ النيل
لا الفيضان عاد يأتى
ولا المطر يجئ
كل الفصول سواء
جفاف و عطش
فمتى يأتى المطر ؟
.......................

تعبت ..
يقولها الاب العائد من الخليج
لا البيت بيتى و لا الولد ولدى
فلماذا يا رب تأخر موتى
...................

تعبت ...
تقولها العينان العذراوتان فى خجل
وهى تنظر لضاربة الودع العجوز...
- إرمى أحمالك على الله
لا يخذل الله أبدا عباده الصالحين -

............
تعبت ...
تتنهد الام فى هدوء
تلهو بجانبها طفلتها الصغيرة
لا الصحة عادت تكفى ،
و لا الرزق يزيد
.................

تعبت ..
يقولها الصجفى العجوز
ما عاد شئ مما يحدث يحرك القلوب..
ماعاد شئ مما يحدث صادم.
حتى الحروب ..
لكن صور الأطفال الموتى تطاردنى كل يوم
شفاه بريئة
ماتت عليها الصرخات
وعيون صغيرة
لا تكف عن البكاء

...............

تعبت..
تثاقل جفونى كل صباح
أتشبت بالأحلام
وأبكى ...
حين يطردها ضوء الصباح ..

الاثنين، 6 أبريل 2009

نظرية المؤامرة " 2009 "

كثيرا ما أجد نفسى أفكر مليا ، هل هناك فعلا مؤامرة ضدنا كمصريين يديرها العالم كله ،
و أنا لا أتسائل فقط لأن عندى ميول سياسية او لأننى أجد من الصعب التصديق بأن كل هذا الخراب الذى يحدث فى حياتنا فى مصر هو خراب عشوائى بدون تخطيط ، منظومة تعليمية يتم تخريبها عمدا يوم بعد يوم ، مبانى أثرية تتهدم ، القمامة تكاد تصبح معلما من معالم القاهرة التى لا يتوقف الناس عندها .
الواقع اننى أهتم لأن المؤامرة تمسنى شخصيا ، تمس صحة بناتى ، الطعام ملوث ، الهواء ملوث ، الماء ملوث، بناتى أخاف من تركهن فى أى مكان لأن الناس تغيرت و لم يعد من الآمن الثقة بأحد أيا كان .
أما أهم ما يتم تخريبه فهو العقل و القلب و الشخصية المصرية ، قرأت رواية جورج أورويل " 1984" لأول مرة و أنا فى المرحلة الثانوية على ما أتذكر لكننى وجدت نفسى أبحث عنها ثانيا بعد أن ذكرتنى بها مقالة فى أحد الجرائد اليومية ، و أخذت أعقد فى ذهنى بعض المقارنات.
الاعادة المستمرة لكتابة التاريخ ، فلا يعرف أحد ما الذى حدث فعلا ، و يختلط فى الأذهان العدو مع الصديق ، فلا نذكر لعرابى الا أن هزيمته هى التى أدت للاحتلال الانجليزى ، و لا لمصطفى باشا النحاس الا فساد زوجته السيدة زينب ،
و لا يعرف الناس ان كانت اسرائيل هى العدو ،ام ايران ، أم قطر أحيانا ....
فكرة اليانصيب أيضا ...أن ينشغل الناس بالامل فى النقود التى ستهبط عليهم من السماء ، بحيث يصبح هذا هو الحلم ، و لتذهب فكرة العمل و الكفاح و البيت الذى كنا سنبنيه طوبة ذهب و طوبة فضة بالكفاح و العمل الى الجحيم ..
هل يتذكر أحد أصلا هذه العبارات من فيلم الأيدى الناعمة ؟؟؟؟
الأفلام القديمة ، توفيق الحكيم ، الغيطانى ، الواقع اننى أعتقد ان أكثر ما تتضرر هو الثقافة المصرية ، التليفزيون المصرى العريق أصبح يغرق حتى أذنيه فى التفاهة ، حتى اذا أبعدنا المعيار الدينى ، لماذا تم ايقاف برنامج مثل نادى السينيما ؟؟؟ لماذا لا يوجد برنامج مثل برنامج الغيطانى الذى يذاع فى قناة دريم و الذى يتجول فيه فى الجمالية و الحسين و يدخل المساجد الأثرية على القنوات الأرضية .
هل يذكر أحد برنامج نادية صالح "زيارة لمكتبة فلان " ، هل مازال يذاع فى الراديو ، أنا مع الأسف لم أعد أملك الوقت لسماع الراديو و أتسائل لماذا لا يوجد برنامج مثله بالتلفزيون ؟؟؟
نتسائل كيف يمكن أن تفكر الامارات أو قطر ان بامكانها أن تحل محل مصر ، و لا ننتبه لأن أولادنا يتغنون باللبنانية ، و يشاهدون الكارتون باللغة الخليجية و ثقافتنا كلها فى مهب الريح ...
هل نتعرض لمؤامرة ؟1
هل نتآمر على أنفسنا دون أن نعلم ؟1
هل يتذكر أحد النكتة التى كانت تقول انهم امسكوا جاسوسا بريطانيا عاش لمدة ثلاثون عاما فى أحد المناصب الحساسة فى روسيا دون أن يكتشفه أحد،
حين سألوه عن السر أجاب بأن المطلوب منه كان سهلا و آمنا فكل ما كان عليه القيام به فى كل مرة يعرض أمامه أكثر من شخص للاختيار لأى منصب فعليه اختيار الأسوأ . ...
يا ترى فيكى ايه يا مصر ؟؟؟؟؟
----------------------
تحديث ...
-----
الأستاذ رضوان
الأخت العزيزة المجداوية :
-----------
مصر لم يتم احتلالها ثقافيا نهائيا بعد ، لكنها تلفظ أنفاس المقاومة الأخيرة ، مثل ريشه فى مهب رياح كثيرة تتعرض لغزو ثقافى من أكثر من اتجاه :
- غزو ثقافى استعمارى أمريكى يهودى مشترك و منظم و مسلح بمعرفة دقيقة لا تتوافر لأى مصرى عن أدق التفاصيل فى حياتنا " وهو ما بدأ يبدوا واضحا فى اتفاقات الجامعة الامريكية مع معاهد البحوث الأمريكية العسكرية مثل نمرو3 التى أثارتها جريدة المصرى اليوم مؤخرا ، و فى المراكز و الجمعيات الأهلية مثل مركز ابن خلدون الشهير، و فى دعم المنظمات التى تنادى ظاهريا بحقوق الأقليات ، مثل منظمات المرأة و المنظمات المسيحية و البهائيين "، و النشر التدريجى لأفكار كانت مستهجنة تماما ، ثم يتم تمريرها للناس تدريجيا مثل السم فى العسل ، مثل الملابس الضيقة ، الحجاب الذى نسميه بالحجاب السبانيش هو فى الواقع حجاب خاص بالراهبات اليهوديات ، حقوق الشواذ ، الفكرة الخاصة بالتركيز على السياحة ، و انها مستقبل مصر "كأن مصر هى اليونان أو البحرين"،
و يذهب البعض من المؤمنين بنظرية المؤامرة الى أن انتشار المظاهرات و الاضرابات فى مصر الآن قد يكون وراءه أصابع أمريكية و يهودية تقوم باستغلال المشاكل الداخلية فى مصر و دفع البسطاء لخلق حالةمن الفوضى يمكن أن تقود لثورة مثل الثورة البرتقالية فى أوكرانيا ...
- غزو خليجى ، أفكار متشددة و مستقاه من الواقع الخليجى عاد بها المصريون الذين عملوا طويلا فى الخليج ، و افكار أخري تعمل المملكة السعودية على نشرها بدأب عبر القنوات الفضائية ، و أغلبها أفكار متشددة تركز على فرضية النقاب ، و تنشر الفتاوي الدينية المتشددة بصرف النظر عن مدى مصداقيتها ، و تقوم بشحن الناس ضد ايران و ضد الشيعة عموما ، و أزعم أن قدر كبير من انتشار المعاملات السيئة للنساء فى مصر فى الشوارع ناتج من انتشار هذه الثقافة بنظرتها الضيقة للمرأة و التى تعتبر خروج المراة من بيتها عمل غير محترم يجعلها تستاهل كل ما يجرى لها.
غزو لبنانى ، أثر على السينيما و الفن المصرى عموما بتأثير سيءطبعا ، و أثر أيضاعلى أخلاق الناس و وجد رواجا خاصة مع انتشار فكرة تشجيع السياحة ..
و لكننى أجد ان كل هذه المحاولات للغزو لم تكن لتؤثر هذا التأثير لولا انها وجدت الهوية المصرية فى أضعف حالاتها ، حائرة تتخبط ، و تبحث عن بديل ، و هنا مصدر ضعفنا كمصريين الآن ، فاقد الشئ لا يعطيه ، و اذا كنا غير قادرين على تحديد هويتنا و الدفاع عنها فلا يجب أن نتعجب ، اذا حاول الآخرون أن يتقدموا ليشغلوا الأماكن الشاغرة التى تركناها ، اذا كنا غير قادرين على قيادة أنفسنا ، فكيف يمكن أن نقود العرب ؟؟
--------

الخميس، 26 فبراير 2009

Parental Control


أفكر كثيرا فى الطريقة التى يجب أن أربى بها بناتى ...
قرأت ذات مرة أن المبادئ بلا أشخاص مثل الأشخاص بلا مبادئ لا قيمة لها ، لذا كثيرا ما أفكر ،هل تجد فى بناتى المبادئ التى أطالبهم بها .
هل حقا يمكن تربية الأطفال على مبادئ لا يجدونها فى الواقع .
ما مدى مايصدقه أطفالنا فيما نقول ؟؟؟
ماذا يدور فى عقولهم الصغيرة ؟؟
حين كنت صغيرة كان لدى الكثير من الأشخاص الذين كنت أؤمن بهم ،
و أتمنى أن اكون مثلهم ..
كان لدى جدى ، و أبى ، أحيانا جداتى .. أحيانا أمى ، و عبد الناصر ....
و كان لدى االكثير من المعلمين و المعلمات الذين أثروا فى و لا زلت أذكرهم للآن ،
أخشى أحيانا أن أسأل ابنتى حتى لا أفاجأ ان مثلها الأعلى فى الحياة هو هانا مونتانا مثلا ...
المبادئ بلا أشخاص لا قيمة لها ..
و لا يمكن تعليمها لأبنائنا ..
فلماذا لا يكون هذا سببا كافيا كى يحاول كل منا الالتزام بالمبادئ التى طالما طالب الآخرين بالتزام بها ، فلا يكذب ، لا يرتشى ، يتقن عمله ، لا يدبر المؤامرات فى عمله ، لا يشتم ، لا يسير فى الاتجاه الخاطئ ، لا يلقى القمامة قى الشارع ، فقط من أجل أولاده ؟؟
سألنى أحد زملائى فى العمل مرة لماذا يوجد على جهاز الكمبيوتر الشخصى الخاص بى أكثر من برنامج للتحكم الأبوى ( Parental Control )، قلت له اننى أضعها غلى جهازى لأقنع بناتى بأهميتها ، فرد على ، لكنها تعلم ان باستطاعتك اغلاقها ..
كيف يمكن اقناع أبنائنا بما نعتقد انه الأفضل لهم ؟؟؟
أسئلة كثيرة ..
ودائما ما أتسائل هل أقوم بالصواب أم لا ..

الأربعاء، 28 يناير 2009

مش باقي مني .... قصيدة لجمال بخيت


مش باقي مني غير شوية ضي ف عينيا

أنا هاديهوملك

وامشي بصبري ف الملكوت

يمكن ف نورهم تلمحي خطوة

تفرق معاكي

بين الحياة والموت

مش باقي مني غير شوية نبض ف عروقي

خُدي.. وعيشي..

وافتحي لي تابوت

أفرح بريحة ورد فرعوني

وربنا ف عوني

إذا دخلت الجنة ولاّ النار

هاشتاق إلي ضحكتك

وقعدتي ف الدار

والقهوة متحوجة

من طيبة العطار..

ف كل يوم الصبح

باشرب حليب قبطي

وف النهار والمسا

بامسك ستار الكعبة لو سبتي

واثبت إذا هربتي

أهديكي عمري وحسي وجوارحي

أهديكي جرحي

هو اللي باقي ف دنيتي لما خلص فرحي

مش باقي مني

غير شوية لحم ف كتافي

بلاش يتبعتروا ف البحر

بلاش يتحرقوا ف قطر الصعيد

ف العيد

بلاش لكلب الصيد.. تناوليهم

خدي اللي باقي من الأمل فيهم

وابني لي من عضمهم

في كل حارة مقام

وزوريني مرة وحيدة

لو كل ألفين عام

ألم الجراح يتلم

مش باقي مني غير شوية دم

متلوثين بالهم

مُرين وفيهم سم

كانوا زمان شربات

والنكتة سكرهم

شربتهم الخفافيش

في قلب أوكارهم

مش باقي مني غير شوية دم.. ماأقدرشي

أسقيكي.. مواجعهم

وبرضه ما أقدرشي

أرميكي..

وأبيعهم

يمكن ف مرة تعوزي تطلبيني شهيد

هاحتاج يوميها الدم

يمضي علي شهادتي

مش باقي مني

غير شوية قوة ف إرادتي

علي شوية شِعر من خطي

حاسبي عليهم وانتي بتخطي

وانتي ف صبح الدلال

بتعطري شطي..

مش باقي مني

غير شوية ضي ف عينيا

أنا مش عايزهم

لو كنت يوم هالمحك

وانتي بتوطي

في معركة مافيهاش

ولاطيارات ولاجيش

وانتي ف طابور العيش

بتبوسي إيد الزمن

ينولك لقمة

من حقك المشروع

مش باقي مني.. غير

شهقة ف نفس مقطوع..

بافتح لها سكة

ما بين رئة.. وضلوع..

ما بين غبار.. ودموع..

وأنا تحت حجر «المقطم»

ف الدويقة باموت

أنا.. والعطش.. والجوع..

يئن تحتي التراب

وانا صوتي مش مسموع..

ياحلمنا الموجوع..

من المرور ممنوع..

مستني لما يمر

موكب سلاطينك..

مش باقي مني

غير شوية رحمة من طينك..

علي شوية صبر من دينك..

مش باقي مني غير حبة غُنا تايهين

ف الضلمة مش لاقيين

حس الفواعلية..

ولا صوت مراكبي عَفي

فوق المعدية..

ولا صوت بناتي العذاري

في كل صبحية..

والغنوة.. أمنية

«ياما نفسي أقابل حبيبي..

وانا ع الزراعية»..

صوتك وصوتهم غاب..

وانا تحت حجر المقطم.. باموت لوحديّا..

الليلة راحت عيوني

تطل ع البستان..

وجناين الرمان..

رجعت لي توصف عناد الغل والدخان

وسحابة سودا تضلل

علي الغُنا الغلبان..

رجعت لي توصف هبوب الموت

علي الألوان..

رجعت لي توصف....

خيال الذل..

ف موائد الرحمن..

مش باقي مني غير شوية كُفر بشروقك

وأنا..

منبع الايمان..

مش باقي مني..

غير شوية ضي..

وعينيا

مش قادرة تلمحني..

في وحدتي محني..

خايف أموت م الخوف

والضعف يفضحني..

...

السجن عشش ف قلبي

وماشي ف شوارعك..

نفس اللي باعني وخدعني

بالرخيص بايعك..

هاشيل حمولي انا

ولا هاشيل حملك ؟!

ماعدت أملك شيء..

فيكي.. ولا فيّا

ولا قيراط ولا بيت..

ولا نسمة صافية تلاغي النيل بحرية..

مش باقي مني

غير شوية حب جارحّني

ولا باقي مني

غير شوية ضي ف عينيا

الاثنين، 19 يناير 2009

خواطر مصرية مجروحة


مر اليوم الثانى و العشرين للحرب على غزة ، أعلن اولمرت وقف اطلاق النار من جانب واحد ، و ان كنت لا أثق فى تعهدات الصهاينة ، و اعتبرت حماس هذا الاعلان بمثابة هزيمة ، وأتى على ما أعتقد وقت الحساب .
تظهرالأزمات معادن الرجال ، و الشعوب ، و الحكومات أيضا ..

النيران التى أندلعت فى غزة أضاءت على واقع عربى مرير ، و ملئ بالمهانة و الذل و التشرذم ، لكن أكثر ما آلمنى شخصيا هو الهجوم على مصر ، و تأليب الشعوب العربية عليها .


آلمنى أيضا الشعور بأن مصر لم تقم بما كان يجب عليها لدعم الفلسطينيين المحاصرين فى غزة ، وهذا ما لا يمكن انكاره ، كنت ،و كان عدد لا بأس به من المصريين يتمنون لو قطعت مصر امدادات الغاز الواصلة الى اسرائيل ، ولو تحججا بحكم المحكمة الادارية ، و اعتقد ان هذا كان هو التصرف الوحيد الصحيح .

تمنيت لو سمعت رد صريح من القيادة المصرية، حول هل كانوا يعلمون أم لا يعلمون ، لماذا لم يغضبوا مثل تركيا ، و يقولوا انهم خدعوا ؟؟؟؟؟
تكون مصيبة لو كانوا لم يخدعوا !!!!!!!!!!



لكننى لم أصدق حين قرأت أن اليمنين هاجموا القنصلية المصرية فى عدن و رفعوا العلم الفلسطينى عليها ، عشت ثلاث سنوات فى اليمن فى مدينة الحديدة و هم شعب طيب ،و كانوا يحبون مصر و عبد الناصر بالأخص ربما أكثر من بعض المصريين ، و اليمن هى التى بعث عبد الناصر بجيشه ليحررها من حكم الامام أحمد الذى كان يحكم اليمن بالحديد و النار و أبقي اليمنيين فى جهل لا يوصف ليتمكن من البقاء فى الحكم ، و يكفى أن أقول ان المدن كان لها مفاتيح تغلق بالليل ، و انه كان يطلى جسده بالفسفور و يظهر ليلا للبسطاء من الشعب ليوهمه بألوهيته ، و ان هذا كان يحدث فى القرن العشرين ، و يعتقد الكثيريين أن حرب اليمن من الأسباب الرئيسية لاضعاف القوة العسكرية المصرية مم أدى للهزيمة فى 67 .
انا لا أقصد المن على اليمن ، فاليمن أيضا وقفت جانب مصر فى حرب 73 ، و أستجابت للسادات ، وأغلقت باب المندب ، لكننى فقط لا أستطيع أن أعلم لم تم هذا التحول ، وكيف تم ؟؟؟؟؟



ثم يأتى السيد نصر الله – الذى كنت أحترمه كثيرا -، و دعوته الجماهير المصرية لفتح معبر رفح بالقوة ، ومع انننى كنت أتمنى لو استطاعت مصر أن تتخذ موقف أقوى مما اتخذته ، و مع شعورى الشديد بالعار ، فاننى ممن يرون أن قضية المعبر أخذت أكثر من حجمها وتم استخدامها لشحن الشعوب العربية على مصر ، قالواقع ان المعبر كان يفتح و يغلق لامرار المساعدات بالتنسيق مع اسرائيل –لأنها شئنا أم أبينا قادرة فى حالة عدم التنسيق معها على ضرب المساعدات لحظة دخولها من البوابة ( وربما قبل الدخول ). الجانب الدينى الذى كنت أتمنى أن أعرف رأى السيد حسن نصر الله كثيرا فيه أوليس الدين يمنع المسلمين من الخروج على ولى الأمر ماشهد أن لا اله الا الله ، و أن محمد رسول الله و أقام صلاة الجمعة ؟؟؟

أكثر من سقط من نظرى السيد مهدي عاكف الذى ظهر على شاشة الجزيرة بعد ساعات قليلة من اعلان مبارك لمبادرتة الغريبة ليقول انه لا يعلم ماهى بنود المبادرة المصرية لكنه يرفضها لأنه ما دامت مصر هى التى عرضتها فهذا يعنى انها لمصلحة اسرائيل .
يرفض عقلى اتهام مبارك بالخيانة و العمالة ، أتهمه فى داخلى بالجبن و أتذكر عبارة أمل دنقل عن العنكبوت الذى يذل أعناق الرجال .


وان كنت لا أفهم لماذا ظهر دائما ضاحكا طوال الأزمة ، هل تيبس وجهه مع تقدم السن ؟؟؟


أم انه يضحك على أساس أن شر البلية ما يضحك !!!


أولم ير حاكم قطر الذى وصل للحكم على جثة أبيه وهو يحوقل


ويتهمه و السعودية ضمنا برشوة الصومال حتى تسحب موافقتها على القمة ؟؟؟


الحقيقة ان العرب وصلوا للقاع فى هذه الأزمة ،أربع قمم عربية للاعلان الرسمي عن عجزنا عن اتخاذ أى قرار .


لكننى و أكثر من كل شئ ، أرى الخيانه هى أن تهاجم مصر فى قناة أعتبرها و يعتبرها الكثيريين مثلى قناة متحيزة و مشبوهة أو فلنقل بأدب لها أجندة مضادة للأجندة المصرية و القومية .
مثل البيان الذى وقعته مجموعة من العلماء منهم الدكتور وجدى غنيم المصرى ، ثم ظهر أحدهم على الجزيرة ليقول انهم يقولون كلمة حق فى وجه سلطان جائر ، و أنا أتسائل لماذا تكون كلمة الحق دائما أسهل اذا كنت خارج مصر ..
حتى هيكل هاجم مصر !!!!!!
حتى الحروب التى خاضتها مصر سفهوها ، و أصبحنا نحن من أضاع فلسطين .....


نقطة النور الوحيدة كانت الأطباء المصريين الذين عبورا الحدود ، و على رأسم الدكتور محمد غنيم ، فعلا ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، تمنيت فعلا لو كنت طبيبة ، شعرت أنهم وحدهم الذين جاهدوا من المصريين .



هذه التدوينة طالت أكثر مما قدرت ، و مازال فى قلبى و عقلى الكثير مما أشعر به ، لكننى أشعر بأن هذا يكفى الآن ، و ان أحدا لن يصل فى القراءة حتى لهذه السطور ...

أما ما جعلنى أشعر بالهوان فهو تجاهل الاعلام و الدولة لسقوط الصواريخ و الشظايا و 4 من الجرحى فى رفح المصرية .

اعلاميون قلائل لم يسقطوا من نظرى أثناء هذه الحرب ، منهم المسلمى فى برنامجه الطبعة الأولى ، و كأنه يشعر بالألم ، و الاختناق الذى كنت أشعر به ، ظل يومين يذيع خطاب عبد الناصر فى السودان ، و يجلل صوته و هو يقول ارفع رأسك يا أخى ، و أحاول رفع رأسى ، لكنى و للأسف لا أستطيع !!