الأربعاء، 28 يناير 2009

مش باقي مني .... قصيدة لجمال بخيت


مش باقي مني غير شوية ضي ف عينيا

أنا هاديهوملك

وامشي بصبري ف الملكوت

يمكن ف نورهم تلمحي خطوة

تفرق معاكي

بين الحياة والموت

مش باقي مني غير شوية نبض ف عروقي

خُدي.. وعيشي..

وافتحي لي تابوت

أفرح بريحة ورد فرعوني

وربنا ف عوني

إذا دخلت الجنة ولاّ النار

هاشتاق إلي ضحكتك

وقعدتي ف الدار

والقهوة متحوجة

من طيبة العطار..

ف كل يوم الصبح

باشرب حليب قبطي

وف النهار والمسا

بامسك ستار الكعبة لو سبتي

واثبت إذا هربتي

أهديكي عمري وحسي وجوارحي

أهديكي جرحي

هو اللي باقي ف دنيتي لما خلص فرحي

مش باقي مني

غير شوية لحم ف كتافي

بلاش يتبعتروا ف البحر

بلاش يتحرقوا ف قطر الصعيد

ف العيد

بلاش لكلب الصيد.. تناوليهم

خدي اللي باقي من الأمل فيهم

وابني لي من عضمهم

في كل حارة مقام

وزوريني مرة وحيدة

لو كل ألفين عام

ألم الجراح يتلم

مش باقي مني غير شوية دم

متلوثين بالهم

مُرين وفيهم سم

كانوا زمان شربات

والنكتة سكرهم

شربتهم الخفافيش

في قلب أوكارهم

مش باقي مني غير شوية دم.. ماأقدرشي

أسقيكي.. مواجعهم

وبرضه ما أقدرشي

أرميكي..

وأبيعهم

يمكن ف مرة تعوزي تطلبيني شهيد

هاحتاج يوميها الدم

يمضي علي شهادتي

مش باقي مني

غير شوية قوة ف إرادتي

علي شوية شِعر من خطي

حاسبي عليهم وانتي بتخطي

وانتي ف صبح الدلال

بتعطري شطي..

مش باقي مني

غير شوية ضي ف عينيا

أنا مش عايزهم

لو كنت يوم هالمحك

وانتي بتوطي

في معركة مافيهاش

ولاطيارات ولاجيش

وانتي ف طابور العيش

بتبوسي إيد الزمن

ينولك لقمة

من حقك المشروع

مش باقي مني.. غير

شهقة ف نفس مقطوع..

بافتح لها سكة

ما بين رئة.. وضلوع..

ما بين غبار.. ودموع..

وأنا تحت حجر «المقطم»

ف الدويقة باموت

أنا.. والعطش.. والجوع..

يئن تحتي التراب

وانا صوتي مش مسموع..

ياحلمنا الموجوع..

من المرور ممنوع..

مستني لما يمر

موكب سلاطينك..

مش باقي مني

غير شوية رحمة من طينك..

علي شوية صبر من دينك..

مش باقي مني غير حبة غُنا تايهين

ف الضلمة مش لاقيين

حس الفواعلية..

ولا صوت مراكبي عَفي

فوق المعدية..

ولا صوت بناتي العذاري

في كل صبحية..

والغنوة.. أمنية

«ياما نفسي أقابل حبيبي..

وانا ع الزراعية»..

صوتك وصوتهم غاب..

وانا تحت حجر المقطم.. باموت لوحديّا..

الليلة راحت عيوني

تطل ع البستان..

وجناين الرمان..

رجعت لي توصف عناد الغل والدخان

وسحابة سودا تضلل

علي الغُنا الغلبان..

رجعت لي توصف هبوب الموت

علي الألوان..

رجعت لي توصف....

خيال الذل..

ف موائد الرحمن..

مش باقي مني غير شوية كُفر بشروقك

وأنا..

منبع الايمان..

مش باقي مني..

غير شوية ضي..

وعينيا

مش قادرة تلمحني..

في وحدتي محني..

خايف أموت م الخوف

والضعف يفضحني..

...

السجن عشش ف قلبي

وماشي ف شوارعك..

نفس اللي باعني وخدعني

بالرخيص بايعك..

هاشيل حمولي انا

ولا هاشيل حملك ؟!

ماعدت أملك شيء..

فيكي.. ولا فيّا

ولا قيراط ولا بيت..

ولا نسمة صافية تلاغي النيل بحرية..

مش باقي مني

غير شوية حب جارحّني

ولا باقي مني

غير شوية ضي ف عينيا

الاثنين، 19 يناير 2009

خواطر مصرية مجروحة


مر اليوم الثانى و العشرين للحرب على غزة ، أعلن اولمرت وقف اطلاق النار من جانب واحد ، و ان كنت لا أثق فى تعهدات الصهاينة ، و اعتبرت حماس هذا الاعلان بمثابة هزيمة ، وأتى على ما أعتقد وقت الحساب .
تظهرالأزمات معادن الرجال ، و الشعوب ، و الحكومات أيضا ..

النيران التى أندلعت فى غزة أضاءت على واقع عربى مرير ، و ملئ بالمهانة و الذل و التشرذم ، لكن أكثر ما آلمنى شخصيا هو الهجوم على مصر ، و تأليب الشعوب العربية عليها .


آلمنى أيضا الشعور بأن مصر لم تقم بما كان يجب عليها لدعم الفلسطينيين المحاصرين فى غزة ، وهذا ما لا يمكن انكاره ، كنت ،و كان عدد لا بأس به من المصريين يتمنون لو قطعت مصر امدادات الغاز الواصلة الى اسرائيل ، ولو تحججا بحكم المحكمة الادارية ، و اعتقد ان هذا كان هو التصرف الوحيد الصحيح .

تمنيت لو سمعت رد صريح من القيادة المصرية، حول هل كانوا يعلمون أم لا يعلمون ، لماذا لم يغضبوا مثل تركيا ، و يقولوا انهم خدعوا ؟؟؟؟؟
تكون مصيبة لو كانوا لم يخدعوا !!!!!!!!!!



لكننى لم أصدق حين قرأت أن اليمنين هاجموا القنصلية المصرية فى عدن و رفعوا العلم الفلسطينى عليها ، عشت ثلاث سنوات فى اليمن فى مدينة الحديدة و هم شعب طيب ،و كانوا يحبون مصر و عبد الناصر بالأخص ربما أكثر من بعض المصريين ، و اليمن هى التى بعث عبد الناصر بجيشه ليحررها من حكم الامام أحمد الذى كان يحكم اليمن بالحديد و النار و أبقي اليمنيين فى جهل لا يوصف ليتمكن من البقاء فى الحكم ، و يكفى أن أقول ان المدن كان لها مفاتيح تغلق بالليل ، و انه كان يطلى جسده بالفسفور و يظهر ليلا للبسطاء من الشعب ليوهمه بألوهيته ، و ان هذا كان يحدث فى القرن العشرين ، و يعتقد الكثيريين أن حرب اليمن من الأسباب الرئيسية لاضعاف القوة العسكرية المصرية مم أدى للهزيمة فى 67 .
انا لا أقصد المن على اليمن ، فاليمن أيضا وقفت جانب مصر فى حرب 73 ، و أستجابت للسادات ، وأغلقت باب المندب ، لكننى فقط لا أستطيع أن أعلم لم تم هذا التحول ، وكيف تم ؟؟؟؟؟



ثم يأتى السيد نصر الله – الذى كنت أحترمه كثيرا -، و دعوته الجماهير المصرية لفتح معبر رفح بالقوة ، ومع انننى كنت أتمنى لو استطاعت مصر أن تتخذ موقف أقوى مما اتخذته ، و مع شعورى الشديد بالعار ، فاننى ممن يرون أن قضية المعبر أخذت أكثر من حجمها وتم استخدامها لشحن الشعوب العربية على مصر ، قالواقع ان المعبر كان يفتح و يغلق لامرار المساعدات بالتنسيق مع اسرائيل –لأنها شئنا أم أبينا قادرة فى حالة عدم التنسيق معها على ضرب المساعدات لحظة دخولها من البوابة ( وربما قبل الدخول ). الجانب الدينى الذى كنت أتمنى أن أعرف رأى السيد حسن نصر الله كثيرا فيه أوليس الدين يمنع المسلمين من الخروج على ولى الأمر ماشهد أن لا اله الا الله ، و أن محمد رسول الله و أقام صلاة الجمعة ؟؟؟

أكثر من سقط من نظرى السيد مهدي عاكف الذى ظهر على شاشة الجزيرة بعد ساعات قليلة من اعلان مبارك لمبادرتة الغريبة ليقول انه لا يعلم ماهى بنود المبادرة المصرية لكنه يرفضها لأنه ما دامت مصر هى التى عرضتها فهذا يعنى انها لمصلحة اسرائيل .
يرفض عقلى اتهام مبارك بالخيانة و العمالة ، أتهمه فى داخلى بالجبن و أتذكر عبارة أمل دنقل عن العنكبوت الذى يذل أعناق الرجال .


وان كنت لا أفهم لماذا ظهر دائما ضاحكا طوال الأزمة ، هل تيبس وجهه مع تقدم السن ؟؟؟


أم انه يضحك على أساس أن شر البلية ما يضحك !!!


أولم ير حاكم قطر الذى وصل للحكم على جثة أبيه وهو يحوقل


ويتهمه و السعودية ضمنا برشوة الصومال حتى تسحب موافقتها على القمة ؟؟؟


الحقيقة ان العرب وصلوا للقاع فى هذه الأزمة ،أربع قمم عربية للاعلان الرسمي عن عجزنا عن اتخاذ أى قرار .


لكننى و أكثر من كل شئ ، أرى الخيانه هى أن تهاجم مصر فى قناة أعتبرها و يعتبرها الكثيريين مثلى قناة متحيزة و مشبوهة أو فلنقل بأدب لها أجندة مضادة للأجندة المصرية و القومية .
مثل البيان الذى وقعته مجموعة من العلماء منهم الدكتور وجدى غنيم المصرى ، ثم ظهر أحدهم على الجزيرة ليقول انهم يقولون كلمة حق فى وجه سلطان جائر ، و أنا أتسائل لماذا تكون كلمة الحق دائما أسهل اذا كنت خارج مصر ..
حتى هيكل هاجم مصر !!!!!!
حتى الحروب التى خاضتها مصر سفهوها ، و أصبحنا نحن من أضاع فلسطين .....


نقطة النور الوحيدة كانت الأطباء المصريين الذين عبورا الحدود ، و على رأسم الدكتور محمد غنيم ، فعلا ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، تمنيت فعلا لو كنت طبيبة ، شعرت أنهم وحدهم الذين جاهدوا من المصريين .



هذه التدوينة طالت أكثر مما قدرت ، و مازال فى قلبى و عقلى الكثير مما أشعر به ، لكننى أشعر بأن هذا يكفى الآن ، و ان أحدا لن يصل فى القراءة حتى لهذه السطور ...

أما ما جعلنى أشعر بالهوان فهو تجاهل الاعلام و الدولة لسقوط الصواريخ و الشظايا و 4 من الجرحى فى رفح المصرية .

اعلاميون قلائل لم يسقطوا من نظرى أثناء هذه الحرب ، منهم المسلمى فى برنامجه الطبعة الأولى ، و كأنه يشعر بالألم ، و الاختناق الذى كنت أشعر به ، ظل يومين يذيع خطاب عبد الناصر فى السودان ، و يجلل صوته و هو يقول ارفع رأسك يا أخى ، و أحاول رفع رأسى ، لكنى و للأسف لا أستطيع !!