السبت، 16 أغسطس 2008

مصر شو !

أصبحت سلوكيات المصريين غريبة ، و أحيانا أعتقد إننا أصبحنا فى حاجة الى تحليل نفسى جماعى ، لمعرفة ماذا ألم بنا .
الشهر الماضى قررت أخيرا محاولة لحصول على رخصة قيادة ، لماذا أخيرا ؟ رغم حبي الشديد للسيارات الا أننى من أجبن خلق الله حين يتعلق الأمر بالقيادة وسط السيارات ، ما علينا ، ذهبت الى مدرسة السيارات 7 أيام لا تتمرن فيها على أي شئ سوى الإس الشهيرة الخاصة بالاختبار و لا يهم من كل نقلات السيارة سوى الأول.
ذهبت الى احدى المستشفيات للحصول على الشهادة الطبيه ، قدمت أوراقى للممرضة و انتظرت لأدخل الى الطبيب ، لكنن فوجئت بها قادمة بالشهادة موقعة من الطبيب .
وحين سألت الممرضة ان كان الطبيب سيرانى سألتنى ان كنا أعانى من شئ ما ..
منطق عجيب ،
ووجدتنى أفكر هل أدمنا التظاهر الى هذه الدرجة ، الحكومة تتظاهر بأنها مصرة على الاوراق و على الامتحان ، لكن هناك دائما طريق ما لتحصل على كل شئ دون جهد .
ووجدتنى أفكران الامر ليس غريبا فنحن حكومة و شعبا يبدوا اننا قد أدمنا التظاهر أو التمثيل على بعضنا و على أنفسنا أيضا .
تمثل الحكومة على الموظفين أنها تعطيهم المرتب اللذى يكفيهم ، و يتظاهر الموظفون أصلا أنهم يقومون بالعمل و أنهم مكتفون بهذه المرتبات و بالطبع يقومون يتحصيل الفارق بين هذه المرتبات و بين نفقاتهم بالطريقة التى يرونها ، و بالطبع تتظاهر الحكومة انها " مش واخدة بالها "
نأخذ أولادنا من أيديهم الى معسكرات التحفيظ الأهلية لصاحبتها الحكومة المصرية ، ليلعبوا أدورار الكمبارس فى تمثيلية التعليم لمدة 10 سنوات تؤهلهم لدور البطولة لمدة سنتين فى المسرحية الختامية المسماة بالثانوية العامة .
و الهدف !!! هذه هى المشكلة ... الهدف يضيع فى خضم النمثيل ، فلا يصبح الانتاج هو الهدف من العمل بل الهدف هو الحصول على اعانة البطالة المسماه بالمرتب من بين فكى الحكومة على أساس ان اللى ييجى منهم أحسن منهم ( بدليل انتشار فتوى أننا نأخذ المرتب على الحبس فى مواعيد محددة فى كثير من المصالح العمومية ) ، و لا التعليم هو الهدف من الذهاب الى المدارس بل الشهادة ، و ليس اتقان القيادة هو الهدف بل الحصول على رخصة القيادة .
تتظاهر الحكومة و نتظاهر معها بأن الهدف هو نظافة الشوارع و تقوم بزرع صناديق القمامة الكبيرة قبيحة الشكل فى الشوارع ، لكنها فيما يبدو تنسى الاتفاق مع من يقوم بتفريغها ، ثم نقوم بالقاء القمامة بجانبها و حولها .
ويبدو أن معظم الناس يدرك هذه الحقيقة ، و اننى لم أكتشفها بل فقط لم أكن أعلمها ، بدليل أن الحكومة حين أعلنت قانون المرورالأخير ، و المفروض أن الهدف منه هو أمن المواطنين و تحسين المرور ، لم يفكر الناس و لو للحظة أن الهدف المعلن هو الهدف الحقيقى بل بدأوا يفكرون فى السبب الحقيقى ، فيظن البعض أن الهدف هو تحسين حصيلة المرور ، على أساس أن الناس تعتقد أن الهدف الأول للحكومة هو الجباية ، و يعتقد آخرون أن الهدف هو الترويج لبعض المنتجات مثل المثلث و الحقيبة الشهيرة .
بل ان الامر فيما أعتقد قد تتطور مع الحكومة كثيرا فبدأت تمارس نشاطها على الصعيد الخارجى ، تحاول باستماتة التظاهر بالديمقراطية فتقوم بعمل انتخابات رئاسية مرة ، و تسمح ببعض المظاهرات مرات أخرى ، و تصبح مصر شو كبير نقوم جميعا بالتمثيل فيه ..
مصر شو ...
حين فكرت وجدت أمثلة كثيرة ..
أحدث نفسي دائما ، و كثيرا ما أجد نفسي أكرر عنوان كتاب د.جلال أمين اللذى أحبه كثيرا " ماذا حدث للمصريين ....؟؟؟؟؟؟ "

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصر اتغيرت كتير اوى
عن مصر اللى عرفتها فى الابتدائى والاعدادى ويمكن شوية عن اول الثانوى
يعنى بداية من بعد معاهدة السلام والانفتاح وماصاحبهما .كتير من المفاهيم اللى اتربينا عليها لقيتها بتتهدم بالواقع الجديد زى برضه ماكتير من (التاريخ )وجدته مزيف لاما للاحسن(ابطال الثورة)لاما للاسوء ماقبل الثورة(العهد البائد كماكانوا يسمونه لنا فى كتب التربية الوطنية.

ام مصرية يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ..
مصر فعلا بتتغير لكن السؤال هى ليه بتتغير للأسوأ،
لازم نعرف علشان مانسيبهاش لأولادنا خرابة
ليه الناس فى مصر بقوم متطرفين فى كل حاجة فى الفقر و الغنى ، فى التدين وفى الانحلال و الفساد ، و عموما ليه قلة الضمير و السلبية بقت هى الاساس و العكس الناس تستغربه