السبت، 29 سبتمبر 2012

الحرية .... الحرية




كان هناك كاتب يكتب فى الصفحة الثانية لأهرام الجمعة تحت عنوان فى الميزان ، هو أشرف عبد المنعم ، اختفى عموده منذ اسبوعين من الأهرام فى هدوء ، ربما لأنه لم يكن من الكتاب المشهورين ، كان يكتب عن الفن و يحارب فساد الذوق قبل الثورة ، و كان يكتب أيضا عن الفن و الحياة و السياسة بعد الثورة ، و كنت أنتظر عموده كل اسبوع لأقرأ رأيا يحكمه العقل معظم الأحيان  ، و لكن لأنه لم يكن معروفا فربما لم ينتبه الكثيرون لاختفاء العمود من مكانه و استبداله بتفاهات  ، و لكن هل لم ينتبه أحد لاختفاء مقال ابراهيم حجازى فى دائرة الضوء !!!  لا أعتقد ...لكن من انتبهوا اختاروا التجاهل ، كأنها مشكله شخصية لمن تم حجبهم .

لا شك اننى اصبحت عاجزة و حائرة عن فهم مفهوم الحرية بعد الثورة ...

يمارس الالتراس مع احترامى لكال مطالبهم المشروعة و غير المشروعة بلطجة منظمة تحت عين الدولة و الأمن و لا يجروء احد من الأصوات التى لم تدافع عن حرية كاتب مثل ابراهيم حجازى فى التصدى صراحة لهذه البلطجة ، بل يبرر الجميع ما يحدث ، و يتبارون فى الدفاع عنهم لأنهم يطالبون بحق الشهداء ، فاذا سألته مثلا و لماذا لا يمتنع هو عن الذهاب الى عمله  و يتحمل توقف راتبه حتى يأتى ما يعتقد انه حق الشهداء  و يخبرنا كيف سيعول اسرته فلن تجد جواب ، المشكلة ليست مجرد لعبة ، هناك بشر حقيقيون يعيشون من هذه اللعبة ، عمال و مدربين و لاعبين و اعلاميين ، فهل عند الالتراس اعمال بديله لهم !!

الستينيات و ما ادراك ما الستينيات ... تأتى ذكرى عبد الناصر و الفضائيات تملا بحكايات عن المشير عبد الحكيم عامر ، و كيف كان رجلا حكيما ،  و عسكريا لا يشق له غبار ، و كيف كان عبد الناصر مسئولا عن الهزيمة و قتل عبد الحكيم عامر حتى لا يفضحه ، حتى ان احدى الصحف الصفراء ادعت ان عبدالناصر أرسل الفريق فوزى و عبد المنعم رياض لقتله و ان عبد الحكيم عامر دافع عن نفسه بشومة ، كاريكاتير اسود لا يستحق الرد ،،،

بلاغات و راء بلاغات و تحقيقات بالجملة بهدف ادانة  الفريق احمد شفيق ، حتى و لو كان الثمن وضع اربعة أو خمسة من أبطال حرب اكتوبر فى السجن ، لا يهم ، المهم ادانة الفريق أحمد شفيق الذى تجرأ ووقف ضد الاخوان فى الانتخابات ، ام ان الهدف هو الانتقم من أبطال الحرب ، و تشويه رموز الجيش !!!

حق التظاهر و الاعتصم مكفول للجميع ... تتعطل المصانع ، يتوقف الانتاج ، لا يهم ... ورفع الأحذيه فى وجه الجميع هو تعبير سلمى ليس به اى قلة ادب أو عدم احترام الا لو كان لأحد رموز الجماعة ، فالأمر اذاك سيختلف ... مثلما كان الجرافيتى مقبولا و كان احد فنون الثورة ، ثم اصبح تشويها للجدران و تمت ازالته بمنتهى الكفاءة  ...

 نحن فى مرحلة انتقالية  نتمنى ان تنتهى بنظام افضل مما سبق ، لكنها مرحلة دقيقة ، كل ما سنفعله سيؤثر على مستقبل أولادنا .. فهل نسير فى الطريق الصحيح !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات: