الخميس، 27 مارس 2008

كيفما تكونوا نولى عليكم ..

لا اعتقد بوجود حاكم ظالم ، و شعب مطحون و مظلوم ، لكننى اعتقد بأن لكل فعل رد فعل مساوله فى المقدار و مضاد له فى الاتجاه ، و الشعوب المستكينة التى تستعذب القهر و العذاب هلى التى تفرز الحاكم الظالم ( باللغة العامية يعنى قالوا لفرعون ايه فرعنك ، قال ما لقيتش حد يلمنى ) .

لذا لا يمكن لأحد أن يتجاهل أن ما يحدث مصر الآن هو ظاهرة صحية تأخرت كثيرا ، أخيرا وجد الناس ( ربما تحت وطأة الجوع أحيانا ، والاحباط أحيانا أخرى ) فى أنفسهم الشجاعة للوقوف على سلم نقابة الصحفيين , والاضراب فى المحلة ،ورفع قضايا ضد التعذيب ، و أخيرا اضراب أساتذة الجامعة ..

مشكلتى أننى رغم هذا الاعتقاد الراسخ ، أجد صعوبة كبيرة فى رأسي من القوقعة التى أدمنت دس رأسى فيها ، أريد أن أكون أكثر ايجابية ، لكننى ما زلت أبحث عن الطريق .، و أتمنى أن أكون قد بدأت .


كل منا يجب أن يبدأ ، اذا كان هناك أى أحد يقرأ هذه الكلمات ( غيرى بالطبع )، واذا كان هذا الأحد مثلى ، فأتمنى لك أن تصبح أكثر ايجابية، اذهب الى صندوق الانتخابات ، اذا تعدى أحدهم دورك فى طابور العيش أو طابور البقالة ، لا تصمت ، اذا صرخ فى وجهك أحدهم بعد أن حطم سيارتك ( ألا تعلم ابن من أنا؟ ) ، لا تخشاه ، تذكر ان عماد الكبير حين وقف أمام اسلام الشاطر لم يقف فقط من اجل نفسه ، لكنه وقف من أجل أخيه ، و أنا أتمنى أن أستطيع الوقوف و أن تستطيع أنت الوقوف ( و لو محنيين قليلا بحكم العادة) من أجل أبناءك و أبنائى .

الاثنين، 24 مارس 2008

أشكو إدمان الموت

أنظر في هدوء إلى وجه الطبيب
ماذا أشكو !
كنت أشكو إدمان الأمل
………..
قالت عيناه : إني أحبك
كنت أنظر في حماقة الى فارسي القادم من بعيد
ليعيد الأمل إلى وطني المهزوم
كنت أرى الحلم المستحيل
يتحقق ، و فارسي يحمل كل عار ،أو جائع ، أو شريد
إلي مدن من نور تغطيها النجوم
و استفقت لأجده بعيدا
لو يعلم يوما ..
تأخرت كثيرا لأجيب
نعم ... لنذهب معا
كان قلبي مازال مثقلا بالنحيب،
بالمرارة،
لكنني قلت وداعا،
وعدت أبحث عن فارسي من جديد

و بدأت أشكو ادمان الألم ..
تؤلمني رؤية هذا العلم المزين بالنجوم
يرفرف آمنا فوق البلد المهزوم
- جنودهم دنست مدينتي ، قتلت فارسي ،
سرقوا نجومي ، علقوها وسط الدماء
و صنعوا علمهم من أشلاء المسلمين –
يؤلمني موت مشاعري ..
حين تحاصر أذناي أصوات المتسولين الصغار
أرفع صوت المذياع
يغني عبد الحليم ، تغني أم كلثوم
لا يهم ما دامت أذناي لا تسمع الصراخ أو عويل الجياع
تؤلمني قراءة أشعاري
كأني أكتب رثائي ، أو أنزف دمائي حية
أتسول من الآخرين الود..
بسمة أمل
أحيانا ،
حين لا أعرف مما أشكو ، أمن قسوة الألم ،
أم مرارة الهزيمة،
فقط ..
تؤلمني رداءة أشعاري
……
كنت أسمعه يصيح في المذياع أن جزاء السارق قطع يده
- هذا حكم الاسلام -
و يعتلي الجائع الفقير منصة الاعدام
حين يسير هو ، يلمع الخاتم في يديه ،
تلتمع الدموع في مقلتي
لا أدري أهو الألم أم الهزيمة..
…..
بكائية:
منذ ماتت أحلامي ، و أنا أعرف دائي
فقط لم تعد لي شجاعة الاعتراف
تكسر شيئا ما داخلي
ولم يبق إلا الخواء

الثلاثاء، 18 مارس 2008

أنا مش معاهم !

فكرت كثيرا قبل أن أبدأ هذه المدونة ،
لماذا أشعرالآن بهذه الحاجة الملحة للكتابة ،

وماذا أريد أن اقول ؟!

ولم أجد أفضل من عنوان الفيلم
أنا مش معاهم ،

أنا أم مصرية ، أقف على أعتاب الأربعين ، أشاهد التلفزيون ، أسمع الراديو ،
فأشعر اننى " مش معاهم " و أن البلد " مش بلدنا " ،
و أن لا أحد يشعر بى فى هذا البلد الطويل العريض ،
و أشعر بالرغبة فى الصراخ ،
على الانترنت بالطبع و ليس فى الواقع .

أنا مش معاهم .. ولست منهم .. هذه نقطة مهمة جدا لابد من توضيحها قبل أن أبدأ فى التدوين ..
أنا لست من الواقفين على سلم نقابة الصحافة ، فهذا شرف لا أدعيه ..
و لست من الذين ضحكت لهم الحياة فجأة فى مصر فسكنوا الڤيلات ، و الساحل الشمالى، و ملاعب الجولف ، هذا أيضا ترف لا أطمع فيه .
لست من المقاتلين فى غزة ، ولا المضربين فى المحلة .
لست مع سيدات المجتمع المخملى اللائى يتزعمن جمعيات تحرير المراة فى مصر ( مش عارفة ليه ما يحرروش مصر كلها رجالة و ستات ) ، ويجعلن مهمتهم المقدسة محاربة الحجاب ، و الختان ، واقامة مؤتمرات السكان .
و لست مع الشيوخ اللذين يطلون على فى الفضائيات كل ساعة مطالبين السيدات بالعودة الى جحورهن و هن قانعات ، ويتفاخر احدهم بأن ابنته هى التى طلبت منه المكوث فى المنزل بعد أن أكملت الاعدادية ( حاربت بشدة الرغبة التى تملكتنى بان أهاتفه و أسأله عن مجموعها فى الاعدادية ، يعنى كان ممكن تدخل طب يعنى بس هي اللى ضحت !! ) .

أنا مش معاهم ، ولست منهم .


أنا أم مصرية ، أقف على أعتاب الأربعين ، أنظر للمستقبل و أتسائل ،
حين يكبر ابناؤنا هل سيغفرون لنا هذه السنوات الطويلة التى سرنا فيها بجانب الحائط ؟
هل كان يمكن أن نغير هذا الواقع اللذى نحياه الآن ..

و الى أين نحن سائرون ؟؟؟؟؟؟؟؟ ...