الاثنين، 19 يناير 2009

خواطر مصرية مجروحة


مر اليوم الثانى و العشرين للحرب على غزة ، أعلن اولمرت وقف اطلاق النار من جانب واحد ، و ان كنت لا أثق فى تعهدات الصهاينة ، و اعتبرت حماس هذا الاعلان بمثابة هزيمة ، وأتى على ما أعتقد وقت الحساب .
تظهرالأزمات معادن الرجال ، و الشعوب ، و الحكومات أيضا ..

النيران التى أندلعت فى غزة أضاءت على واقع عربى مرير ، و ملئ بالمهانة و الذل و التشرذم ، لكن أكثر ما آلمنى شخصيا هو الهجوم على مصر ، و تأليب الشعوب العربية عليها .


آلمنى أيضا الشعور بأن مصر لم تقم بما كان يجب عليها لدعم الفلسطينيين المحاصرين فى غزة ، وهذا ما لا يمكن انكاره ، كنت ،و كان عدد لا بأس به من المصريين يتمنون لو قطعت مصر امدادات الغاز الواصلة الى اسرائيل ، ولو تحججا بحكم المحكمة الادارية ، و اعتقد ان هذا كان هو التصرف الوحيد الصحيح .

تمنيت لو سمعت رد صريح من القيادة المصرية، حول هل كانوا يعلمون أم لا يعلمون ، لماذا لم يغضبوا مثل تركيا ، و يقولوا انهم خدعوا ؟؟؟؟؟
تكون مصيبة لو كانوا لم يخدعوا !!!!!!!!!!



لكننى لم أصدق حين قرأت أن اليمنين هاجموا القنصلية المصرية فى عدن و رفعوا العلم الفلسطينى عليها ، عشت ثلاث سنوات فى اليمن فى مدينة الحديدة و هم شعب طيب ،و كانوا يحبون مصر و عبد الناصر بالأخص ربما أكثر من بعض المصريين ، و اليمن هى التى بعث عبد الناصر بجيشه ليحررها من حكم الامام أحمد الذى كان يحكم اليمن بالحديد و النار و أبقي اليمنيين فى جهل لا يوصف ليتمكن من البقاء فى الحكم ، و يكفى أن أقول ان المدن كان لها مفاتيح تغلق بالليل ، و انه كان يطلى جسده بالفسفور و يظهر ليلا للبسطاء من الشعب ليوهمه بألوهيته ، و ان هذا كان يحدث فى القرن العشرين ، و يعتقد الكثيريين أن حرب اليمن من الأسباب الرئيسية لاضعاف القوة العسكرية المصرية مم أدى للهزيمة فى 67 .
انا لا أقصد المن على اليمن ، فاليمن أيضا وقفت جانب مصر فى حرب 73 ، و أستجابت للسادات ، وأغلقت باب المندب ، لكننى فقط لا أستطيع أن أعلم لم تم هذا التحول ، وكيف تم ؟؟؟؟؟



ثم يأتى السيد نصر الله – الذى كنت أحترمه كثيرا -، و دعوته الجماهير المصرية لفتح معبر رفح بالقوة ، ومع انننى كنت أتمنى لو استطاعت مصر أن تتخذ موقف أقوى مما اتخذته ، و مع شعورى الشديد بالعار ، فاننى ممن يرون أن قضية المعبر أخذت أكثر من حجمها وتم استخدامها لشحن الشعوب العربية على مصر ، قالواقع ان المعبر كان يفتح و يغلق لامرار المساعدات بالتنسيق مع اسرائيل –لأنها شئنا أم أبينا قادرة فى حالة عدم التنسيق معها على ضرب المساعدات لحظة دخولها من البوابة ( وربما قبل الدخول ). الجانب الدينى الذى كنت أتمنى أن أعرف رأى السيد حسن نصر الله كثيرا فيه أوليس الدين يمنع المسلمين من الخروج على ولى الأمر ماشهد أن لا اله الا الله ، و أن محمد رسول الله و أقام صلاة الجمعة ؟؟؟

أكثر من سقط من نظرى السيد مهدي عاكف الذى ظهر على شاشة الجزيرة بعد ساعات قليلة من اعلان مبارك لمبادرتة الغريبة ليقول انه لا يعلم ماهى بنود المبادرة المصرية لكنه يرفضها لأنه ما دامت مصر هى التى عرضتها فهذا يعنى انها لمصلحة اسرائيل .
يرفض عقلى اتهام مبارك بالخيانة و العمالة ، أتهمه فى داخلى بالجبن و أتذكر عبارة أمل دنقل عن العنكبوت الذى يذل أعناق الرجال .


وان كنت لا أفهم لماذا ظهر دائما ضاحكا طوال الأزمة ، هل تيبس وجهه مع تقدم السن ؟؟؟


أم انه يضحك على أساس أن شر البلية ما يضحك !!!


أولم ير حاكم قطر الذى وصل للحكم على جثة أبيه وهو يحوقل


ويتهمه و السعودية ضمنا برشوة الصومال حتى تسحب موافقتها على القمة ؟؟؟


الحقيقة ان العرب وصلوا للقاع فى هذه الأزمة ،أربع قمم عربية للاعلان الرسمي عن عجزنا عن اتخاذ أى قرار .


لكننى و أكثر من كل شئ ، أرى الخيانه هى أن تهاجم مصر فى قناة أعتبرها و يعتبرها الكثيريين مثلى قناة متحيزة و مشبوهة أو فلنقل بأدب لها أجندة مضادة للأجندة المصرية و القومية .
مثل البيان الذى وقعته مجموعة من العلماء منهم الدكتور وجدى غنيم المصرى ، ثم ظهر أحدهم على الجزيرة ليقول انهم يقولون كلمة حق فى وجه سلطان جائر ، و أنا أتسائل لماذا تكون كلمة الحق دائما أسهل اذا كنت خارج مصر ..
حتى هيكل هاجم مصر !!!!!!
حتى الحروب التى خاضتها مصر سفهوها ، و أصبحنا نحن من أضاع فلسطين .....


نقطة النور الوحيدة كانت الأطباء المصريين الذين عبورا الحدود ، و على رأسم الدكتور محمد غنيم ، فعلا ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، تمنيت فعلا لو كنت طبيبة ، شعرت أنهم وحدهم الذين جاهدوا من المصريين .



هذه التدوينة طالت أكثر مما قدرت ، و مازال فى قلبى و عقلى الكثير مما أشعر به ، لكننى أشعر بأن هذا يكفى الآن ، و ان أحدا لن يصل فى القراءة حتى لهذه السطور ...

أما ما جعلنى أشعر بالهوان فهو تجاهل الاعلام و الدولة لسقوط الصواريخ و الشظايا و 4 من الجرحى فى رفح المصرية .

اعلاميون قلائل لم يسقطوا من نظرى أثناء هذه الحرب ، منهم المسلمى فى برنامجه الطبعة الأولى ، و كأنه يشعر بالألم ، و الاختناق الذى كنت أشعر به ، ظل يومين يذيع خطاب عبد الناصر فى السودان ، و يجلل صوته و هو يقول ارفع رأسك يا أخى ، و أحاول رفع رأسى ، لكنى و للأسف لا أستطيع !!


هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

أم مصريه
اتفق معك في كل ما جاء في مدونتك وانا الآن احوقل لما وصل اليه حال العرب واقول كل الحكام وانحني تقديرا ومحبة لدور مصر شعبا وشعبا وشعبا بما فيهم الاطباء والبسطاء من المسحوقين الذين يجوبون المحافظات تظاهرا ومسيرات للتضامن مع غزة ويتبرعون بالقليل الذي لديهم وهذا جهاد ما بعده جهاد
احترم قلمك واقرك وشكرا للمسلماني الذي يذيع من برنامجه الطبعة الاولى جملة عبدالناصر الشهيرة ارفع رأسك يا اخي
مع كل التقدير لمصر الشعب الاصيل التوأم الحقيقي والنقي لفلسطين
انت اطلت في المدونه ولكنك كنت كما يجب ان تكون الام المصرية العربية الابيه
شكرا والف شكر
رضوان

ام مصرية يقول...

أنا أيضا شاكرة ليك ، غزة كانت تحت الحكم الادارى المصرى لسنوات عديدة ، و العائلات الفلسطينية ، و المصرية تصاهرت و اختلطت ، يعنى الفلسطينيين دول دلوقت أهلنا و لو كان بإيدينا كان زماننا بنحارب معاهم، ياللا يارب فك كرب المسلمين و خد يايديهم.

مجداوية يقول...

الكيان الإرهابي الصهيوني أعد لنا جيشاً من المدونين فأين جيشنا ؟






وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ,,,

كلنا مقاومة


http://kollonamoqawma.blogspot.com/

أحمد سعيد بسيوني يقول...

اتفق معك في معظم ما جاء في تدوينتك الجميلة

ولكن اسمحيلي اختلف معك في نقطة قول المرشد

كلنا يعلم اختي الفاضلة ان مبارك اخبر الوفد الاروبي الذي يزور مصر انه يجب الا تخرج حماس منصرة من هذه الحرب


فكيف برجل قال مثل هذا الكلام ان يضع مباردة لصالح المقاومة

تحياتي

ام مصرية يقول...

الأستاذ \ أحمد سعيد بسيونى
أنا لا أستطيع أن أنفى ضعف الموقف المصرى الرسمى، لكنى ضد الهجوم على مصر من الخارج ، على فضائية مشكوك فى أغراضها ، و بدون سند .

غير معرف يقول...

السلام عليكم

لم يفرق من هاجم مصر بين شعبها وقيادتها على أساس أننا صماتون وراضون بما يجري ولا نحرك ساكنا ولكن لأننا نعلم حدود تحركنا هنا فدعوة حسن نصر الله لم تلق رواجا بل فعلت العكس أن جعلت أناس كثيرون يتعاطفون مع الحكومة رغم موقفها المخزي !!! وهذا من باب عدم قبول الاهانة من أحد حتى وان قال الحق وكلنا نعلم أن من العار غلق المعبر

الموضوع للآسف فيه تواطؤ واضح والخوف من الآخوان وايران أصبح أكبر من الخوف من الصهاينة لرعب الحكومة على الكرسي وكأن الصهاينة عندما يريدون أن يسقوطهم سيمنعوهم أو لا يقدرون !!!!

تعامل مصر تاريخيا مع ما حدث عار
وتعاملها دينيا عار
وتعاملها قوميا عار
وتعاملها سياسيا عار
ولحق بنا العار جميعا لأن حكامنا يحكموننا بالحديد والنار وهو دليل خوف ورعب وضعف وليس دليل قوة

أمن الدولة منع أى حديث عن غزة في المدارس والتجمعات وطبعا المساجد والجامعات وكأنهم أعداء البلاد بل روجوا لهذا وقتل الظابط ياسر أظهرته بهذا الشكل لكي ينقلب الناس عليهم ونجحت في هذا مع البعض لكن الجنود الذين قتلهم الصهاينة على الحدود دفنوا فى الليل حتى لا يعلم بهم أحد ولا نعرف اسماءهم

أنا وصلت ليقين أن ما تفعله الحكومة هو عكس المصلحة وانها متواطئة مع العدو وأنها أصبحت يده التي تبطش وكل هذا من أجل الكرسي ومن يورثه
أما أننا لا نصدق فهذه حالة انكار لأن الألم كبير أنا من احساسي بهذا الألم وهذا العار أصبح كل شىء في بلدي يؤلمني حتى هواءها


لكننا نستحق بالتأكيد هذا العار
فمن أعمالنا سلط علينا
وسيتغير الحال لو غيرنا ما بأنفسنا

ولله الأمر من قبل ومن بعد

غير معرف يقول...

أتفق مع الأخت مجداويه في كل ما ذكرته
وربنا يلطف بينا
مع التحيه
رضوان

غير معرف يقول...

يا اختى الفاضلة ام مصرية عمرى فى حياتي انا ما فقدت الثقة فى الحكومه المصرية لاني كنت اعلم انها ماشية على الطريق الصحيح وفى الاول والاخر المصرين هما اللى اوقفو شلال الدماء الفلسطيني لان مفيش حد شايل القاضية الفلسطنيه على دماغو غير المصريين طيب اوقفو تصدير البتروال يا عرب عوزين نوقف تصدير الغاز اوقفو انتم البترول المصرى عاني كتيير فى الحروب وفى الاخر العرب بيقولو علينا شحاتين محنا شحاتين علشان بندافع عن كل واحد عربي مصر مذكورة فى القراءن وخير جنود الارض ومصر فوق الجميع والرؤسا المصرين فوق رؤساء العرب جميعا جمال عبد الناصر امم قناة السويس السادات قام بحرب اكتوبر وحسني مبارك فى طريق النهوض ب الاقتصاد المصرى بعد الحروب اللى خضنها علشان العرب جميعا والرحمه يا عرب