الثلاثاء، 25 يناير 2011

متى يكون الموت جريمة ... متى يكون انتحارا ... ومتى يكون قضاء و قدر ....



لم يكن العام الماضى من  أفضل الأعوام التى مرت على فى حياتى  ، فقدت عائلتى خالتى الصغري بعد صراع يائس مع السرطان استمر لمدة عامين ، كانت عزيزه على قلوبنا و لا أتوقف عن التفكير فيها ، كانت مميزة جدا ، تحملت أقدارها بشجاعة شديدة ، و صبر نادر ، و حفر غيابها خطوطا عميقة فى قلوب العائلة و ليس فقط أبنائها و زوجها ، فقدت عائلة زوجى أيضا سيدة فاضلة جدا كان يعتبرها و أخوته بمثابة الأم لهم لوفاة والدته المبكرة و كانت بناتى متعلقات بها جدا ،و أيضا كان السرطان هو السبب ، و الغريب أنها أصيبت بسرطان الرئة ، مع أنها لا هى و لا أى فرد فى عائلة زوجى من المدخنين ، ويفترض أن يكون هذا هو سبب سرطان الرئة ، و حين كانت خالتى مريضة قرأنا كثيرا كلنا عن السرطان ، عن علاقته بالغذاء الملوث و الماء الملوث و عن كيفبة محاربته بالغذاء الصحى، و لكن أين نجد الغذاء الصحى ، اذا كان ما يمكن أن يكون هو الدواء أصبح هو الداء ، فكيف يكون الشفاء !!
العام الماض أيضا اضطررت  للتوقف عن محاولتى لنيل درجة الماجستر ، السبب المعلن كان ضيق الوقت و الظروف ، لكننى فى داخلى أعلم أننى أصبت بنوع من الاكتئاب العميق و فقد الرغبة ، و حين أصبعت مستعدة للمواصلة كان الوقت قد فات ..
يقولون عن السرطان أنه ليس مرضا لكنه نوع من الخلل الجينى للخلايا ، أو نوع من الجنون الذي يصيب الخلايا ، وأن الاصابة به قضاء وقدر و امتحان من الله ، لكن ما أصابنى حقا بالاكتئاب هو اننى لم أرى ما يحدث على أنه قضاء و قدر  ، حين تصدمك سيارة لأن عجلة القيادة اختلت بلا سبب فى أيدى القائد فهذا قضاء و قدر ، اذا كان السائق يقود برعونة أو مخمور فهذه جريمة يجب أن يعاقب عليها ،حين ينتشر المرض فى شعب بسبب التلوث و المبيدات المسرطنة و الغذاء الفاسد فهذه جريمة  ، خاصة اذا نظرنا الى حال المستشفييات فى مصر حتى الخاصة منها ، و لقد رأيت عددا لا بأس به منها فى العامين الآخريين .، بداية من مستشفى عين شمس الى مركز الطب العالمى على طريق السويس،مبانى بلا ادراة طبية حقيقية الداخل اليها مشكوك فى أمر خروجه و الخارج منها مولود من جديد، و هذا هو حال الطب فى مصر ،
اعتدت دوما أن أقول أننى اعتبر نفسى و أسرتى من بقايا الطبقة المتوسطة فى مصر ، لا أستطيع القول اننا نعانى الجوع أو اننا لا نجد مانرتديه ، لكن هل ما نأكله لن يصيبنا بالمرض ؟؟؟ لا أستطيع الجزم ، أسكن فى مصر الجديدة لكن هل أشرب مياه نظيفة ! لا أستطيع الجزم ،هل أعتبر نفسى من قاطنى المناطق الراقية ، يتوقف هذا على تعريف المناطق الراقية ، فرصيف المترو الذى يمر بالشارع لا يخلو أبدا من أكوام القمامة ، و لا اعتبر هذا مؤشرا على الرقى ، حتى المدرسة التى تذهب اليها بناتى لم أعد أشعر بالأمان تجاهها لأنها مدرسة قومية  ، و.وزير التعليم على مايبدو مهتم حدا بتحويل المدارس القومية الى تجريبية .
الخلاصة اننى اشعر بالعجز و الشلل ، افراد عائلتى يقتلون و لا يوجد من يأخذ بثأرهم ، و  مصر كلها مثل سيارة بدون سائق و بدون كتالوج و بدون بوصلة و لا بصيص نور .
لماذا اكتب هذ الكلام و غذا هو يوم الغضب كما أسمته أحزاب المعارض ،لا أعرف ، 
فالحقيقة اننى لا أعتزم النزول الى الطريق غدا ، ليس فقط خوفا على نفسى و بناتى ، و لكن لأننى لا أريد  ،ربما  كنت أتمنى لو كنت أصغر قليلا و أكثر حرية كتيرا مما يجعل من  مشاركتى أمر أسهل، لكننى أيضا أخشى العنف و الفوضى.
و النتيجة اننى ما زلت فى حالة شلل ،
 قهل ستتغير الأمور بعد الغد ؟؟؟؟؟
أتمنى 


ليست هناك تعليقات: