الثلاثاء، 15 أبريل 2008

واحة الغروب ..





هذه الرواية عبقرية رومانسية ، قرأتها أكثر من مرة دون أعرف من أين يأتى هذا الشجن الذي يحاصرنى و أنا أقرأها، هل هو حضرة الصاغ محمود عزمى المحاصر داخل نفسه ، و داخل الواحة ، أم فيونا القديسة الجميلة التى تحتضر ، أم مليكة التى أرادت الفرار من الوحدة ففرت الى الموت ،أم الشيخ يحى ، أم ابراهيم أم .... ام اننى فقط أشعر بالأسي على نفسي .

أشخاص حاضرون بقوة تكاد تراهم و أنت تقرأ الرواية ،الخيانة التى أطلت دائما فى تاريخنا مع كل هزيمة ، وانكسارالروح الذي لا يمكن مداواته ، و مقاطع بالكامل أظل أرددها لنفسى .

يقول بهاء طاهر على لسان المأمور محمود عزمى " المشكلة هى انت بالضبط يا حضرة الصاغ ، لا ينفع فى هذه الدنيا أن تكون نصف طيب و نصف شرير ، نصف وطنى و نصف خائن ، نصف شجاع و نصف جبان ، نصف مؤمن و نصف عاشق ، دائما فى منتصف شىء ما ، لم أقتل مليكة بيدي لكننى تركتها للقتل ، أردت أن أنقذ محمود الصغير لكن فى منتصف المحاولة تركت ابراهيم لتكسر ساقه ، تحمست فترة للوطن و الثوار و عندما جاءت لحظة الامتحان أنكرتهم ثم توقفت فى مكانى ، لم أكن أبدا شخصا كاملا فى داخله ."

أنظر داخلى و أرانى أيضا أحاول ، لكننى لا أستطيع أن أكون أبدا شخصا كاملا فى داخلى ..

أؤمن أن الله خلقنا أحرار متساويين ، لكننى أخاف أن أسير فى مظاهرة ، لأننى لا أستطيع أن أنسي ما الذي يعنيه أن تكون سجينا ،
أحب عبد الناصر و الحلم الذى خلقه فى صدور المصريين لكنى لا أستطيع أن أتناسى انه من فتح المعتقلات و لا أستطيع أن أتناسى ما قرأته عن كمشيش .

و أشياء أخرى كثيرة أفضل بالطبع أن أحتفظ بها لنفسي، أحلم بها ، لكننى لا أجرؤ عل البوح .

قبل النهاية يفكر محمود {يظن وصفى أن الأجداد لا بأس ، اما الأحفاد فلا يصلحون الا للاحتلال } ، ربما يجب أن نتحرر من ماضنا ، حتى يكون لنا مستقبل ، و يحاول تحطيم المعبد حتى تختفى النقوش التى استغرقت زوجته فى محاولة قراءتها فلم ترى أن أختها تحتضر .

و بين الخيانة ،و بين تحطيم المعبد ، لابد للمرء أن يتسائل هل سيأتى على الواحة الشروق ؟

ليست هناك تعليقات: