الاثنين، 6 أبريل 2009

نظرية المؤامرة " 2009 "

كثيرا ما أجد نفسى أفكر مليا ، هل هناك فعلا مؤامرة ضدنا كمصريين يديرها العالم كله ،
و أنا لا أتسائل فقط لأن عندى ميول سياسية او لأننى أجد من الصعب التصديق بأن كل هذا الخراب الذى يحدث فى حياتنا فى مصر هو خراب عشوائى بدون تخطيط ، منظومة تعليمية يتم تخريبها عمدا يوم بعد يوم ، مبانى أثرية تتهدم ، القمامة تكاد تصبح معلما من معالم القاهرة التى لا يتوقف الناس عندها .
الواقع اننى أهتم لأن المؤامرة تمسنى شخصيا ، تمس صحة بناتى ، الطعام ملوث ، الهواء ملوث ، الماء ملوث، بناتى أخاف من تركهن فى أى مكان لأن الناس تغيرت و لم يعد من الآمن الثقة بأحد أيا كان .
أما أهم ما يتم تخريبه فهو العقل و القلب و الشخصية المصرية ، قرأت رواية جورج أورويل " 1984" لأول مرة و أنا فى المرحلة الثانوية على ما أتذكر لكننى وجدت نفسى أبحث عنها ثانيا بعد أن ذكرتنى بها مقالة فى أحد الجرائد اليومية ، و أخذت أعقد فى ذهنى بعض المقارنات.
الاعادة المستمرة لكتابة التاريخ ، فلا يعرف أحد ما الذى حدث فعلا ، و يختلط فى الأذهان العدو مع الصديق ، فلا نذكر لعرابى الا أن هزيمته هى التى أدت للاحتلال الانجليزى ، و لا لمصطفى باشا النحاس الا فساد زوجته السيدة زينب ،
و لا يعرف الناس ان كانت اسرائيل هى العدو ،ام ايران ، أم قطر أحيانا ....
فكرة اليانصيب أيضا ...أن ينشغل الناس بالامل فى النقود التى ستهبط عليهم من السماء ، بحيث يصبح هذا هو الحلم ، و لتذهب فكرة العمل و الكفاح و البيت الذى كنا سنبنيه طوبة ذهب و طوبة فضة بالكفاح و العمل الى الجحيم ..
هل يتذكر أحد أصلا هذه العبارات من فيلم الأيدى الناعمة ؟؟؟؟
الأفلام القديمة ، توفيق الحكيم ، الغيطانى ، الواقع اننى أعتقد ان أكثر ما تتضرر هو الثقافة المصرية ، التليفزيون المصرى العريق أصبح يغرق حتى أذنيه فى التفاهة ، حتى اذا أبعدنا المعيار الدينى ، لماذا تم ايقاف برنامج مثل نادى السينيما ؟؟؟ لماذا لا يوجد برنامج مثل برنامج الغيطانى الذى يذاع فى قناة دريم و الذى يتجول فيه فى الجمالية و الحسين و يدخل المساجد الأثرية على القنوات الأرضية .
هل يذكر أحد برنامج نادية صالح "زيارة لمكتبة فلان " ، هل مازال يذاع فى الراديو ، أنا مع الأسف لم أعد أملك الوقت لسماع الراديو و أتسائل لماذا لا يوجد برنامج مثله بالتلفزيون ؟؟؟
نتسائل كيف يمكن أن تفكر الامارات أو قطر ان بامكانها أن تحل محل مصر ، و لا ننتبه لأن أولادنا يتغنون باللبنانية ، و يشاهدون الكارتون باللغة الخليجية و ثقافتنا كلها فى مهب الريح ...
هل نتعرض لمؤامرة ؟1
هل نتآمر على أنفسنا دون أن نعلم ؟1
هل يتذكر أحد النكتة التى كانت تقول انهم امسكوا جاسوسا بريطانيا عاش لمدة ثلاثون عاما فى أحد المناصب الحساسة فى روسيا دون أن يكتشفه أحد،
حين سألوه عن السر أجاب بأن المطلوب منه كان سهلا و آمنا فكل ما كان عليه القيام به فى كل مرة يعرض أمامه أكثر من شخص للاختيار لأى منصب فعليه اختيار الأسوأ . ...
يا ترى فيكى ايه يا مصر ؟؟؟؟؟
----------------------
تحديث ...
-----
الأستاذ رضوان
الأخت العزيزة المجداوية :
-----------
مصر لم يتم احتلالها ثقافيا نهائيا بعد ، لكنها تلفظ أنفاس المقاومة الأخيرة ، مثل ريشه فى مهب رياح كثيرة تتعرض لغزو ثقافى من أكثر من اتجاه :
- غزو ثقافى استعمارى أمريكى يهودى مشترك و منظم و مسلح بمعرفة دقيقة لا تتوافر لأى مصرى عن أدق التفاصيل فى حياتنا " وهو ما بدأ يبدوا واضحا فى اتفاقات الجامعة الامريكية مع معاهد البحوث الأمريكية العسكرية مثل نمرو3 التى أثارتها جريدة المصرى اليوم مؤخرا ، و فى المراكز و الجمعيات الأهلية مثل مركز ابن خلدون الشهير، و فى دعم المنظمات التى تنادى ظاهريا بحقوق الأقليات ، مثل منظمات المرأة و المنظمات المسيحية و البهائيين "، و النشر التدريجى لأفكار كانت مستهجنة تماما ، ثم يتم تمريرها للناس تدريجيا مثل السم فى العسل ، مثل الملابس الضيقة ، الحجاب الذى نسميه بالحجاب السبانيش هو فى الواقع حجاب خاص بالراهبات اليهوديات ، حقوق الشواذ ، الفكرة الخاصة بالتركيز على السياحة ، و انها مستقبل مصر "كأن مصر هى اليونان أو البحرين"،
و يذهب البعض من المؤمنين بنظرية المؤامرة الى أن انتشار المظاهرات و الاضرابات فى مصر الآن قد يكون وراءه أصابع أمريكية و يهودية تقوم باستغلال المشاكل الداخلية فى مصر و دفع البسطاء لخلق حالةمن الفوضى يمكن أن تقود لثورة مثل الثورة البرتقالية فى أوكرانيا ...
- غزو خليجى ، أفكار متشددة و مستقاه من الواقع الخليجى عاد بها المصريون الذين عملوا طويلا فى الخليج ، و افكار أخري تعمل المملكة السعودية على نشرها بدأب عبر القنوات الفضائية ، و أغلبها أفكار متشددة تركز على فرضية النقاب ، و تنشر الفتاوي الدينية المتشددة بصرف النظر عن مدى مصداقيتها ، و تقوم بشحن الناس ضد ايران و ضد الشيعة عموما ، و أزعم أن قدر كبير من انتشار المعاملات السيئة للنساء فى مصر فى الشوارع ناتج من انتشار هذه الثقافة بنظرتها الضيقة للمرأة و التى تعتبر خروج المراة من بيتها عمل غير محترم يجعلها تستاهل كل ما يجرى لها.
غزو لبنانى ، أثر على السينيما و الفن المصرى عموما بتأثير سيءطبعا ، و أثر أيضاعلى أخلاق الناس و وجد رواجا خاصة مع انتشار فكرة تشجيع السياحة ..
و لكننى أجد ان كل هذه المحاولات للغزو لم تكن لتؤثر هذا التأثير لولا انها وجدت الهوية المصرية فى أضعف حالاتها ، حائرة تتخبط ، و تبحث عن بديل ، و هنا مصدر ضعفنا كمصريين الآن ، فاقد الشئ لا يعطيه ، و اذا كنا غير قادرين على تحديد هويتنا و الدفاع عنها فلا يجب أن نتعجب ، اذا حاول الآخرون أن يتقدموا ليشغلوا الأماكن الشاغرة التى تركناها ، اذا كنا غير قادرين على قيادة أنفسنا ، فكيف يمكن أن نقود العرب ؟؟
--------

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

أسعد الله أوقاتك يا أم مصرية
الحقيقة يشدني الى قراءة مدونتك ان معظم ما تكتبين يلقى بطريقة أو بأخرى صدى في نفسي، فمثلا موضوع نظرية المؤامرة هذا في رأي الشخصي هو ليس نظرية مؤامرة 2009 بل هو إمتداد لنظرية المؤامرة عبر عشرات بل أزعم مئات السنين أي منذ فجر الإسلام والمؤامرات الخفي منها والمعلن يحاك ضد العرب والمسلمين. لا أريد أن استرسل لان هناك من لا يصدق نظرية المؤامرة ويعتبرها شماعة يعلق عليها العاجز عجزه.
انا متفق معك في ما جاء في مقالك حيث أن هناك الكثير من الظواهر والشواهد على ما ذكرتيه خصوصا فيما يتعلق بمصر وأضيف الوطن العربي. وفي رأي أن دور مصر الرائد في كل شيء منذ فجر التاريخ قديمه وحديثه ومنذ بدء الدولة الإسلاميه ولمصر مكانتها ولا يمكن للدول التي ذكرتيها " لو سميناها مجازا دول" أن تأخذ دور مصر الرائد ولا تحل محلها. فالملاحظ أن ما يتم التخطيط له هو ضرب دور مصر وتحجيمه سواء بالقوة أو بالمؤامرة ونظريتها اللعينة التي أراها في كل تصرفات كثير من ابناء جلدتنا كعرب أو من الدول الأجنبية التي لا يخفى على أحد حقدها التاريخي على العروبة والإسلام وخصوصا دور مصر ورحم الله عبدالناصر وغيره من الشخصيات العربية والإسلاميه الذين كانوا وكان وجودهم تهديدا لمصالح الكثيرين من ابناء جلدتنا وهم معروفون والدول الأجنبة صاحبة الأجندة الخاصة بتدميرنا وصاحبة نظرية المؤامرة.
أشكرك مع التحية

مجداوية يقول...

السلام عليكم

وحشتني مواضيعك يا باشمهندسة ,,

الدول المحتلة يحدث لها أكثر من هذا فأنا أعتقد تماما أن مصر واقعة تحت الاحتلال من قوى استعمارية مصرية أجنبية معروفة فالدول التي لم يستطع الاحتلال احتلالها بالقوة العسكرية احتلها بالقوة السياسة والثقافية والاجتماعية ,,ان مرحلة المؤامرة كانت تمهيد لهذا الاحتلال فقد تلآمروا على احتلالنا ونجحوا ولأن شعب مصر لا يقبل أن يحتل وقاوم الاحتلال بكل ما لديه فقد تسللوا الينا عن طريق عقولنا وأرزاقنا وتعليمنا وأخلاقنا وثقافتنا وتقاليدنا ,,نحن محتلون بدون أن نرفع في وجه الاحتلال أى سلاح ولا حتى سلاح الدين فقد قهروه أيضا وأصبح الملتزم إما متخلفا أو ارهابيا
احتلونا بعناصر مصرية فاسدة وهم من سلموهم البلد سلميا بدون أى مقاومة

هذا التخريب المتعمد الذي ذكرتيه هو نتاج الأيدي الفاسدة التى شغلت الشعب في دوامة الرزق حتى لا ينتبه لما يحدث
وأغرقوا شبابنا في اليأس والمخدرات والغرائز حتى لاينهض ويدافع ومن له صوت بيخرسوه ويلجموه

أيدي الفساد لمصرية أصبحوا زبانية لشعبها خادمين لمحتليها

أوجعتني هذه التدوينة وأوجعت قلبي وأنا أتذكر مستقبل ابنتي معك وأنت تفكرين في بناتك ونحن نترك لهم هذا الارث الأسود وهذا الاحتلال المقيت

لابد أن نفيق ونعلم أننا محتلون وأن الفساد هو الضمان لهذا الاحتلال في الاستمرار

ولكن من يسمع
ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولعل الله يحدث أمرا

غير معرف يقول...

سيت أن أذكر أن كاتب التعليق الأول " غير معروف" هو رضوان
فقط للتنويه

مع الشكر

رضوان

ام مصرية يقول...

الأستاذ العزيز رضوان ، التعليق فى مدونتى يكاد يكون حق حصرى لك أنت و الأخت العزيزة مجداوية ، يعنى ما فيش لخبطة.

غير معرف يقول...

الأستاذة العزيزة أم مصرية
أحببت ان أضيف شيئا بسيطا على التحديث الذي ذكرتيه وهو ان ما ذكرتيه صحيح وأكد على كلامك ان مصر بدأت فعلا في فقدان جزء كبير من قيادتها للمنطقة عامة وللعرب خاصة وطبعا هذا يرجع الى عوامل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة. لفت انتباهي ما حدث منذ يومين من قيادة مايستروا يحمل الجنسية الإسرائيلية من ضمن عدة جنسيات يحملها، هذا الإسرائيلي اقتحم حصنا من أهم حصون الثقافة في مصر وأكيد بمساعدة ومباركة وزارة الثقافة وبدون تحديد اسماء، قاد اوركستراه وهي تعزف على خشبة مسرح الأوبرا والأنكى أنه لم يكتفي بالقيادة كما يفعل غيره من الموسيقيين بل انتهز المناسبة وألقى خطبة أعدت خصيصا لهذه المناسبة وضمن خطة مبرمجة للتطبيع
ولا حول ولا قوة الا بالله
ودمت بكل الخير مع تحياتي
رضوان

ام مصرية يقول...

مع الأسف عندك حق يا أستاذ رضوان ، و لا أعرف كيف شاركت أسماء معروفة مثل الكاتب جمال الغيطانى فى هذه المهزلة . فعلا لا حول و لا قوة الا بالله .

الربان يقول...

تحياتي

قادتني قدماي الي هذه المدونة الجميلة بالصدفة...ان شاء الله لن تكون الاخيرة.

في رأيي ...نعم مصر تتعرض لمؤامرات وليس مؤامرة واحدة....بل العالم الاسلامي ايضا يتعرض لمؤمرات...

حتي لا يكون كلامي مرسلا علي عواهنه...اعطي مثال لذلك:

- اسرائيل تراقب عن كثب مصر..و اجهضت
مشروع بناء القوة الصاروخية المصرية في الستينات..( القاهر و الظافر و الناصر ) تتبعت الخبراء الالمان في مصر بطرود مفخخه...و ارهبتهم...و انتهي الحلم المصري بعودة الالمان الي بلادهم.

- اسرائيل تجهض اي تقدم علمي مصري في مجال الذرة...بدءً باغتيال العلماء مثل العالمة المصرية التي اغتيلت في الولايات المتحدة قبل عودتها مباشرة...
و الدكتور طارق المشد الذي اغتيل في باريس...اثناء مساعدته للعراق. فهي لا تريد بناء كوادر مصرية علمية في هذا المجال. بل اننا لا نمتلك مفاعل نووي
حديث...

- اسرائيل وراء الاحداث في اثيوبيا و منابع النيل...و الصومال و اريتريا....

بالنسبة للعالم الاسلامي...كل تقنيات التصنيع الحديثة محروم منها الدول الاسلامية..او ما يسمي "know how "..
كل ما يمكن تقديمة هو ترخيص للتجميع او
تصنيع كامل...

البرامج الحديثة المتطورة للحاسبات الالية ممنوعه.....

ما حدث في العراق...و فلسطين و افغانستان....اليس هذا مؤامرة...

ارجو الا اكون اثقلت عليك بالحديث...و اكتفي بهذا القدر....


تحياتي و تقديري

غير معرف يقول...

ام مصرية
ارجو ان تكوني بخير
لم استطع التعليق على البوست الأخير لحظات يائسة لعدم وجود مكان او رابط للتعليق
ماذا حدث؟
مع التحية

رضوان

ام مصرية يقول...

أستاذ رضوان ..
الحمد لله انا بخير . التعليقات كانت مغلقة لعدم التعليق على ركاكة الشعر ..