غدا من المفروض ان تكون الدراسة قد بدأت فى معظم مدارس مصر ، و بالطبع تزامنت بداية العام الدراسى الجديد مع دعوات لاعتصام المدرسين من أجل تحسين العملية التعليمية كما يقولون ، و هى فى رأ يى مثل كثير مما يقال هذه الأيام ، كلمة حق يراد بها باطل .
يبدأ الحل لكثير من مشاكل مصر فى رأيي بتحسين النظام التعليمى ، لكننى لا أرى أن الحل يمكن أن يأتى من خلال الاعتصامات ، و لا فقط من تطوير المناهج ، و رفع مرتبات المدرسين ، الذى يعتمد معظم المضربين عن العمل منهم على اعطاء الدروس الخصوصية ، و لكن يبدأ الحل من الاهتمام بتدريب هؤلاء المدرسين على المناهج المطورة و أساليب التعليم الحديثة التى لا يجيدونها فى معظم الأحوال ، ثم يجب علاج أولياء الأمور من ادمان الدروس الخصوصية ( كنت أشاهد العاشرة مساء و كانت هناك صحفية لطيفة حضرت كولية أمر لطالب فى الصف الثانى الابتدائي ، و لم تجد غضاضة فى ذكر انها حجزت لابنها درس خصوصى ، و السبب كما تقول ان المناهج صعبة جدا !!!! ( تانية ابتدائي )).
ما يكاد يصيبنى بالجنون فى حالة الفوضى التى نحياها فى مصر هو ان كثيرمن المثقفين أو المتعلمين و أخيرا المعلمين ، يتصرفون أسوأ من البلطجية ، و يـأخذون من الحرية أسوأ ما فيها ، و بتناسون انه لا وجود للحرية المطلقة ، و بصفتى موظفة شبه حكومية لا يزيد مرتبى كثيرا عن مرتباتهم التى ارتفعت بعد تطبيق الكادر عليهم ، أتسائل كثير ، الأ يفكرون ماذا سيحدث اذا توقفنا جميعا عن العمل ؟؟ اليس من البلطجة التوقف عن العمل من أجل زيادة الراتب دون النظر لتأثير هذه الاضراب على السنة الدراسية ، و على الطلاب عموما ككل ؟
ماذا لو لم اعتصم ، هل ستقوم الدولة بمكافأة الذين اعتصموا برفع رواتبهم و نبقى نحن معنا الله ؟؟؟
ما الغرض من هذه الاعتصامات ؟؟؟
ألم يخطر ببال المعلمين و غيرهم من المعتصمين و المضربين ان الطريق الأفضل ربما كان انتظار اانتخابات مجل الشعب ، حيث يمكن دراسة ما كان اقترحه د . سمير رضوان من اعادة هيكلة كل مرتبات الموظفين فى الدولة !
هل هذه هى الديمقراطية !!
المدة التى مضت منذ الثورة كانت فترة منهكة جدا للدولة ، و ما زالت مصر فى حالة من عدم الاتزان ، فهل ينقصها اعتصام المعلمين ...
بصراحة ...
شئ لا يصدقه عقل ....
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
هذا يطبق المثل القائل كانت في جرة وطلعت لبره بمعنى أننا صمتنا عشرات السنين على القهر والذل والغبن صمت النعاج وفجأة سمح بالكلام فانفجر الكلام المحبوس مرة واحدة , عملية ترشيد المطالب والإعتصامات تحتاج إلى رشد ونحن فقدنا رشدنا بعد أن فقدنا كرامتنا لعشرات السنين
أحيانا أفسر هذه الفوضى العارمة والتخبط بسبب الحرمان فنحن حرمنا وقبلنا أن نحرم من كل حقوق الإنسان البسيطة والبديهية
نعذرهم ؟ لابد أن نعذرهم فالمحروم عندما يجد ما حرم منه متاح ينهل منه دون وعى ودون تفكير
ننتقدهم ونعنفهم؟ لا بد أن ننتقدهم ونعنفهم ونقول لهم أن هذا خطأ وأنه لم يأت بعد أوان الأخذ بل يجب أن نكفر أولا عن ذنب الصمت الخانع بالعمل الجاد وانكار النفس
هو حوَل بالتأكيد لأن ما كان يجب أن يطالب به النظام السابق ويعمل له الإعتصامات لم يحدث وحدث الآن بعد أن ذهب النظام أو هكذا نتصور !
هؤلاء هم أنفسهم المتسببين في الفوضى وهم المتكالبين دائما لانتهاز الفرص ولم يتعبوا في هذه الثورة ولم يذهبوا إلى أى ميدان بل قد تجديهم لم يؤيدوها ولكنهم اصحاب ثورة موازية اسمها ثورة المحرومين وهذه الثورة لا عقل لها
نسأل الله السلامة
تفسيرك دقيق جدا ... و فعلا عدد كبير من الاعتصامات و الاضرابات فاقد للرشد ، و ليس له مبرر الآن ، و فى كثير من الأحوال أجد نفسى أردد فى عقلى ، اليس فيكم من رشيد !!!!
إرسال تعليق