السبت، 16 مايو 2009

الهندسة ... و العودة للوراء



منذ بدأت العمل كمهندسة انتاج ، يحيرنى جدا هذا المصطلح ، و أتمنى أن أعرف من أين أتى ، حين تطلب من أحد ما ملاحظ ، عامل ، القيام بعمل ما حسب الرسم ، فيخبرك ان هذا العمل لا يمكن أن يتم ، لأنه يجب أن يتم على أبوه ، ماذا يعنى على أبوه ، ببساطة لمن لم تقوده قدما يوما لأى ورشه فى مصر المحروسه ، فهذا يعنى على الواقع بدون رسم و لا حسابات و لا هندسة ، بالضبط كما كان الأسطى حسن يعلم الولد بليه منذ قديم الأزل ...

ما علينا ...
كنت أتجادل مع أحد المهندسين فى المصنع الذى أعمل به ، و أخرجت قلمى الرصاص ،أحاول أن أشرح له وجهة نظرى ، فاذا بالمهندس المحترم ، خريج كلية الهندسة ، الذى اعتاد العمل على أبوه ، يشوح فى وجهى وهو يقول " هى الهندسة دى اللى جابتنا لورا "،لم يكن الاعتراض على وجهة نظرى ، والتى كانت منطقية جدا بالمناسبة، كان الاعتراض على الهندسة كلها ..



تذكرت هذه الحادثة منذ يومين و أنا أشاهد قيلم "The Last Samurai" ، واحدة من عيوبى الكثيرة اننى مدمنه للأفلام الأمريكية ، وهذا الفيلم هو واحد من أفلامى المفضلة ، الساموراى مع كل مايمثلونه من الشرف ، و خدمة الواجب ، و الإخلاص ، انقرضوا ، لأنهم لم يستطيعوا مواجهة الأسلحة الحديثة ، العلم ، حتى مع الخسة ، هو الذى انتصر ، تماما كما انتصرت القنبلة الذرية فى هيروشيما ، و القنابل الفسفورية فى العراق ، و العجلات الحربية للهكسوس على قدامى المصريين .
التاريخ يتكرر ، و الأمم التى تحترم العلم تتقدم و تنتصر ، أما الأمم التى تعمل على أبوه ،الأمم التى لا تحترم العلم و لا العمل ، فمصيرها أن تأكل القمح الموجودة به 18 نوع مختلف من الحشرات، لأنها قررت أن تزرع الكانتلوب بدلا من القمح .

فلماذا لانحترم العلم !!!!



أحد أقاربى دائما ما يتندر قائلا أننا ما دمنا قد اخترنا السياحة خيارا استراتيجيا ، فربما يجب أن نضع على الملصقات فى المستقبل، زوروا مصر ، نحن متحف مفتوح للحياة فى العصور الوسطى



المهندس زميلى ليس حالة شاذة ، و المشكلة كما أعتقد تكمن فى نظام التعليم الذى يخرج منه الكثيرون وهم يحملون عقلا فارغا ، و شهادة تأهلهم للعمل على أبوه ،



متى نعود لاحترام العلم ، و العلماء ، لا أعلم ..


لكننى أعتقد ان الوقت قد حان ـ و الا كما يقول فؤاد المهندس " الدنيا هتعدي علينا ، تطلع لنا لسانها ، و تقول راحت عليكم يا حلوين "
و أعتقد اننا لو لم نفق سريعا فسيأتى هذا اليوم أسرع مما نتخيل .










الثلاثاء، 5 مايو 2009

لحظات بائسة

تعبت ...
تقولها الصفصافة العتيقة على شاطئ النيل
لا الفيضان عاد يأتى
ولا المطر يجئ
كل الفصول سواء
جفاف و عطش
فمتى يأتى المطر ؟
.......................

تعبت ..
يقولها الاب العائد من الخليج
لا البيت بيتى و لا الولد ولدى
فلماذا يا رب تأخر موتى
...................

تعبت ...
تقولها العينان العذراوتان فى خجل
وهى تنظر لضاربة الودع العجوز...
- إرمى أحمالك على الله
لا يخذل الله أبدا عباده الصالحين -

............
تعبت ...
تتنهد الام فى هدوء
تلهو بجانبها طفلتها الصغيرة
لا الصحة عادت تكفى ،
و لا الرزق يزيد
.................

تعبت ..
يقولها الصجفى العجوز
ما عاد شئ مما يحدث يحرك القلوب..
ماعاد شئ مما يحدث صادم.
حتى الحروب ..
لكن صور الأطفال الموتى تطاردنى كل يوم
شفاه بريئة
ماتت عليها الصرخات
وعيون صغيرة
لا تكف عن البكاء

...............

تعبت..
تثاقل جفونى كل صباح
أتشبت بالأحلام
وأبكى ...
حين يطردها ضوء الصباح ..