ما تعرضت له الصحيفة بلاشك هو حادث ارهابى
بشع ، لكننا الآن فى مصر نتعرض لمثل هذه الحوادث كل يوم ، و لا يتضامن معنا
الاوربيون و لا يقيمون لنا الوقفات الاحتجاجية ، و العراق يتعرض يوميا لعشرات من هذه
الحوادث ، و لا نتضامن ، او يتضامنون معه ، و سوريا تتمزق ، و اليمن تتمزق ، و لا وقفات
و لا تضامن ، بلاش لماذا لم نرى مثل هذه الوقفات فى اوروبا حين تم اغتيال ناجى
العلى – و هو ايضا رسام كاريكاتيور مثل رسامى شارلى ابدو.....
اما ما يستفز مشاعرى فى حادث شارلى ابدو فهو مفهوم حرية
الرأى الذى تضامنت معه الدول العربية ، لا أؤمن بالحرية المطلقة فى الى شئ ، لا فى
الفن و لا الصحافة و لا الحياه الخاصة ، فكما تنتهى حدود حريتنا الخاصة عند حدود
حرية الآخرين ، فان حرية الابداع يجب ان تنتهى حيث يبدأ حق المجتمع فى وضع سياج
اخلاقى و دينى لحماية تماسكه و حماية معتقداته و حماية مستقبله .
هل يجرؤ رسامى شارلى ابدو على التهكم على
الديانه اليهودية و انكار الهولوكست ، ام سيخافون من المحاكمة بتهمة معاداة
السامية ، لماذا يكون انكار وجود الله حرية
فكرية ، و إنكار وقوع حدث تاريخى عمل يحاسب عليه القانون ، لماذا يمكن لوزير
الثقافة وقف عرض فيلم لوجود مغالطات تاريخية به و لا يمكن لشيخ الأزهر وقف فيلم
لتعارضه مع معتقدات 80 % من الشعب المصرى على اقل تقدير، و لا يمكن لرئيس الوزراء
وقف فيلم هابط ليس به اى نوع من الابداع .
لماذا نعطى الدنية فى ديننا ؟؟
لماذا لا نحتج رسميا فى هذه الدول على ماتطلق
عليه حرية ابداع ؟
لماذا نعتقد اننا سنصبح ارهابيين اذا تمسكنا
بديننا ، مع ان التدين الصحيح نفسه هو الوحيد القادر على رد كيد الارهاب قبل استشرائه فى شباب المصريين .
لماذا اصبح المجتمع المصرى يعيش حالة من النفاق
الفكرى الفج ، نتظاهر بالتحرر و نحن نعرف ان ليس هذا ما نؤمن به فى اعماقنا ، المسيحيون
قبل المسلمين فى مصر يعرفون الخطأ من
الصواب لكننا نتظاهر باننا لا نرى المشكلة ، اى دين يقبل بالسخرية من الانبياء و
يراها عمل ابداعى فكرى و حرية شخصية !!، اى دين يرى الالفاظ السوقية الهابطة و
الايحائات الجنسية البذيئة التى تملا الفلام المصرية الأخيرة نوع من الابداع الفنى
!!
أنا ضد الارهاب ، لكننى لست متضامنه مع رسامى شارلى ابدو .