الواقع اننى ترددت كثيرا فى كتابة هذه المدونة ، فبعد أن قرأت المدونة الخاصة بالمجداوية و التى أحترمها جدا ، و التعليقت التى تلتها عن موضوع عمل المرأة ، اكتشفت ان التعليقات التى جاءت على المدونة ضايقتنى أكثلا من المدونة نفسها ، احدى التعليقات مليئة بالشكر للأم التى فضلت البيت على العمل ، أنا أمى كانت امرأة عاملة ، و لم يقلل هذا من حبى ، و تقديرى ، لها ، أطال الله فى عمرها و أمدها بالصحة يا رب .
التعليق الآخر كان يساوي بين هدى شعراوي و ايناس الدغيدى ، ولا أخفى أننى وجدت هذا صادما جدا ، فهدى شعراوى من رواد الحركة الوطنية المصرية ، كان لها دور مشرف فى ثورة 1919 ، و فى الوقوف بحانب طلعت حرب أثناء تأسيس بنك مصر ، و من المدافعات عن حق المرأة فى التعليم و حقها فى اختيار من تتزوجه 0 و هى بالمناسبة من الحقوق التى كفلها لها الشرع، فهل يعقل أن تتساوى مع ايناس دغيدى و اقبال بركة ، و نوال السعداوى ، و غيرهن ممن يهاجمن ما هو معلوم من الدين ، مثل الحجاب ، و لا يؤخذ على السيدة هدى شعراوى الا دعوتها ضد تعدد الزوجات ، و هناك كثيرا من الفقاء الذين يجيزون أن تشترط المرأة في عقد الزواج على زوجها الا يتزوج بغيرها ، و النى صلي الله عليه و سلم حين أراد سيدنا على استئذانه فى الزواج على السيدة فاطمة صعد الى المنبر ، و قال فوالله لا آذن ، ثم لاآذن .
ثم اننى أتعجب من الذين يربطون كل الفضائل بالنقاب ، أو حتى الحجاب ، هل يمنحون صكوك للغفران حسب المظهر ؟؟؟
جائتنى ابنتى يوما من المدرسة و سألتنى ، هل طنط ( 00000 ) سوف تدخل الى النار ؟ سألتها لماذا ، أجابت بأن الميس قالت لهم بأن أى واحدة غير محجبة سوف تدخل الى النار ، فأجبت ان الدنيا تشبه امتحان كبير الذي ينجح به سوف يدخل الى الجنة ، و الراسب سوف يدخل الى النار، وهناك أسئلة اجبارية هى الفروض ، و أسئلة اختيارية هى السنن و النوافل ،البعض قد يخطأ أخطاء قاتلة ( أثناء الدراسة كانوا يقولون Fatal Mistake وفى الفقه يطلقون عليها الكبائر) ، لكننا جميعا لن نعرف النتيجة الا يوم الحساب ، و ليس منا من لديه نموذج للاجابة ،و الحجاب هو سؤال اجبارى ، لكن عدم اجابته لا تعنى بالضرورة دخول النار ، فالممتحن هو الله ، و المصحح هو الله ، و هو وحده الذي يعلم من سيدخل الجنة ممن سيدخل النار ...
أما حكاية أمينة ، و ليلى ، فأنا لست ليلى و لا أمينة لأن كلتاهما كانت مقهورة ، أمينة كانت راضية لأنها لم يكن بيدها ألا ترضى ، فلا مفر أمامها ، و ليلى لم تكت قادرة على رفض من لا تريد زوجا ، و هذا من أبسط الحقوق الشرعية التى كفلها لها الاسلام .
دولتنا الاسلامية المحترمة أصبحت دولة مستهلكة لا تنتج أي شئ ذو قيمة ، و فى حاجة لأي أيدى عاملة من البيت أو خارجه .
عموما ، أذا كان و لابد فاننى أتمنى أن أكون مثل السيده أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين ، السيدة رفيدة أول طبيبة فى الاسلام ، الشفاء بنت عبد الله المخزومية أول قاضية فى الاسلام، اإ نصارية الشجاعة نسيبة بنت كعب التى أصيبت وهى تدافع عن النبى فى غزوة أحد مع القلة التى صمدت حوله ، أو غيرهن من المسلمات الأوائل االلاتى شاركن فى تأسيس الدولة الاسلامية دون أن يجدن من يقول انهن آثمات ...