"
قدموا من خلال قناة الحزب الواحد ، خطاب كل الأحزاب ، تحدثوا باسم الاشتراكية ، تحدثوا باسم الرأسمالية ، تحدثوا باسم الاسلام و الإيمان ، تحدثوا باسم العلمانية و الالحاد ، حاولوا أن يجعلوا من بلدنا الآمن ، قاعة كبري فى مستشفى ، جمعوا فيها كل المرضى ، و راحوا يحقنون كل مريض بالدواء الذى يلائم مرضه .،
هكذا هئ لهم ،
لكن المرضى تبين أنهم مصابون بمرض واحد ، هو هذا الخطاب الكاذب ، هذا النفاق الذى فقد كل مذاق و طعم له .
قال الاشتراكيون : كفى اما أن نتمركس ، و اما أن نترسمل .
قال الرأسماليون : كفى ... اما أن تحررونا ، و اما أن تقضوا علينا نهائيا .
قال الإسلاميون : اما مساجد ، و اما خمارات ..
قال العلمانيون : كيف تعلمون أبنائنا أصوا الدين فى النهار ، و تقدمون لهم فى الليل الأفلام الغربية الخليعة الفاجرة .
قال المدافعون عن العربية : اما عربية و اما فرنسية
قال الفرنسيون : اما جزائر فرنسية ، و إما لا جزائر أصلا ، نفقرها ، نجوعها ، نفككها ، نسلمها للأجنبى .
من هم هؤلاء الناس ، الذين يلعبون كالبهلوانات ، بكرات عديدة بعضها فى السماء ، و بعضها بين أيديهم ، بعضها يعلو ، بعضها ينزل ، يشدون نفس المتفرج و بصره ، فلا هو بين هذه و لا بين تلك ، لا هو مع الطالعة و لا النازلة "
عن رواية " الشمعة و الدهليز "
للكاتب الجزائرى " الطاهر وطار
1994
" و أى تشابه فى التساؤلات مع اى مكان آخر هو محض تشابه "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق