الثلاثاء، 1 مارس 2011

الثورة و الثورة المضادة




الشعب  لا يريد اسقاط الدولة


أعلم تماما ان ما سأكتبه لن يعجب الكثيرين ، لكنها محاولة لفهم الى اين نحن سائرين ،
 لا يمكن أن يستطيع أحد انكار ان مصر كانت تغرق فى الفساد قبل 25 يناير ...
 كما لا يمكن انكار التعاطف و الفخر الذى شعر به معظم المصريين و هم يشاهدون  الملايين التى خرجت للتغيير يوم 25 يناير ،
عن نفسي كنت أشعر بالثورة القادمة ، و كنت أشعر بحاجة الناس لاعادة اكتشاف مصر ، و ربما لهذا بدأت فى كتابة مصر من تانى ،
و كان جل ما أخشاه أن تكون الثورة القادمة هى ثورة الجياع ، و ربما لهذا استبشرت حين بدأت التظاهرات  يقودها مثقفون و سياسيون و شباب كنت أراهم أمل مصر ،و كنت أحترم الكثيرين منهم
و لكن ماذا بعد ..
من المستفيد مما يحدث فى جمهورية التحرير ؟؟؟
هل من الممكن أن يصبح الهدف الرئيسى للقوات المسلحة هو ارضاء ميدان التحرير
أولا كان الهدف رحيل مبارك ، ثم أصبح رحيل أحمد شفيق و المحافظين و المجالس المحلية و محافظين البنوك و رؤساء مراكز الشباب ،
الهدف أصبح رحيل الدولة ... لا يهم أن نسقط جميعا فى الفوضى ، فلابد من التضحيات للوصول الى الهدف.
لا يهم ان معظم الشعب المصري يرى أحمد شفيق رجلا أمينا و جديرا بالثقة ،
فالبديل جاهز و موجود لدى ميدان التحرير فى قوائم كثيرة معظمها لدعاة التغيير من خارج مصر مثل الدكتور حازم الببلاوى أو لسياسيين من الذين اصطدموا بالنظام سابق مثل الدكتور أحمد الجويلى ، و الجميع قد لا يكون ا كفأ و لا أكثر أمانة من الفريق أحمد شفيق ، لكنه منطق أهل الثقة لا أهل الكفاءة ، منطق كل الثورات .
و كلما أراد أحد مثلى أن يقول كفاية حرام ...نظرة الى الفوضى التى ما زالت تسود تونس ... البلد تسير الى كارثة ، يصبح من أفراد الثورة المضادة
أكبر وقود للثورة المضادة يا سادة هو استمراركم فى التظاهر ، لأن الناس رأوا أن التظاهر أصبح هو الطريق لجميع المطالب سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة
لمصلحة من الاصرار على مهاجمة جهاز الشرطة ؟؟؟؟ و الاتهام المستمر له بالبلطجة
و النتيجة ..
أمين شرطة أوقف ميكروباص يسير بدون نمر ، أوسعه الناس ضربا و مزقوا ملابسه .
ضابط شرطة اوقف بعض البلطجية الذين يحملون السنج و المطاوى و أخرج مسدسه لارهابهم ، فتجمع الناس ضده ، فما كان منه سوى أن ترك البلطجية و نجا بنفسه.
ثم حادثة ضابط المعادى الشهيرة ، الذى تحرش به سائق الميكروباص و أخرج له مطواته لأنه رأى الكاب فى السيارة
و قطع عليه الطريق و لما نزل الضابط تجمع الناس ( ثانية  ) لضربه فأخرج مسدسه و أطلق منه طلقه فى الهواء لتفريقهم ، و طبعا جميعنا نعلم النهاية
لمصلحة من ما يحدث فى مصر ؟؟؟؟؟
لا يريد أحد أن يسمع عن نظرية المؤامرة و لا عن الأجندات ، مع أننى واثقة أن هناك أيدى أجنبه استفادت مما حدث ، و اذا اتفقنا أن جمعنا مصريين  و محبين لمصر فلماذا لا نفكر فى مصلحة مصر و ليس فى تخليص الثارات الشخصية
هل ما يحدث فى مصلحة هذا الوطن ؟؟؟؟
و بالمناسبة سافرت أكثر من مرة خارج مصر و كنت دوما أفتخر بمصريتى و لم أشعر أبدا بالاهانة و لا بالرغبة فى التنصل من جواز سفرى ، و حين أسمع هذا الحديث من الأخوة االثائرين و الأخوة الاعلاميين المنافقين أتذكر  ان هذه العبارات تحديدا كانت تلقن لنا كل عام لنكتبها فى مواضيع التعبير عن التغيير فى شعور المصريين بعد نصر اكتوبر
الثائرون فى ميدان التحرير تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى اسلاميون و يساريون متفقين على شئ واحد هو اسقاط كل رموز الدولة ، قد يكون ظنهم انهم هكذا سيقيمون دولة جديدة لكنهم فيما اعتقد لا يرون جيدا ما يهدمونه ..
 لماذا لا ينتظرون الانتخابات  لتحقيق كل ما يريدون ..
، لا أعرف ؟؟؟
لكننى متأكدة ان مايقومون به من اتخاذ التظاهر وسيلة لتحقيق طلباتهم ليس من الديمقراطية فى شئ ، 
لأنه فى النهاية فرض لما يريدون بدون انتخاب أو استفتاء ،
 و الظاهر حتى الآن أن ما كان يسمح به النظام القديم من حرية فى التعبير و اختلاف فى الرأى أعلى بكثير من مما يسمحون به هم من اختلاف فى الرأى
و الشئ المؤكد الذى أشعر به ان النظام الذى سقط لم يكن يمثلنى و النظام الآتى لا يبدو انه سيفعل ...




ليست هناك تعليقات: