الأربعاء، 25 يناير 2012

الجيش و الشعب و الشرطة و الثوار


هل كانت ثورة 25 يناير هى حقا أول ثورة شعبية يقوم بها الشعب المصرى ، الحقيقة ان هذا ليس صادقا ، و لكنه جزء من التملق الاعلامى ، و الا فماذا كانت ثورة 1919 ، وماذا نسمى ما قام به المصريون فى ثورة القاهرة الأولى و ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين !!

هل كانت ثورة شباب ، الحقيقة ان هذا من اكثر ما قيل اجحافا لما حدث ، لأنه حتى و لو كان من دعا للثورة من الشباب ، فالميادين قد امتلأت بالبشر من كل الاعمار ، و كل الخلفيات

هل كان استمرار مبارك فى الحكم أفضل من قيام الثورة ، هذا سوال ساذج ، فاستمرار مبارك فى الحكم كان قد أصبح غير ممكن لأن الفساد و الاهمال كان قد وصل الى القدر الذى فاق قوة المصريين على الصبر و الاحتمال ، كانت الثورة تبدو فى الأفق حتمية و مخيفة

كنا جميعا نرغب فى التغيير ، ربما اختلفنا فى الطريقة التى كنا نرغب أن يتم بها التغيير ، لكن الجميع كان يرغب فى التغيير

و اذا جاز لى الحديث عن نفسى ، فالحقيقة ان المشاركة فى الثورة هو شرف لا أدعيه ، بالرغم من سعادتى بها فى البدايه ، فأنا ممن يؤمنون بالتغيير من داخل النظام ، أنا ممن يخشون الفوضى ، و يحبذون الاستقرار ، و يردد فى نفس اذا راودته للقيام بعمل متهور انه مسئول أولا عن أولاده ، و انه كفى بالمرء اثما أن يضيع من يعول ، و ينعتهم المتشنجون من الجانبين  بأنهم حزب الكنبة  و أسخر أنا فى نفسى ممن يمنحون هذا اللقب لكثيرين مثلى من الشعب المصري اللذين يخرجون لأعمالهم فى الصباح الباكر فيحاولون قدر استطاعتهم تأديتها و اتقانها و اعطاء كل ذى حق حقه ، و يخرجون من العمل ليواصلوا العمل مع أولادهم و فى بيوتهم ،  و يخشون الفوضى ، كما يخشون على دولتهم من مصير ليبيا و سوريا ، ثم يأتى من يصفهم بأنهم حزب الكنبة ، ناسيا أو متناسيا ان الدولة ما هى الا ملايين من هؤلاء الرعايا المخلصين و المحبين لأوطانهم دون ضجيج ، الباحثين عن الأمن و عن مستقبل أفضل لأولادهم

أتمنى لو كان للجميع القدرة على العفو ، نقطة و من أول السطر ، و نبدأ من جديد ، من السهل الحديث عن القصاص ، و العدل ، اما الحقيقة ، ففى الفوضى التى حدثت ، لا يمكن تحديد  الشهداء و لا القتلة بدقة ، و كل ما سيحدث لو استمر الضغط ، هو التضحية بأشخاص ككبش فداء ، سواء كانما مدانين ام لا ، ثم هل سيتم محاكمة ضباط الجيش و الشرطة فقط ، ماذا عن الناشطين – كما يطلقون على انفسهم – اللذين لجأوا للعنف ضد الجيش و الشرطة ، هل نعتبرهم ابطالا و نتجاهل ما فعلوه !!!!
هل انتهينا من حصانة اصحاب المال ، و بدأت حصانة الناشطين السياسيين  !!
يطالبون بالاعدام لمبارك و بالقصاص لشهداء الثورة ، و أنا أتسائل و ماذا عن حق ضباط الشرطة الذين استشهدوا فى الاقسام ، و ماذا عن ضباط الجيش الذين استشهدوا على أيدى البلطجية !!!


اذا كان لابد من الحساب و القصاص ، فيجب أن يتذكر الجميع ان العدل هو تنفيذ القانون على الجميع ، على ضباط الشرطة الذين يثبت اطلاقهم للرصاص الحى و ضباط الجيش الذين لجأوا للعنف غير المبرر عند فض الاعتصامات  و على العادلى و على الذين هاجموا اللأقسام و تسببوا فى الفراغ الأمنى ( لأن حرق الاقسام كان بداية انهيار الشرطة  )  وعلى علاء عبد الفتاح و أحمد دومة و مايكل نبيل الذى استفذنى خبر الافراج عنه ، فى محاولة من المجلس العسكرى لارضاء الأخوة الثوار
ولمن لا يعرف مايكل نبيل فهذا هو مايكل باشا نبيل
ملحد – محب لاسرائيل واحة الديمقراطية فى الشرق الاوسط – و رافض للتجنيد و لكل ما يمت للعسكرية المصرية بصلة
و مع هذا لم يجد من يتهمه بازدراء الأ ديان مثلما حدث مع ساويرس المسيحى
!!!

و اذا كان المجلس العسكرى كاذب فى بعض ما يقول ، فالثوار أيضا كاذبون لأنهم أيضا لجأوا للبلطجية من أمثال ( سامبو ) الشهير ، و شجعوهم على مهاجمة الاقسام ، و تغافلوا لا أعلم عن عمد ام تغابى أم فرط ثقة فى أنفسهم ، عن رؤية خيوط المؤامرة التى تحاك حول مصر و يتم استخدامهم لتنفيذها

الخلاصة ..
الجميع يتعاملون مع غالبية الشعب المصرى بطريقة تذكرنى بفيلم أجنبى من افلامى المفضلة يقف فيه توم كروز فى قاعة المحكمة امام احد الجنرالات و يسأله " أريد الحقيقة " فيرد عليه الجنرال الدموى "  انك لا تستطيع ان تتحمل الحقيقة  " ، و هكذا يبدو ان الجميع، الجيش و الشرطة و الثوار الاجندات منهم و غير الاجندات قد اتفقوا على ان غالبية الشعب المصرى لا تستطيع تحمل الحقيقة

و اصبح الهدف الأسمى للثورة عشية الاحتفال بمرور عام عليها هو اعدام مبارك و القصاص للشهداء و اسقاط حكم العسكر ، اما التخطيط للمستقبل فقد تم تأجيله لما بعد الانتقام ، نفس الغرق فى الماضى الذى تعبنا منه أقبل الثورة ، زاد عليه الاصرار الى تقسيم الناس و تصنيفهم ، شعب و جيش و شرطة و فلول ، قوائم بيضاء و قوائم سوداء ، غباء ثورى ليس له مثيل ، و لم يبق الا محاكم التفتيش

ألا توجد بارقة أمل ؟؟

بالطبع يوجد .... حزب الكنبة ..... الذى قرر الا يشارك فى هذه المهزلة بعد الآن لا فى التحرير و لا العباسية ، و لكنه سيتمسك بحقوقه فى الانتخاب و العمل و الدراسة و العلاج و السهر فى الليل رغما عن البلطجية و الذهاب الى النوادى و الاسواق و معرض الكتاب

وربنا معانا و مع مصر – ان شاء الله -

هناك تعليقان (2):

مجداوية يقول...


السلام عليكم

أتفق معك في كثير جدا مما تقوليه لكن أختلف وبشدة أن التغيير كان من الممكن أن يتم دون ثورة

للأسف الشديد ما نراه من استمرار لبلطجة بعض الثوار هو محاربة للتيار الإسلامي فهم لا يريدون استقرارا للبلد حتى لا تنجح الفكرة الإسلامية اضافة بالطبع لأن منهم من ينفذ أجندات خارجية
منساق إليهم كثير من الغافلين
والمتوهمين أن دورهم هو فقط المطالبة بالقصاص وحق المصابين وتناسوا أن هؤلاء دفعوا هذا الثمن من أجل مصر ومن أجل حياة أفضل لهم ولذويهم فتوقفت الساعة الثورية عندهم عند قتل هؤلاء وفقط
فكل هؤلاء رافضين الإستمرار لانقاذ البلد والبناء ويطالبون بقية الشعب أن يتوقف مثلهم وهذا لن يحدث لأننا سنغير النظام بالعمل وبالإنتخاب الحر وباختيار رئيس سوف يغير النظام الفاسد ويقتص للشهداء فأنا دائما أردد كيف نطلب من القاتل أن يقتص من نفسه للشهداء !!! , الفساد ما زال مستشريا
فحزب الكنبة كما قلتِ لم يجلس يوما على الكنبة ليتفرج ولكن كل ميسر لما خلق له والإيجابية التي أبداها الشعب في الإنتخابات أكبر دليل على نجاح الثورة ونجاح الشعب في نفض السلبية
ستسمعين هذه الأصوات الرافضة كثيرا جدا بل أكثر من أيام المخلوع ولكنهم يوما سيصمتوا
إن أراد الله ونجح التيار الإسلامي فوقتها لن يكون لهم مكان وآخرين منهم سيعودون إلى الصواب فدعي حزب الكنبة يدعو الله أن ينصر هؤلاء ويثبت أقدامهم ويرد كيد من يكيدون لهم إلى نحورهم , اللهم آمين

ام مصرية يقول...

استمرار اندفاع الثوار ( من غير الأجندات ) فى رأييى يدخل فيه عدة عوامل لعل أهمها صغر سنهم ، توقفهم عند الرغبة فى القصاص لأصدقاءهم ، جهلهم السياسى ، فقدان الرؤية الذى جعلهم لا يدركون متى يجب أن تتوقف حرية الفرد أمام حرية المجموع ، و تحريض النخبة السياسية و التى يسيطر عيها للأسف الاتجاة اليسارى لهم خوفا من سيطرة الاتجاه الاسلامى ... و ربنا فوق الجميع ان شاء الله