الجمعة، 23 مايو 2008

التعليم فى مصر


هذا الاسبوع عقد المؤتمر القومى لتطوير التعليم الثانوى و الجامعى ، لماذا الثانوى فقط ، لا اعلم ، لكننى تابعت هذا المؤتمر باهتمام و أمل ، لأننى أعتقد أن التعليم ( نوعية التعليم – عدد المتعلمين ) من أهم المشكلات التى يجب التركيز عليها فى مصر.

و مع أن المؤتمر قد تمخض فولد لجان و مقترحات أعتقد أنها غير كافية أبدا لاى اصلاح ، فان اكثر ما لفت نظرى هذا الاصرار الغريب على أن لا مساس بمكتب التنسيق ، والذى لا يضاهيه سوى الاصرار على 50 % عمال و فلاحين فى مجلس الشعب ، مع اننى لا أستطيع ايجاد المنطق فى التحاق أحدهم بكلية العلوم مثلا لأن مجموع درجاته نقص فى اللغة العربية فلم يستطع الالتحاق بكلية الطب .

أغفل المؤتمر أيضا ان أى اصلاح لابد أن يبدأ منذ البدايات الأولى ، لابد أن يتم تدريب الأطفال منذ بداية التحاقهم بالحضانات على التفكير و الابداع لا على الحفظ ، لابد أن تكون هناك طرق لاكتشاف قدرات الأطفال و ربما توجيهم الى نوعية الدراسة التى يمكن لهم التفوق فيها منذ سنوات الدراسة الأولى ( وهو ما يتم على حد علمى فى بعض الدول مثل اليابان) .


و على الرغم من رفض الكثيرين ، فاننى أجد ان فكرة اعتبار الثانوية العامة شهادة منتهية ، و مد مدة صلاحيتها هى فكرة وجيهة ، لكن المشكلة ما هى المناهج التى ستعد الخريجيين لسوق العمل ، الجميع يتحدثون عن طرق تقييم الطلاب ، و الامتحانات ، لكننى أتمنى ان يكون معظم الحديث عن تغيير طرق التدريس ، و تغيير المناهج ، وتعليم الطلاب الاعتماد على النفس ، و التفكير ، وطرق البحث عن المعلومات ، أتمنى أن تكون هتاك طريقة لعودة ممارسة الأنشطة فى المدارس ،و أتسائل دوما لماذا لا يتم فتح المدارس فى الصيف للطلاب لممارسة الأنشطة ، ( وهو ما تقوم به معظم المدار س الخاصة ) ، لماذا لا نضع الهدف الرئيسى و هو التربية و التعليم نصب أعيينا بدلا من أن يصبح الهدف هو ارضاء أولياء الأمور و التظاهر بأن هناك تعليم .

أما أكثر ما كنت أتمنى مناقشته فعلا بعد كل هذه السنوات ، فهو التأثير الناتج عن وجود أنظمة مختلفة للتعليم على الحياة هنا فى مصر ، فلدينا تعليم حكومى ، وتعليم خاص لأبناء الطبقات الوسطى، و تعليم خاص بشرطة للأغنياء، و مدارس دولية ، و مدارس أزهرية ، ولم لا تحرص الدولة على الزام هذه المدارس بالاختلاط معا ( عن طريق برامج للمسابفات – مباريات رياضية – مشروعات علمية - .......... ) ، مما نتج عنه تكريس الانفصال بين الطبقات المختلفة فى المجتمع .

ان منظومة التعليم و ما كان يجب أن يرتبط بها من غرس الهوية و الأخلاق و الإنتماء فى مصر فى حاجة حقيقية لثورة ، أكثر ما لفت نظرى فى أزمة احياء الراقصة دينا لحفل تخرج طلاب الثانوية العامة بواحدة من المدراس الخاصة العريقة و التى تزامنت مع المؤتمر 3 أشياء :
1 – ان أحد أولياء الأمور (اللذين دفعوا للمتعهد 33 ألف جنيه !!!!!) لم ير بأسا فى رقصة دينا .
2 – ان مدير المدرسة ( الذى من المفترض أنه قدوة ) أيضا لا يجد فى ما حدث بأسا .
3 – كان هناك اجماعا من الجميع ان هذه ليست أول مرة ، وان الاعلام هو الذى قام ( بتضخيم ) المسألة .
تزامن أيضا المؤتمر مع التصريح الغريب لرئيس جامعة الاسكندرية ( الذى من المفترض أيضا أن يكون قدوة فى الفكر و الأخلاق)حين سأل عن الحقيقة وراء أخبار بيع مبانى جامعة الاسكندرية فأجاب بأنها ليست جامعة أبوه .

الخلاصة: " فاقد الشئ لا يعطيه" ، يمكن لنا ( الحكومة و المدرسين و أولياء الأمور ) التظاهر بأننا نهتم بأبنائنا ، و نهتم بالتعليم ، لكننا لن نكون جادين أبدا اذا لم تكن لدينا رؤية عن القيم و الهوية التى نريد نقلها لأولادنا ، و اصرار على تعليمهم بشكل يكون أفضل مما تعلمنا به و يؤهلهم لاحداث التقدم الذى نريده لمصر و الذى فشلنا نحن فى احداثه .

الاثنين، 5 مايو 2008

طائر الأمل

آه وطنى ..
ساورنى دوما هذا الخاطر العنيد
بأن اليوم سيأتى الذى أمسك فيه
بحلمى المستحيل
دوما رأيت الشمس مشرقة
فوق هذه الأرض التى أحببت
وحلمت بالغد الجميل
حين يتحقق العدل فيك يا وطنى
تصبح أحلام البشر على أرضك
حقيقة ، تتحدى هذا الزمان اللعين
حين نسترد على أرضك الكرامة
نستحق أمام الله الشفاعة
نسترد القدس و الجليل
كل الأحلام تهاوت فجأة
آه وطنى ، أفتح عيناي على اتساعهما
مات كل شىء جميل ..
..........
غدا تحمله الطائرة و عروسه
الى بلاد يسكنها شعب من غرباء
و شوارع بلا قلب يكسوها الذهب
لن أود سواه .
كنت أنظر فى عينيه تساورنى الرغبة فى الضحك،
ويملأ قلبي الحب
...
يحدثنى عن الفقر و السكن و عن السفر
أنظر فى عينيه
أتمنى لو كنا معا على شاطىء النيل
لو طاردنا الشمس فى قارب ساعة الشفق
يسألنى ..
هل يمكن رؤية النيل الآن خلف ناطحات السحب !
.....
هل كان يمكن أن أذهب معه
كلما أغلقت عيناى،
كنا أرى طرقا من أسفلت تغطيها أشلائى
كنت أرى أنهارا سوداء تدفن أحلامى
أحبك ، فلما لا نبق هنا معا
ليس هناك سوى الجنون و الموت
وفقدان الأشياء الأثيرة
لكنه ذهب.
وترك ورائه عينين بندقيتين
تسكنان أحلامى الكسيرة
..........
كم عاما مرت منذ رحيله
و ما زلت أناجيك يا وطنى صبورة
الرفاق رحلوا ، سقطوا
والبعض أ صبحوا لصوصا
أقف وحدى
الجميع عبروا فوق جثتى
وتسائلوا عن كنه هذا الشىء الصغير
أقف لأحاضر عنك وطنى
أصرخ فى النائمين حولى ليستفيقوا
وألملم ردائى حول جسدي الضئيل
كل يوم أقف لأصرخ
لا تنتظروا العون منى
لم يبق فى عمرى الاأقل القليل
نفسى خاوية ، ملوثة ،
مخترقة حتى النخاع
وراحتى الوحيدة أصبحت فى الرحيل
مرت السنون وأصبحت حطاما
لم يبق لى الا وريقا ت مهترئة
وبصرى الكليل
دوما تمنيت لو كنت أفضل ، أقوى
لو كان لى القدرة على تحطيم المستحيل
حاولوا ألا تكونوا مثلى
احلموا لكن مفتوحى الأعين
وأقهروا هذا العفن لأجلى
لم يكن هذا دوما هو الوطن
هذه الشوارع الميتة
القلوب المتحجرة
هذا الانسان الذليل
الوطن الآن أصبح وطنان
وطن يسكنه فقراء يتسولون الطعام
و آخرون يسكنون شوارع حريرية
ومدن مضاءة لا تنام
أسير فى طرقهم مذهولة
كأننى ضللت الطريق لمدينة غريبة
خرجت توا من كتاب الأحلام
لكننى ألمس الشوارع ، البيوت ، و حتى البشر
ليس هناك سوى دمي ورقية
ترقص حول بضعة أصنام
من يطفئ عقلى حتى لا أرى هذا الكابوس
أو من يبدد ظلام هذه الأوطان
من يمنح هؤلاء البشر الخلاص
حتى لا يموت الحب مخنوقا فى الطرقات
وحتى لا يأتى بعدنا جيل قادم
يرث عنا الحقد و الفشل و الكفر، و قبل أن يموت
يستمطر علينا اللعنات
...................
وطنى لا تأمل شيئا من هذا الجيل العليل
أحلامنا فقدناها منذ زمن طويل
و لم يبق فى نفوسنا من الأمل الا القليل
كلنا الآن واحد مخنوق الدمع وذليل
ضاع منا الوطن و الحب و لم يبق الا طريق طويل
أسيره وحدى ورفات الحلم القديم
لكننى الهى مازلت انتظر
فمتى تأتى أى طائر الأمل ؟؟؟؟؟!

No ..Really No possibly polite ..COMMENT


الأحد، 4 مايو 2008

4 مايو !!

الساعة الآن قد تعدت الواحدة ، وهذا يعنى أننا أصبحنا 4 مايو ، فكرت كثيرا فى ما سأفعله غدا ، أنا لن أتظاهر طبعا ، فأنا أعلم أننى لن أتحمل البهدلة ، و صراحة لا أتحمل فكرة (خليك فى بيتك )، مع أننى كنت شديدة التحمس لها فى المرة الماضية وهذا لعدة أسباب ،منها أننا عائدون من أجازة كبيرة ، و أمامى عمل كثير لأنجزه ، ، ومنها أننى منذ 6 ابريل و أنا أفكر كثيرا ، لماذا لم يعد أمامنا سوى الامتناع عن الفعل للمطالبة بحقوقنا ، هل من الممكن أن يصبح الامتناع عن الفعل هو الفعل الوحيد المتاح ، لا أعتقد ،لابد أن هناك شيئا مفقودا لا نستطيع الوصول اليه ، لابد أن هناك حلا ، يتضمن المزيد من العمل ، لأننى اعتقد ان هذا ما تحتاجه مصر ( بجانب بعض الادارة الذكية لهذا العمل بالطبع ) .
قاطعت شراء اللحم منذ الاسبوع الماضى ، و بما أننى نباتية فالمتضررون هم زوجى و أولادى ، غالبا سأرتدي أى شيء أسود ، لكنى لا أعتقد أن أحدا فى مكان عملى سيلاحظ .
أحد الأسباب الأخرى الرئيسية أننى رأيت فيديو خروج إسراء من السجن بالأمس ، وهذا الفيديو الذى إمتلأ بدموعها وتأكيداتها أنها قد عوملت أحسن معاملة هو فيديو قاسى و صادم واذا و ضعته جنبا الى جانب مع فرحة معظم الموظفين الحقيقية بزيادة ال 30 % ، قادر على أن يسرق منك أى فرحة لنجاح أى اضراب .