الجمعة، 8 يناير 2010





تابعت بقلب حزين المهزلة التى تمت فى العريش مرورا بميناء العقبة .

بداية أنا ضد بناء الجدا ر العازل ،

وأنا أعتقد أن الحكومة المصرية الحالية واحدة من أفشل و أخيب الحكومات التى حكمت مصر المحروسة ، و قد تركت ثلاث أرباع الوزارات دورها المفترض قيامها به الى وزارة الداخلية  التى بدورها فشلت فى السيطرة على الوضع الأمنى فى مصر مما يهدد بدخول مصر فى حالة لا سابق لها من الفوضى ،
و لكننى أرفض أن يصدر هذا الكلام من خارج الحدود المصرية.

أرفض أن تتعرض الحكومة المصرية لاتهامات الخيانة  العمالة من الأتـراك ، و أن يتظاهروا أمام السفارة المصرية هناك كأنهم يتظاهرون أما السفارة الاسرائيلية ، مع ملاحظة أن الحكومة التركية كانت تقيم الدنيا و تقعدها من حوالى الشهر لأن اسرائيل لم تسلمها احدى صفقات الأسلحة التى تعاقدت معها فى موعدها .
أى أن الأتراك أصحاب القلب الرهيف تجاه الفلسطينيين المحاصرين فى غزة يشترون السلاح  من الاسرائيليين و يدفعون ثمنه بالطبع اليهم.

اما قطر التى تحتضن قناة الجزيرة التى تهاجم الحكومة المصرية لأنها حكومة عميلة ، فلم تقل لنا لماذا يقضى أمراؤها الصيف فى منتجعات تل أبيب ؟؟؟

ما ذنب هذا الجندى المصري المسكين  " الجندى أحمد شعبان " كي يستشهد بالرصاص الفلسطينى ، عقابا على جريمة لم يرتكبها .

دم هذا الجندى المسكين الذى ترك بيته من أجل حماية حدود بلده فى رقبة الأيدى الخفية التى تعمل بدأب و دقة شديدين على تحريض العالم و العرب عامة و الفلسطينيين خاصة ضد مصر .

ما الخطأ الذى وقعت فيه مصر هذه المرة ؟؟؟

قافلة شريان الحياة ، تريد الدخول من ميناء العقبة و الحكومة المصرية تريدها أن تدخل من ميناء العريش ، ما علينا حكومة رزيلة و هايفة و ليس بها وزارة خارجية و لا وزارة اعلام تديران العلاقات الخارجية و تتنبأ  بالمشاكل قبل وقوعها ، و ليكن ، فلماذا لم تمتثل قافلة شريان الحياة ، اذا كان غرضها الأول هو توصيل المساعدات الانسانية و ليس التعريض بالحكومة المصرية .

بلاش ...
 الحكومة البريطانية قررت من كام شهر وضع جهاز فى المطار يظهر فيه المسافرون بدون هدوم  كبديل للتفتيش الذاتي و ذلك كما يقولون لمكافحة الارهاب ، و هو جهاز يدل على منتهى الامتهان لحقوق الانسان في رأيي.
هل يوافق النائب البريطانى المحترم أن تقوم المظاهرات فى مصر اعتراضا على هذا الجهاز ؟؟؟
ألن يكون رد البريطانيين في هذه الحالة من لا يعجبه فلا أهلا و لا سهلا !!

ألا يقول البريطانيون (  My Home My Rule ) .

ثانيا : الاعتراض على دخول السيارات الخاصة ، هل كان جورج جالاوى يعلم أن مصر لن توافق على ادخال هذه السيارات ؟
نعم كان يعلم لأن هذه المشكلة تكررت فى المرتين السابقتين
ما المشكلة فى دخولها اذا كانت الشاحنات تدخل ؟؟

المشكلة فى اتفاقية المعابر الهزيلة التى وافقت عليها مصر و اسرائيل و السلطة الفلسطينية ،و التى تقضى بالآتى :





و بعد مفاوضات طويلة بين مصر و اسرائيل تم الاتفاق على السماح بدخول المساعدات الانسانية أيضا من معبر رفح .
و تبعا لهذا تعتبر السيارات التى تدخل مصر بنظام التريب تيكت من الأشياء الخاضعة للحركة التجارية أى انها يجب أن تدخل  اما من معبر العودة أو كرم أبو سالم

لماذا لم تتغاضى مصر من باب أن السيارات ذاهبة للفلسطينيين فى الآخر ، ما قلنا من الأول حكومة ليس بها لا وزارة خارجية و لا اعلام و لا نواب من مجلس الشعب فى العريش لأنها بعيدة عن القاهرة و المشكلة كلها أصبحت فى يد ضابط جمارك أمين يؤدى عمله و لا يمكنه تخطى اللوائح و لا القوانين الا بأوامر مكتوبة من جهة أعلى لم تصدر هذه الأوامر ...
ما علينا ...

لكنه يطبق القوانين ، ونحن ننفذ اتفاقية بيننا و بين الصهاينة ، و ربما نخشى خرقها خوفا منهم ، فمن بامكانه لوم مصر الآن ،

 ما هى الدول العربية التى يمكنها أن تقف الآن و تقول انها قادرة على الوقوف مع مصر اذا حدثت مواجهة بينها وبين اسرائيل ؟؟؟؟؟؟

الحكومة المصرية الحالية لا تعجبنى ، و السياسة الخارجية لمصر أصبحت سياسة عرجاء مستفزة ، تصر على تنفيذ القوانين بحذافيرها أحيانا ، و تتغاضى أحيانا ، و تستفز أعصاب الناس وسط كل هذا الهم بثلاث طائرات مليئة باليهود الذين جاؤوا للاحتفال بمولد سيدى أبو حصيرة.

لكننى أرفض أن تملى علينا تركيا ، أو قطر ، أو حتى ايران ما يجب أو ما لا يجب .

اما حقنا نحن عند الحكومة المصرية فهو أن يتم تحقيق لنعرف منه شيئين :
1-  من الذي بدأ اطلاق النار فى العريش نحن أم الفلسطينيين ( لأننا لا نريد تكرار ما حدث فى ايلول الأسود).
2- هل صحيح أن الحكومة المصرية وقعت اتفاق مكتوب مع جالاوى فى العقبة يسمح بدخول السيارات الخاصة ثم لم تنفذه ( لأننا لا نريد أن يقال أننا حكومة من النصابين ). 

لست غاضبة من الفلسطينيين المحاصرين فى غزة ، لأننى أعلم انهم كانوا يتعشمون أكثر من هذا من مصر ، لكننى أهمس لهم أننا آسفون لأننا لسنا أقوياء بما يكفى بعد للدفاع عنكم ،

لكننا لسنا العدو

نحن لسنا العدو لكى توجهوا أسلحتكم نحونا ..

مصر ليست العدو لكى يوجه الفلسطينيين سلاحهم اليها ، العدو فى الناحية الأخرى ، غالبا ينظر الينا و يضحك ، فقد كفيناه أنفسنا ...

حسبنا الله و نعم الوكيل .






هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

< عيني تدمع وقلبي ينزف ، لا حول ولا قوة الا بالله ، اقول بملء فمي وبكل جوارحي، لك الله يا مصر العظيمة >

< المعذرة على ما بدر من احد افراد شعبي تجاه احد جنود مص الأبطال >

< أم مصرية لك كل التحية والإحترام ولمصر كل الحب والحب العظيم ، اقبلي تعازي الحارة >

رضوان

مجداوية يقول...

السلام عليكم

صحيح مصر ليست العدو بس زي ما كتبت قبل كده أصل فيه اتنين مصر

فيه مصر عميلة وفيه مصر تاريخها بيشهد لها بالبطولة , فيه مصر كذابة وبتلفق التهم وفيه مصر بتفضح الخونة وبتنصر الحق

فيه مصر اتسرقت مننا ومبلغناش عنها عشان تعبنا من بطولاتها وحبينا ناخد نفسنا شويه قاموا سرقوها وبدلوهاوشوهوا تاريخها وباعوها برخص التراب واحنا واقفين نتفرج وبقى فيه اتنين مصر
مصر اللي في الدم والخاطر والقلب ومصر اللي وصمتنا بالعاروالخيانة
أنا نفسي مصر بتاعتنا ترجع لينا لكن فيه كتير مبسوطين بيها كده !!!

الناس معذورة في اتهامتها لينا ماهي حاجة تطير العقل بقى دي مصر اللي كانت بتنصر الحق في كل مكان !!!
مش دي مصر يا أم مصرية
احنا زعلانين على مصر التانية
مصر المسروقة اللي كانت محروسة
ياريت ترجع ونرجع
ياريت ترجع ونرجع

ام مصرية يقول...

أستاذ رضوان ..
مجداوية ..
أولا شكرا لتعزية الأستاذ رضوان..
للامام على بن أبى طالب -على ما أتذكر - مقولة ترن فى أذنى كثيرا اذ يقول : عجبت لمن لا يجد قوت عياله كيف لا يخرج على الناس حاملا سيفه ، لذا فما يقوم به الفلسطينيون مبرر الى حد ما ،
مثله مثل الجرائم التى يقوم بها سكان االعشوائيات فى مصر .
لكننى فقط لم اتصور أن يتحول اتجاه االسيف من اسرائيل الى مصر ،
و لا يمكننى أن أتحمل هذا دون الشعور بغصة فى حلقى و حزن فى قلبى .

تقول مجداوية أن هناك الآن اتنين مصر ، لكننى لا أرى سوى مصر واحدة تمر بمحنة أو بفترة تيه ، و تحتاج لجهود أبنائها لتنهض من محنتها ، و تجد طريقها ثانية ،
و أحيانا أتخيلها شجرة عتيقة لها جزور قوية لا يمكن اقتلاعها من الأرض لكنها تتعرض لهجوم من كائنات طفيلية، و تحتاج فقط لبعض التنظيف.

أتخيل أيضا أن هذه المحنة قد قاربت على الانتهاء ،
كنت أتحدث مع أحد أقاربى الذين أعتز جدا برأيهم فقال لى ان ما يحدث فى مصر الآن يشبه كثيرا الارهاصات التى حدثت قبل ثورة 52 .
مجتمع ال5 % ، و الاعتصامات الشعبية ، ما يحدث فى غزة ( وهو موازى لحرب 48 ) ، لم يبق الا الثورة..
لكننى فى جميع الأحوال مثل أى أم مصرية تقول " أدعو على ابنائي و أكره من يقول آمين "
لذا فأنا لا اقبل أن يأتى الآخرون الى مصر و يتمردون على أنظمتها مهما كانت سخيفة أو غير معقولة ، كما لا أقبل أن يتهمها الآخرون بالخيانة أو العمالة ، حتى بينى و بين نفسى أقول لنفسى دائما ، مصر يحكمها بطل من أبطال أكتوبر قد يكون خائب ، قد يكون خائف ، لكنه أبدا لن يكون خائن .