الخميس، 23 أكتوبر 2008

نقطة نور ...." ليتنا كلنا نهى "



أشياء عديدة كانت تتجمع فى فكرى و تؤرقنى مؤخرا ، مثلا الحرائق التى تكررت ، هل هذه الحرائق متعمدة ؟؟
المشكلة كما أراها أن لا شئ أصبح يحصل عمدا فى بر مصر الآن ، حتى الحرائق .. كل شئ أصبح عشوائى ، و لا سبب له الا الجهل أو الاهمال و قلة الضمير .



ابنة مديرى فى العمل صدمتها احدى السيارات حين كانت تحاول عبور الطريق مع احدي صديقاتها و تعرضت للاغماء ، و بعد أن أفاقت و تم نقلها للمستشفى اكتشفت ضياع تليفونها المحمول و نقودها و الحلى الذهبية التى كانت ترتديها ، حين فكرت فى هذه الحادثة ، كان كل ماسيطر على تفكيرى ان من سرقها هو انسان عادى جدا مثلى تماما ، كان ذاهبا الى عمله و رأى الحادثة ، لكنه بدلا من التفكير فى نجدتها فكر فى سرقتها ، و هذا هو المخيف فى الأمر أن يكون هناك لصوص فى أي بلد ليس هو المصيبة ، لكن المصيبه ألا يكون هناك شرفاء.
ذات مرة منذ أكثر من عام كنت عائدة للمنزل مع ابنتى عصرا ، و أنا أعبر شريط المترو اقترب منى شاب صغير و تخيلت من اشاراته انه أحد الصم و البكم ، ويريد تبرع نظير ورقة ، ففتحت حقيبتى و مددت له يدى بجنيه أو اثنين لاأذكر الآن ، لكنه امسك بالحقيبة و أخذ يشدها منى ، ثم أمسك المحفظة ، ووجدت نفسي أشدها منه و أنا أفتحها و أقول له ليس بها نقود .. ليس بها نقود 0 وهذا حقيقي بالمناسبة لأن محفظتى عادة لا تحتوى الاعلى الكارنيهات أما نقودى فتتبعثر فى الحقيبة ، ما حدث بعدها انه فيما يبدوا تنبه لهذا فمد يده فى الحقيبة ، و أخذ النقود ، و فى سرعة لا أتخيل للآن كيف لم استطع أن أمنعه قبل ابنتى الصغيرة فى جبينها و جرى بسرعة عابرا الطريق ، كانت هذه التجربة من اسوأ التجارب التى تعرضت لها فى حياتى و التى آلمتنى لدرجة لا يمكن أن أنساها و صعدت الى الشقة و أنا أبكى و أخذت أغسل لابنتى وجهها و كان أكثر ما آلمنى شيئين ، الأول أننى تسمرت و لم أدافع عن ابنتى ، لم أستطع حتى الصراخ من المفاجأة، شعرت اننى خذلتها ، و اننى كنت عاجزة عن حمايتها ، و هو شعور آلمنى كثيرا، و الشىء الآخر اننى بعد أن جرى الشاب نظرت ورائي فرأيت العاملين فى محل العصير الذى يقع أسفل بيتى ينظرون ، لكن أحد لم يساعدنى ، و لم يسألنى أحد حتى عما حدث حتى و أنا أعبر الطريق باكية ،
ماذا جرى للمصريين ؟؟

بعد هذه الحادثة أصابنى الاكتئاب بعض الوقت ، و أستقر فى قلبى أن الشعب الذى رأى صور البنات تتعرض للاغتصاب فى العراق ، و المجندة الأمريكية التى تسحب العراقى العارى مثل الكلب لا مؤاخذة ، و لم تثر نخوته لنجدة اخوان عرب و مسلمين ، لن تثور نخوته لأى حدث آخر ، لأن الرجولة لا تتجزء ، أو كما كتبت جريدة الدستور ، يبدو أن الشعب المصرى تحول كله ليصبح قرنى ، كنت أحلم كثيرا بصور أبو غريب ،و أتذكر أن حربا قامت ذات مرة لأن سيدة صرخت وامعتصماه ،
و كثير ما أتسائل " كيف سيكون عقاب الله لنا ".
ثم بدأت حوادث التحرش الجماعى ، و هى حوادث غريبة لا يمكن تفسيرها ، كيف تغللت ثقافة القطيع فى المصريين الى هذا الحد ؟؟ ما كل هذه القسوة و الاستهانة بالمرأة ، كيف ينسون انها هى الأم و الأخت و الزوجة و الابنة ، ثم فكرة الاستحلال و هى فكرة عبقرية و شريرة لا أعرف كيف تغلغلت الى هذا الحد فى عقول الناس ، فالمتحرش يستحل ما يفعل لأن البنات هم الذين يلبسون الملابس المثيرة ، و اللص يستحل السرقة من الآخريين لأنهم حرامية و يستاهلوا ،و الموظف المرتشى يستحل الرشوة لأن المرتب صغير و لا يؤكل عيش حاف .
متى و كيف حدث الخلل ؟؟؟؟
أما الصادم أكثر من حوادث التحرش ، و من نظرة المجتمع للمرأة ، فهو نظرة الكثير من الفتيات اليوم لأنفسهم ، نظرة بها الكثير من الخجل و الاحساس بالدونية لكونها امرأة ...كيف نربى بناتنا ؟؟
لذا كان من الطبيعى ألا تقوم المجنى عليها فى حوادث التحرش بالابلاغ ، لأنها تعرف انها ستلام فى النهاية .
و لذا كان تمسك نهى رشدى صالح بحقها مفاجأة سارة جدا لى، نقطة ضوء ،
بنت مصرية الملامح تتقد عيناها بالذكاء و الشجاعة ،صحيح اننى لم استطع منع نفسى من التساؤل هل كانت ستقوم بما قامت به لو لم تكن جامعة أمريكية ، من الشريحة المحظوظة فى مصر التى أتاح لها القدر تعليما مختلفا ؟؟؟، لكننى أحببتها و احترمتها جدا ، و احترمت والدها أكثر لأنه فعلا لم ير الفضيحة فى الابلاغ لأن كما قال الفضيحة هو ما حدث فى الشارع ، الفضيحة هو الذي تعرضت له ابنته ، و الفضيحة هى الثقافة التى قبلت ان يحدث ما يحدث ويمر بدون عقاب و ترى الفضيحة فى طلب العقاب .
ليت كل الفتيات نهى رشدى .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

نعم ليتنا كلنا نهى حتى تحس هذه الفئةالتي تسيء لوجه الانسان المصري والعربي بانه يجب ان يتم وضع حد لكل هذا العبث ولا يتأتى هذا الى بتغيير بعض سلوكيات المجتمع والرجوع الى الثقافة الاصيلة وهذا دور مشترك للدولة والمجتمع دور الدولة ان توفر لرجال الأمن الحد المناسب المادي الذي يجعلهم يأدون واجبهم وبدون تأثر بتكاليف معيشية وكيف سيرتب امرة اليوم او غدا لتأمين قوت يومه. اقول هذا لانني كنت هذا الاسبوع في زيارة سريعة للقاهرة وكنت انزل في احدى الفنادق في شارع جامعة الدول العرية يعني الشارع الذي حدث فيه ما حدث وعندما كنت استعد لمغادرة الفندق بعد انتهاء اقامتي وجدت انه يجب على ان اقدم بخشيشا لمعظم العاملين الصغار في الفندق ولم اعترض على ذلك لان عملهم هو تقديم خدماتهم ولو اخذوا عليها بعض الماديات ليس في ذلك ملامة ولكن ان يلحقني رجل الشرطة المكلف بمراقبة الأمن في مدخل الفندق الى منتصف الشارع ليطلب بخشيشا فهذا ما استغربته حقا اذ اين هيبة الدولة وهيبة رجل الأمن وكيف سيقوم هذا الشرطي بحماية البنات اللواتي تم الاعتداء عليهن في نفس المكان يا سبحان الله يعني كان من الممكن ان اقدم له نقودا مقابل ان يتغاضى عن اي عمل ممكن ان اقوم به وخصوصا اذا كان غير اخلاقي
يا دولنا العزيزة امنحو بعضا من الاهتمام الى رجال الأمن حتى يستتب الأمن وليس الجريمة وليس الظلم ولكن العدل
لك التحية احسنت واحسن قلمك
رضوان

ام مصرية يقول...

للأسف أشياء عديدة فى مصر تتغير للأسوأ ، و منها الأمن الداخلى الذي يبدو للأسف انه لم يعد من أولويات وزارة الداخلية ، ومع أننى من لست ممن يرون أن"كل" رجال الشرطة قد أصبحوا فاسدين ، بل أننى تعرضت لعدة مواقف وجدت فيها انه مازال هناك الكثير من الشرفاء ،
أما مشكلة المرتبات فى مصر فهذه مشكلة كبيرة ، لأن مرتبات الحكومة كلها و ليس الشرطة فقط حتى بعد الزيادات الأخيرة أصبحت لا تسمن و لا تغنى من الجوع .
لكننى أرى أن أهم الأزمات التى أصبحت مصرتعانى منها هى أزمة الأخلاق .

غير معرف يقول...

لحقيقة انني لم اقصد التعميم على كل رجال الأمن فهناك من هم يضحون بأرواحهم حماية لأمن المواطن والحالات الدالة على ذلك كثيرة, وفي نفس الوقت لا اريد ان ابرر اسباب التصرفات السلبية والفاسدة بضعف المرتبات
كل ما قصدته هو حماية الأخلاق وحل ازمة الأخلاق كما ورد في ردك
ودمت
رضوان