الأحد، 18 سبتمبر 2011

ديمقراطية الاعتصامات


غدا من المفروض ان تكون الدراسة قد بدأت فى معظم مدارس مصر ، و بالطبع تزامنت بداية العام الدراسى الجديد مع دعوات لاعتصام المدرسين من أجل تحسين العملية التعليمية كما يقولون ، و هى فى رأ يى مثل كثير مما يقال هذه الأيام ، كلمة حق يراد بها باطل .

يبدأ الحل لكثير من مشاكل مصر فى رأيي بتحسين النظام التعليمى ، لكننى لا أرى أن الحل يمكن أن يأتى من خلال الاعتصامات ، و لا فقط من تطوير المناهج ، و رفع مرتبات المدرسين ، الذى يعتمد معظم المضربين عن العمل منهم على اعطاء الدروس الخصوصية ،  و لكن يبدأ الحل من الاهتمام بتدريب هؤلاء المدرسين على المناهج المطورة و أساليب التعليم الحديثة التى لا يجيدونها فى معظم الأحوال  ،  ثم يجب علاج أولياء الأمور من ادمان الدروس الخصوصية  ( كنت أشاهد العاشرة مساء و كانت هناك صحفية لطيفة حضرت كولية أمر لطالب فى الصف الثانى الابتدائي ، و لم  تجد غضاضة فى ذكر انها حجزت لابنها درس خصوصى ، و السبب كما تقول ان المناهج صعبة جدا !!!! ( تانية ابتدائي )).

ما يكاد يصيبنى بالجنون  فى حالة الفوضى التى نحياها فى مصر هو ان كثيرمن المثقفين أو المتعلمين و أخيرا المعلمين ، يتصرفون أسوأ من البلطجية ، و يـأخذون من الحرية أسوأ ما فيها ، و بتناسون انه لا وجود للحرية المطلقة ، و بصفتى موظفة شبه حكومية لا يزيد مرتبى كثيرا عن مرتباتهم التى ارتفعت بعد تطبيق الكادر عليهم ،  أتسائل كثير ، الأ يفكرون ماذا سيحدث اذا توقفنا جميعا عن العمل ؟؟ اليس من البلطجة التوقف عن العمل من أجل زيادة الراتب دون النظر لتأثير هذه الاضراب على السنة الدراسية ، و على الطلاب عموما  ككل ؟

ماذا لو لم اعتصم ، هل ستقوم الدولة بمكافأة الذين اعتصموا برفع رواتبهم و نبقى نحن معنا الله ؟؟؟

ما الغرض من هذه الاعتصامات ؟؟؟

ألم يخطر ببال المعلمين و غيرهم من المعتصمين و المضربين ان الطريق الأفضل ربما كان انتظار اانتخابات مجل الشعب ، حيث يمكن دراسة ما كان اقترحه د . سمير رضوان من اعادة هيكلة كل مرتبات الموظفين فى الدولة !

هل هذه هى الديمقراطية !!

المدة التى مضت منذ الثورة كانت فترة منهكة جدا للدولة ، و ما زالت مصر فى حالة من عدم الاتزان ، فهل ينقصها اعتصام المعلمين ...

بصراحة ...

شئ لا يصدقه عقل ....

الأحد، 11 سبتمبر 2011

جمعة انحراف المسار



هذه التدوينة هى محاولتى الخاصة لفهم كيف وصلنا لما حدث بالامس ، اذا كنت لا ترى ما حدث بالامس كمحنة تمر بها مصر ، اذا كنت ترى ان اقتحام السفارة الاسرائيبلية بالامس كان عملا بطوليا ، و ان ما جرى امام وزارة الداخلية بالامس ليس مشهدا من مشاهد الانهيار الاخلاقى التى تطفو على سطح مصر نتيجة للفوران المجتمعى الذى نعيشه ، فأنت محظوظ ، الاكيد انك ليس على حافة الاصابة بالانهيار العصبى او الاكتئاب مما يحدث مثلى .

حتى الأمس كنت مترددة جدا فى كتابة اى شئ  فالمشهد فى مصر هذه الأيام كان يبدو  غريب ، و غير واضح .. و ربما لهذا السبب بالذات لم أعد أريد الكتابة ، ففى كثير من الأحوال يبدو تبين الحقيقة  صعب المنال.



و ما زلت اجد من الظلم تحميل الرئيس السابق كل ما حدث فى مصر فى الأعوام الأخيرة ، تتحمل ثورة يوليوالكثير و ادخل خروج المصريين للعمل فى الخارج الكثير من المشاكل المجتمعية  الى مصر ، و كل هذا ليس مجال مناقشته الآن  .. و لكن لعل اخطر  خطايا ثورة يوليو و التى يريد الناس تكرارها ثانية هو تجنيب فئات كثيرة من المجتمع بدعوى انهم ليسوا من أهل الثقة و مع الأسف مع بدابات الثورة بدا انها تريد مواصلة هذا الاتجاة و بدأ الحديث عن القوائم السوداء و عن قانون الغدر و عن أهل الثقة لا أهل الخبرة ،و هنا تكمن مأساة الثورة فقد تكالب معظم الاعلاميين و ممارسى العمل العام لاثبات انهم من أهل الثقة ، و كان اسهل الطرق لاثبات هذا هو الهجوم بالحق و الباطل على الرئيس السابق و اسرته و الاخطر من ذلك على الجيش و على المجلس العسكرى و بالطبع على وزارة الداخلية  .

 و بدأت أتعجب من مواقف الكثير من الناس الذين كنت احترمهم و  أجلهم   .....
ما معنى ان تخرج االناشطة  ( هذه هو اللقب الرسمى  الذىيسمح لك الآن من ان تقول ما تريد ثم تحتمى بالصحافة )
أسماء محفوظ لتكتب على التويتر أن المجلس العسكرى هو مجلس كلاب ثم يتبارى الاعلاميون فى الدفاع عن حرية الرأى مع أن ما قالته ليس رأيا لكنه سب و قذف يدخل تحت طائلة قانون العقوبات

هل يرضى مرشح الرئاسة (د. حازم صلاح ابو اسماعيل ) ،و الذى ظهر فى اكثر من برنامج يدافع عنها ان تسبه بهذ ا ثم يقال ان هذه حرية رأى !!!!!!
ألم يسمع يوما ( بما ان ميزته الرئيسية هى المرجعية الاسلامية ) بالحديث الشريف
 " ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا "

و ليس (د. حازم صلاح ابو اسماعيل ) وحده ، فقد تسابق جميع المرشحين ، و منهم من كنت احترمه كثيرا قبل هذه الأيام و منهم مرشحى الخاص ( د. عبد المنعم ابو الفتوح  الذى فوجئت بمشاركته بالامس رغم كم التحريض الذى نشر على النت ضد الجيش و الشرطة  ) على التبارى فى الدفاع عن حرية الرأى بدون اى تمييز للفارق الواضح بين حرية الرأى و قلة الأدب و الفوضى و البلطجة الذين لا يصلح لهم فعلا الا المحاكمات العسكرية .

الم ينهانا الرسول عن صديق السوء لأنه مثل نافخ الكير ، فماذا عن التظاهر مع من يريدون نشر الفوضى فى البلد !!!

أما الكارثة فهم ان يصل الدفاع الاعمى عن حرية الرأى الى الدفاع عن مايكل نبيل سند  باشا ، وهو يقدم نفسه على انه ملحد و معجب باسرائيل و يقر برفضه لاداء الخدمة العسكرية و احتقاره للجيش المصرى و يصل الامر بالاخت المفترض انها اعلامية لميس الحديدى بأن تكتب فى احد الصحف ، لماذا لا تدافعون عنه بنفس الحماس الذى دافعنا به عن اسماء محفوظ و لؤى نجاتى ، ثم تتسائل الأنه مسيحى ( طبعا لم تقرأ مدونته لتعرف انه ملحد ) ، كل هذا بالطبع لأنها حسنة النية و لا تريد المشاركة فى استثارة  المسيحيين أكثر مما هم مستثارين فعلا .

و لأن  الاعلاميين و غيرهم قد تأكدوا ان انجح الطرق لاثبات انهم من اهل الثقة هو الهجوم على الداخلية و رجالها و سبهم فحين حدثت مهزلة مبارة الأهلى و كيما تبارى الجميع فى اثبات خطأ الأمن المركزى ، مع ان الحق كان واضحا و خطأ الالتراس كان يجب الا يمر بدون عقاب  ، و ظهر الكثيرون على الشاشات يتباكون على اولادهم من الشباب الصغير الذى ذهب لمشاهدة المبارة فتعرض للعنف المفرط ( مع اننا رأينا الشرطة الانجليزية و هى تقوم باستخدام العصى و الغاز وتسييب الكلاب على من قاموا بالشغب ومفروض نكون عرفنا ان هذه هى طريقة التعامل مع الشغب  و أن الشغب مختلف عن التظاهر السلمى )
-          كان احد المتصلين فى برنامج ما يكاد يبكى لأنه يشعر ان من تعرضوا للضرب مثل اولاده و انا كنت اريد ان اسأله اذا كان الشاب الصغير الذي رمى بالبول على عساكر الأمن المركزي مثل اولادك فهل عساكر الأمن المركزى ليس لهم اهل ؟؟؟  -
 هل تحولنا جميعا الى امن دولة و تحول رجال الشرطة الى ضحايا ؟؟؟ 

اذا اختفوا فهم متقاعسين ، و اذا ظهروا فهم لا يتغيرون و يستعملون القوة المفرطة ،
 اذا دافعوا عن الاقسام فهم قتلة ، و اذا تركوها فهم خونة !!

و كان واضحا لى ان المستفيد من هذا الشغب هو من دعوا الى مظاهرات 9-9 ، و كانوا يخشون الا يذهب الناس بالاعداد الكبيرة التى يريدونها لاثبات تفوقهم على الاسلاميين الذين قاطعوا هذه الجمعة و بالطبع تحقق لهم ما ارادوا فهاج الناس على الشرطة وعلى الجيش بالمرة و بدأت المواقع المشبوهة مثل موقع عمرو عفيفى فى الحديث عن الاشتباكات المتوقعة مع الامن و الجيش ، و عن تمرد الضباط فى الجيش ، حتى وصل التحريض الى مطالبة نوارة نجم  بحل وزارة الداخلية  ( على اساس ان كلنا هنسيب شغلنا و نعمل لجان شعبية طبعا أو هنرجع لعصر نجيب محفوظ و كل منطقة يبقى لها الفتوى بتاعها ) ، والى اصدار الاخ العقيد عمر عفيفى تعليماته على موقعه برمى الضباط بماء النار و القائهم فى النيل .

مع ملاحظة  ان نفس من دعوا الى جمعة 9-9 ، هم من يشجعون المظاهرات بشكل مستمر ، يقطع نفس اى حكومة ، و بشكل يجعل من المستحيل الالتفات الى تحسين الأوضاع فى البلد ، أو عمل الانتخابات فى موعدها ، و هو ما يريدونه لأنهم يعتقدون ان انعقاد الانتخابات فى موعدها سيؤدى الى وصول التيارات الاسلامية للحكم ، و يجعل مهمة الحكومة الوحيدة هو اللهاث قبل كل جمعة لارضاء ميدان التحرير ايا كان رأى باقى الشعب ( وهذا لا يمت للديمقراطية بصلة على فكرة ) .

ربما كان ما فعله رجال الداخلية و الجيش من الاختفاء بالامس عملا صائبا حتى لا يتم جرهم الى مواجهات تسيل فيها دماء الشباب المتحمس الذى يتم توجيهه من وراء الستار، و ان كنت ارى ان الاختفاء كان يجب ان ينتهى فور الهجوم على وزارة الداخلية و على مديرية امن الجيزة، لأن من دبر لهذا يسعى لتدمير رموز الدولة المصرية اما من نفذ ففى الغالب من الشباب المتحمس صغير السن ( أو ربما كان لصا يريد سرقة النحاس و بيعه)
و ربما كان من صعدوا لانزال العلم الاسرائيلى من الشباب المتحمس ايضا ، و ربما كان جل ما ارادوه هو شقة مثل الشقة التى اهداها محافظ الشرقية الى احمد الشحات .

و لكن المؤكد ان من بالوا على جدار وزارة الداخلية و من حرقوا سيارات الأمن المركزى فى الجيزة يجب ان يعاقبوا

ربما كانوا من ضحايا انتشار البطالة و الجهل و هما من خطايا النظام السابق ، لكنهم يجب ان يعاقبوا ..

اما الشباب الذين يصرون على التظاهر كل جمعة مهما حدث فالحقيقة اننى لا افهمهم ، ما معنى ان اقرأ على النت كل هذا الكلام و التحريض على العنف ثم اقنع نفسى ان ماليش دعوة و انها سلمية سلمية ، و انه يمكننى التحكم بالمليون انسان الذين سازج بهم فى الشارع ، اى منطق هذا ؟؟؟؟

يجب ان تعود للقانون هيبته فى مصر بأى ثمن .

و الاعلاميين الذين يظنون ان مهاجمة الداخلية هى طريقهم للحاق بقطار الثورة يجب ان يراجعوا انفسهم قبل ان يغرق المركب بنا و بهم .

الذين يتظاهرون من اجل تحسين الدخول يجب ان يسألوا انفسهم من الذي سيدفع فاتورة الشغب الذى حدث بالامس ، من الذي سيدفع ثمن الدهان للجدران التى ملأتها الشتائم و ثمن العربات التى احترقت .

الذين يتظاهرون من أجل الكرامة يجب ان يسألوا انفسهم من الذى ربما اضطر للاعتذار لاسرائيل عما حدث بالأمس .

الفارق بين النكسة فى 67 و النصر فى اكتوبر اننا تورطنا فى الحرب فى 67 ، و اخترنا التوقيت فى 73 ، فاذا كنا نريد حرب  اسرائيل فلماذا لا ننتظر حتى نكون مستعدين !!!

و الاخوة المعجبون بتركيا يتجاهلون ان هذا ما فعلته فقد انتظرت عاما كاملا حتى انتهت التحقيقات القانونية و استمرت فى التعاون مع اسرائيس عسكريا خلال هذه السنة   - الحرب خدعة -

اما اللى صعبان عليهم التظاهر كل جمعة فى التحرير فانا اريد ان اعلم لماذا غضبوا من الفريق احمد شفيق حين اخبرهم انه يمكنه عمل جنينة لهم مثل هايدبارك ليتظاهروا فيها براحتهم كل يوم جمعة ، فيبدو انهم ادمنوا التظاهر سواء كان هناك داعى ام لا ، وممكن من عندى عربيتين امن مركزى يحرقوها  كل اسبوع  ... 

حرام ان نجر بلدنا بايدنا الى الفوضى و ندعى ان مالناش دعوة و انها سلمية سلمية ...