الأربعاء، 9 مارس 2011

مفترق الطرق


كثير مما يحدث فى مصر الآن  يستعصى على فهمى ، أتمنى لو كانت الصورة بالنسبة لى واضحة كما هى واضحة للبعض باللون الأبيض أو الأسود ، لكننى أرى كل الألوان فى الصورة .
لا أستطيع أن أصدق أن يتآمر وزير داخلية مصر على مصريين و يكون هو المسئول عن مذبحة مثل مذبحة كنيسة الصديقين ، و لا أستطيع أن أصدق أن يقوم بعض ضباط الشرطة بفتح السجون ،
 و اعلم عن يقين أن البعض منهم  استشهد داخل الأقسام و هو يدافع عنها  .
 أسكن بجانب قسم النزهة ، و حين بدأت مأساة يوم الجمعة الشهير بدأت النيران من داخل السجن (  أيضا ) ، و لكن ضباط القسم تصدوا لها و اطفأوها و لم يغادروا القسم فى أى و قت ، بل كانوا متواجدين مع اللجان الشعبية ، و أعلم أن هذه الصورة لم تكن سائدة ، لكنها كانت موجودة.

أؤمن بنظرية المؤامرة و أرى أصابع خارجية كثيرة ، مهما أغضب هذا الكلام الكثيرين ، بل أرى أن قناة الجزيرة لعبت دورا تحريضيا و أحيانا توجيهيا للبلطجة ، و لا أعرف كيف لا يرى الثوار هذا.

أؤمن أيضا أن كثيرا مما أصبح يدعى الاحتجاجات الفئوية عبارة عن انفجار لسنوات من الكبت و لكن الكثير منها أيضا يفتقد للمنطق و لا يقوم على أى أساس سوى استغلال الظروف .
لكننى و اثقة أن مصر الآن تقف فى مفترق طرق اما سكة السلامة و اما سكة الندامة ، اما الانطلاق لنأخذ مكاننا فى مصاف الدول العظمى و اما العودة الى نقطة البداية و تكرار سيناريو ثورة 52 و الثورة الفرنسية ، فوضى يعقبها المستبد العادل أو نابليون ،
أو يعقبها سنوات من الحكم العسكرى اذا فقد العسكريون أعصابهم و قرروا السيطرة .
و نحن من بيدنا أن نقرر ، فاذا استمرت الفوضى ، و انسقنا وراء حمى الانتقام و البلطجة ، و الرغبات الشخصية ، فلا يجب أن نلوم الا أنفسنا.

أؤمن أيضا أن معظم من خرجوا للتظاهر يوم 25 يناير خرجوا من أجل مصر أفضل ، لذا أظن أنه حان الوقت ليتوقفوا ، يلتقطوا أنفاسهم و يحددوا  الى أين هم ذاهبون .

ماذا استفادت مصر من نشر وثائق أمن الدولة التى  وجدوها ؟؟
فضائح بالجملة و أوراق الله أعلم بصحتها ، قد تكون تركت خصيصا ليجدوها ، و حملات للتشكيك فى كل رموز البلد ليصبح الجيل القادم بلا قدوة ،
 فهل هذا ما يريدون ؟؟؟

هل قاموا بالثورة لتسليم مصر الى أهل الثقة و الغوغاء و مسح صور مبارك و اسمه من محطات المترو استبدال كل هذا بدكتاتورية ميان التحرير التى لا تقبل برأى آخر و تصر على محاكمات عاجلة شبيهة بمحاكمات الثورة و تفرج عما تريد من وثائق لفضح بعض الناس ، ثم تنشر وثائق أخرى بها أسماء مطموسة لحماية آخرين .

أمام مصر الآن فرصة ذهبية للتقدم و الحرية ، اذا عدنا لاعمالنا ، وعادت الشرطة لحمايتنا ، و عاد الجيش لثكناته ، وكف الجميع عن التظاهر ،

 صندوق الانتخاب يجب أن يصبح هو طريقنا للتعبير عن رأينا ، تعديل الدستور ، انتخاب مجلس الشعب ، انتخاب رئيس جديد للجمهورية ،و هذا هو الترتيب الذى أراه ، و ان كنت أرى الاتجاه الى انتخاب رئيس جمهورية جديد قبل انتخاب مجلسي الشعب و الشورى و هو ما لا أحبذه لكن يمكننى القبول به اذا كان هو المتاح ، ثم اذا اراد الجميع يمكن عمل دستور جديد.

لكننى لا أفهم الدعاوى المتناثرة هذه الأيام لمقاطعة الاستفتاء على تعديلات الدستور ، و الكلام عن عمل دستور جديد فى ثلاثة أيام ، هل نسى الجميع ثورة 52 ، و التهجم على السنهورى !
 ماذا يريدون بالضبط ؟؟؟
-------------------

مصر فى مفترق الطرق ...
و يجب على جميع المصريين الهدوء و التكاتف و ضبط النفس
المسلمون و الأقباط يجب أن يتكاتفوا
الرجال و النساء يجب أن يتكاتفوا
أبناء سيناء اقبلوا اعتذارنا عن سنوات من التجاهل و قفوا معنا
الثوار كفوا عن تدوين الطلبات و عمل القوائم السوداء التى تذكرنى بالتريكو التذى كانت تحيكه مدام ديفارج فى قصة مدينتين
عايزين مصر تمشى فى سكة السلامة
ليتناسي الجميع انفسهم بعض الوقت ...

يا رب ...

هناك 3 تعليقات:

مجداوية يقول...



السلام عليكم

أتفق معكِ في كثير مما قلتيه وأختلف في القليل ولكن المدهش هو احساسنا بنفس المشاعر تجاه تشابه بعض المواقف بمواقف الثورة الفرنسية !!!
ولا أدل على ذلك أن يكون عنوان تدوينتي الأخيرة مقصلة لكل مواطن
ونعم , صدقتِ نحن في مفترق طرق
وعلينا أن نختار
والله هو المستعان

ام مصرية يقول...

الثورة بدأت فعلا مختلفة ، لكنها الآن تسير بخطى حثيثة على طريق الثورة الفرنسية ، و هذا ما يبعث على الفزع ، و أتمنى على الله أن يفيق الناس و يختاروا الصبر حتى يتحقق لهم العدل الذى نبحث عنه جميعا .

غير معرف يقول...

اتمني من الله سبحانة وتعالي ان تهدا الاوضاع في مصر ونحس بالامان الذي نفتقدة الان واحي حضرتك فما كتبتية يعبر عم مايجول بعقلي تحياتي لحضرتك