تمر بى أحيانا أيام من الملل و اليأس تجعلني غير قادرة لا على العمل و لا القراءة و لا الكتابة ، أفتح الكمبيوتر فأشعر بأن الصفحات البيضاء تتحداني و أن الكتابة هي عبء لا أستطيع احتماله .
لماذا نكتب إذا لم يكن أحد يقرأ ؟؟
لماذا نصرخ إذا لم يكن هناك من مجيب .؟؟؟
حين بدأت العمل كنت أتعجب جدا من الذين يقولون أنهم يتركون العمل و مشاكله عند باب المصنع ، هؤلاء حقا أشخاص محظوظون ، أما أنا فمن هؤلاء البشر الذين تتشكل حياتهم من غابة من الفوضى غير الخلاقة يمتزج داخلها العمل مع الطبيخ مع الأولاد مع زوجي و أبى و أمي و عائلتي كلها .
كيف يمكن أن أنهض في الصباح و أذهب الى العمل ، واستحضر داخلي كلمات الميثاق " العمل شرف ، العمل عبادة ، العمل حياة " ، حين تكون إحدى افراد عائلتي فى صراع مرير مع السرطان ، تصارع المرض و جهل الأطباء ، و قلة الرحمة في المستشفيات .
ندعو الله أن يأخذ بيدها و يشفيها و ينتقم ممن سمحوا بدخول المبيدات المسرطنة الى مصر ، و حولوا الغذاء الذى يفترض به أن يكون مصدر قوتنا الى مصدر للمرض يهددنا .
كنت انوي الكتابة عما يحدث فى القدس ، كيف يتغلغل اليهود فى القدس رويدا رويدا ، فترتفع كنيسة الخراب ليتوارى خلفها مسجد قبة الصخرة من الهوان الذى يحيا فيه معنا ، على من نراهن الآن ، على الطلبة الغاضبين فى الجامعات ، أو الفلسطينيين المقهورين فى اسرائيل ، أو عرب 48 ، أم نراهن على البرادعى ؟؟؟؟؟
أتمنى أن أجد تحليلا للشخصية المصرية لأعلم منه لماذا دائما تبحث عن المخلص ، عن الفرعون ، عن المستبد العادل ، لماذا لا نبحث داخل أنفسنا ؟؟؟
هل حقا يمكن لشخص واحد اى كان أن يخرج بمصر مما هى فيه ، ,,,
و لماذا لا يفكر كل واحد ان يبدأ بنفسه فقط .
حين أنظر لمصر الآن أجد أن الفوضى التي تملأ عقلي هي ما يملأ عقل مصر فوضى غير خلاقة ( أم هي إرهاصات لمجتمع خلاق )،
أشخاص غاضبون يطالبون بزيادة في المرتبات ، و رجال أعمال يلعبون بالملايين و يعيشون فى كمباوندات بعيدة ، و عشوائيات فقيرة ، متطرفون دينيون ، و أشخاص غريبي الأطوار يحظون بالاحترام و بمنابر إعلامية تتيح لهم الطعن فى الدين ، دولة ينص دستورها على أن الدين الإسلامي هو الدين الرسمي للدولة ، ثم تمنح جائزة لمفكر مثل سيد القمنى ، يرى أن القرآن نص تاريخي قابل للأخذ و الرد ( هذا على قدر فهمي)
نفس هذه الدولة تمنع المحجبات من الظهور في إعلامها الرسمي ، و تحتفي بالممثلات و الراقصات ،
يبكى الناس من الفقر ، و يقترضون لشراء أجهزة المحمول الثمينة ، و كم ذا بمصر من متناقضات ...
فوضى غير خلاقة ، أم ارهاصات لبداية جديدة !!!!
لا أعلم ....
هناك 6 تعليقات:
لسيدة المحترمة جدا أم مصرية
همنا كبير في مصر في فلسطين في اي قطر من اقطار وطننا العربي. وكما قال أمير الشعراء رحمه الله في قصيدته نكبة دمشق
" كلنا في الهم شرق " من حق العرب والمصريين أن يتحسروا على هيبة العروبة ودورها، لأنّ مصر والعرب أصبحوا جميعاً غثاء كغثاء السيل عاجزين عن الوقوف وحماية مصالحهم الوطنية والإقليمية ،الإستراتيجية والأمنية، وكذلك في صوغ المرحلة الإقليمية وحساباتها!
لنا الله .
وارجو ان تخرجي من هذه الحالة سريعا وتعودي الى اهلك وعملك وقراؤك وانت قوية وكبيرة وفي النهاية لا يصح الا الصحيح مهما اظلمت وطال ليلها.
ودمت بخير وارجو ان لا يطول غيابك ونقرأ لك قريبا جدا
مع تقديري واحترامي
رضوان
المشكلة اننى لست الوحيدة التى تحيا الفوضى ، البلد كلها تحيا الفوضى ، و هذا ما يقلق ، لم يعد هناك ما يمكن وصفه بالمجتمع المصرى ، أو الوطن االعربى ، و لكن مجموعات متنافرة تسير فى اتجاهات متضادة ، لكى نتمكن من تحرير القدس ، أو من التقدم العلمى ، أو لكى يصل أى مجتمع لأى انجاز لابد من رؤية موحدة ، أو اتجاه عام ، أو هدف يتوحد حوله الجميع ، و رباط عميق يجمعهم ، وهذا للأسف ما أصبحنا نفتقده .
المشكلة اننى لست الوحيدة التى تحيا الفوضى ، البلد كلها تحيا الفوضى ، و هذا ما يقلق ، لم يعد هناك ما يمكن وصفه بالمجتمع المصرى ، أو الوطن االعربى ، و لكن مجموعات متنافرة تسير فى اتجاهات متضادة ، لكى نتمكن من تحرير القدس ، أو من التقدم العلمى ، أو لكى يصل أى مجتمع لأى انجاز لابد من رؤية موحدة ، أو اتجاه عام ، أو هدف يتوحد حوله الجميع ، و رباط عميق يجمعهم ، وهذا للأسف ما أصبحنا نفتقده .
على فكرة شكرا على قصيدة أحمد فؤاد نجم ...
موافق ، على أن اننا جميعا في اقطار الوطن العربي نحيا الفوضى، الم تشاهدي وتقرأي عن مؤتمر القمة في سرت ، هذا هو الحال ان لم يكن هناك هدف يجمعنا بل أقول هناك هدف ولكن صراعاتنا ومصالحنا الشخصية كرؤساء دول طغت على المصلحة العامة وايضا والأهم هو عدم وجود كبير نلتف حوله، اذ نرى مع غياب الكبير كل الصغار تأسدوا ونبتت لهم انياب فقط لنهش لحوم بعضهم البعض، رحم الله هذه الأمة ورحم الله رجلا كان يوما ما كبيرها والمعنى في بطن الشاعر
ودمت بخير
رضوان
عبرتى بمنتهى الروعه و الجديه عن أحزال الشخصيه المصريه و التاناقضات المرعبه النى نمر بها الأن و و أتسائل معكى أختى الكريمه .. كيف سنخرج من هذه الدوامه القاتله .. أيضا أتسائل وسط حيرتى هل نحن الأن أفضل أم من فتره سبقت .. أحيانا أشعر أن السبب الرئيسى أن هناك أحد كان كل همه أن يدخل المظهر الاسلامى على الشخصيه المصريه دون الحفاظ على جوهر ديننا بل و ربما قصدت يد خفيه أن تشوهه و تتلاعب بعقول شبابنا .. أحزن كثيرا حين أرى أحدى صديقاتى تشكو لى أن بناتها لايصلون و أنا اراهم محجبات وجدتنى اسألها علمتيهم الصلاه قبل ما تلبسيهم الحجاب قالت لى أبوهم كان كل همه شكلهم أدام الناس .. أهتم بالمظهر و عمل حساب الناس و نسى هو و أمهم أن يغرسوا قيم و جمال ديننا بهم .. ربنا يرحمنا برحمته من زمن غريب مرير لا أحد يعلم الى اين نحن ماضين به
اعتذر للاطاله .. تحياتى لكى
إرسال تعليق