عامان طويلان مرا على ثورة 25 يناير بحاوها و
مرها ، لكن أسو أ ما انتهت اليه الثورة هو
حالة الاستقطاب و العنف التى انتشرت فى المجتمع المصرى لتحول الجيران و الأصدقاء
الى أعداء أو فى احسن الأحوال الى فرقاء يتوجس بعضهم من بعض شرا .
و بالطبع تفنن كل فصيل فى شيطنة الطرف الآخر
، و السخرية من أتباعه ، فأصبح اتباع الاخوان خرفان ، و المدافعين عن المجلس
العسكرى لاحسين للبيادة و الممتنعين عن المشاركة حزب للكنبة ،اما لا سمح الله لو
تجرأت و دافعت عن ضباط الشرطة أو عن احد ممن تقلدوا اى منصب قبل الثورة فانت مثلى من الفلول .....
من كان يعتقد انه يمكن ان يرى مثل هذا العنف
الجماعى الذى رأيناه من أهل القرية التى حاصرت الأسرة الشيعية ، كيف يمكن لانسان
ان يسحل آخر بمثل هذه البشاعة !!!
من المسؤول !!!
هل يختلف من فعل هذا عمن سحلوا الضباط فى
الثورة ، و من اغتصبوا الفتيات اغتصاب جماعى فى التحرير ، و من تقاتلوا عند
الاتحادية !!!!
هل يختلف من فعلوا هذا عمن احرق مقرات
الاخوان !!!
هل يختلفوا عن اللذين القوا بشباب صغير فى عمر الورد من المدرجات !!!
كل الأطراف مدانة ، و هذه هى الحقيقة ، و
المصريين يدفعون ثمن الاقتتال حول السلطة ...
الكل يستحل الاطراف الأخرى ، لان الأعلام
الخاص به – نعم فلكل طرف قنواته الآن – يصوره له على انه اما كافر أو خروف يستحق
الذبح ..
مع ان الدم كله حرام ..
و الحقيقة ان الاخوان المسلمين مضوا منذ اليوم
الاول لتولى الرئيس مرسى للرئاسة فى تنفيذ رؤيتهم الخاصة للنهضة – و التى تتعارض
مع رؤية معظم الشعب المصرى – و ضربوا الحائط بكل رغبات المصريين العاديين .
و الحقيقة ايضا ان من يطلقون على انفسهم
زعماء المعارضة فى مصر فشلوا فشلا ذريعا
فى خلق اى تيار سياسى قوى معادل للاخوان فى
مصر.
ورغم كل شئ ،
ورغم اننى ارى ان ليس كل المنتمين
للاخوان بالسوء الذى يروج له الاعلام ، الا اننى ارى ان الفكر الذى يخطط به
الاخوان لمستقبل مصر سيقود البلد للخراب ، لذا ربما كان من الضرورى رغم كل شىء ان
ينزل المصريون الى الشارع ثانيا ..
فقط اتمنى من كل من يخطط للنزول الى الشارع اى كان ما ينتوى فعله ، ان كان ينتوى الذهاب الى
رابعة ، أو كان ينتوى الذهاب الى الاتحادية ، ان كان ينتوى الذهاب الى التحرير ،
ان كان خارج القاهرة ، ان كان ينتوى الجلوس و متابعة الثورة ( online) ، قبل ان يرفع يده بالأذى ضد أخاه
المصرى ، قبل ان يفرح لسحل أخاه المصرى على شاشة التليفزيون أو يهلل لحرق احد
مقرات الاخوان .. العنف اذا بدأ لا ينتهى ، و الكل سيكون معرض للانتقام ، الدم لا
يأتى الا بالدم ...
بعد الثورة بأيام شاهدت احدى المذيعات وهى
تتحدث عن ضباط الشرطة و تقول للناس انهم ليسوا اناسا مثلنا بل شياطين و يستحقون كل ما يحدث لهم ، و من يومين
شاهدت نفس المذيعه و هى تحرض الناس على الاخوان و تقول انهم خرفان لا يفقهون شيئا
وو تتندر بضرب احدهم على يد احدى الصحفيات ...
و بعد الثورة ظهر من نصبوا انفسهم زعماء
للثورة ووصموا الشرطة بانها من قامت بتفجيرات كنيسة القديسين و بموقعة الجمل و
بنوا الدعاية ضد الفريق احمد شفيق على ان يده ملوثة بدماء من ماتوا فى موقعة الجمل
، و الآن يتم وصم الاخوان بنفس الاتهامات ، لذا لا تنصب نفسك قاضيا ضد احد ، و ولا
تحاول تنفيذ القانون بيدك فما زال الوقت مبكرا على اليقين من أى حقيقة ..
ان شيطنة احدى فصائل المجمتع هم عمل اجرامى
لا يختلف عما فعله ارهابيو الجماعات الاسلامية من تكفير للشيعة نتج عنه خمسة من
القتلى .
كل منا يعتقد انه يعرف الصواب ، لكن الوقت مازال مبكرا للحكم من منا فعلا على الصواب ..
الحل ليس فى العنف ضد بعضنا البعض فى النهاية
كلنا مصريين نرغب فى مستقبل افضل لنا و لاولادنا ، فلا يجب ان نترك الصراع بين بعض
الافاقين و مدعى الزعامة و المتاجرين بالدم و المتاجرين بالدم يقودنا للاقتتال و يقود وطننا الجميل الى الخراب
..
احدى معارفى من المنقبات –و مع عدم تحبيذى
للنقاب الا اننى اراه حرية شخصية لابد من احترامها – اشتكت لى من انها اثناء
وقوفها لمحاولة ركوب تاكسى توقف لها احد
سائقى التاكسيات و قام بسبها ثم مضى ، من المسئول عن نشر الكراهية فى المجتمع !!!
مصر وطن كبير ، و جميل ، اتسع دوما و يتسع للجميع مسلمين و اقباط ، بدو
و نوبيين ، سنة و شيعة ، فلنحافظ عليه ..
أتمنى ان تنتهى المظاهرات غدا بخضوع الاخوان
لرغبة الشعب فى عقد انتخابات مبكرة ، و ربما كان قليل من الذكاء السياسي كاف ليدرك
الاخوان ان الحكمة تقتضى منهم الانحناء للريح ، و التضحية بالرئاسة ، و اتمنى من
الناس الا تجنح للعنف..
الحل ليس فى مجلس رئاسى و لا فى انقلاب عسكرى
، الحل فى الانتخابات المبكرة ...
الوطن يحتاجنا جميعا مثل احتياج الطائر لجناحية للطيران ..
وحسبنا الله و نعم الوكيل ....